توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكر مُبدع .. ولكن!

  مصر اليوم -

مفكر مُبدع  ولكن

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لا يحنلف اثنان يعرفان قيمة الابداع الفكرى على المفكر الكبير جورج طرابيشى الذى رحل عن عالمنا قبل أيام، وترك ميراثاً فكرياً شديد الثراء، يشمل هذا الميراث نحو مائتى كتاب بين مؤلفات وترجمات، فضلاً عن الدراسات والمقالات التى لا تُحصى.

لم يكتب طرابيشى إلا ليضيف معنى أو معانى وحتى ترجماته التى أسهمت فى تعريف كثير من القراء العرب بأفكار هيجل وفرويد وسارتر وغيرهم، حافلة بالحواشى الشارحة أو المفسرة أو الناقدة، أما مؤلفاته التى عبرت عن تغير أفكاره، وطريقة تفكيره، على مدى أكثر من نصف قرن، ففى كل منها رؤية تحث على التفكير.

انتقل، مثله مثل كثير من أبناء جيله (وُلد عام 1939) وبضعة أجيال تالية، بين مواقع فكرية عدة بدءاً بالقومية العربية، فالماركسية، وصولاً إلى ليبرالية منقوصة، وكانت كتاباته فى كل مراحله الفكرية غنية، لم يؤلف كتاباً إلا بذل فيه جهداً، وقرأ لأجله وبحث فى موضوعه. فالكتابة عنده رسالة، وليست مهنة، فى مختلف مراحله الفكرية.

وتدل قائمة كتبه، التى تحتاج فى حد ذاتها إلى تحليل مطول، على العمق الذى تميز به فى مختلف مراحله الفكرية منذ «الماركسية والمسألة القومية» 1969، و«الاستراتيجية الطبقية للثورة» 1970، وحتى المشروع الكبير عن نقد العقل العربى، الذى صدر فى خمسة مجلدات خلال النصف الثانى من العقد الماضى.

ولكن الطرابيشى ظلم فكره فى مرحلته الأخيرة عندما جعل خلافه مع الراحل الكبير أيضاً د. محمد عابد الجابرى محوراً لاهتمامه، وعنواناً لأكبر أعماله الفكرية على نحو أدى إلى إساءة فهمه من جانب بعض ناقديه.

لم يكن الطرابيشى فى حاجة لأن يمضى سنوات فى نقد أعمال الجابرى النقدية للفكر العربى، لأن ما بدأ نقداً لها تحول إلى مشروع فكرى كبير قائم بذاته يستحق أن يكون موازياً لمشروع الجابرى.

غير أن الصورة المرسومة لمشروع الطرابيشى هو أنه مجرد رد فعل على مشروع الجابرى، رغم أنه يرقى لأن يكون عملاً موسوعياً لمراجعة التراث الفلسفى اليونانى والأوروبى، وليس فقط التراث العربى الإسلامى.

ولو أن الطرابيشى تحرر من أسر خلافه مع مشروع الجابرى، وتبنى منهجاً أكثر إيجابية فى التعامل النقدى مع هذا المشروع، وقدم رؤية موازية تتضمن فى طياتها النقد الذى يريده سواء للجابرى أو لغيره، لما اختُزل على النحو الذى رأيناه فى بعض العناوين التى تصدرت نبأ رحيله مثل: (طرابيشى: ربع قرن فى نقد الجابرى).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكر مُبدع  ولكن مفكر مُبدع  ولكن



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon