توقيت القاهرة المحلي 05:23:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يستبيح ..قد يُستباح

  مصر اليوم -

من يستبيح قد يُستباح

د. وحيد عبدالمجيد

مستوى غير مسبوق من التدنى فى الصراعات التى تتصدر المشهد العام، وفى وسائل إدارتها. كانت هناك صراعات صغيرة فى مختلف المراحل. ولكنها لم تكن هى الطاغية بخلاف ما يحدث الآن فى غياب الصراعات الجادة حول قضايا سياسية وفكرية.

وكانت هناك وسائل متدنية أيضاً فى إدارة الصراعات فى مختلف المراحل. ولكنها لم تكن هى الغالبة بخلاف ما يحدث الآن، حيث أصبحت أساليب الإسفاف والسب والشتم و«الردح» والاغتيال المعنى، وصولاً إلى الضرب بالحذاء فى قلب البرلمان، طاردة للنقاش والحوار الموضوعى والحجة والمنطق. 

ويعود ذلك لأسباب عدة نكتفى منها باثنين. أولهما المناخ العام الذى يتيح لأى شخص مفلس سياسياً وفكرياً أن يستبيح خصومه، وخاصة إذا كانت لديه نافذة إعلامية، مما أدى إلى ابتعاد معظم من يحترمون أنفسهم عن هذه الأجواء. ولا يدرك من يستبيحون غيرهم أنهم يكرَّسون مناخاً قد يجعلهم معرَّضين للاستباحة فى وقت لاحق. وهذا هو ما حدث لعضو فى البرلمان طالما استباح المختلفين معه ورفع الحذاء فى وجوه بعضهم فى قناته الفضائية، ولم يتصور نفسه مضروباً بحذاء آخر أحد من يتأثرون به. فمن يستبيح يُستباح ولو بعد حين. ومن يلجأ للحذاء للتعبير عن موقف انما يبتذل هذا الموقف ويسئ اليه, فضلا عن تكريسه للاسفاف الذى يرد عليه0 

وثانيهما غلق أبواب الحوار فى قضايا كبرى, اما لأنها منزوعة من جدول أعمال المجتمع, أو لأن تناولها قد يفضى لعواقب وخيمة0 مثال واحد على ذلك ما حدث للإعلامى إسلام بحيرى عندما فتح قضية الخطاب الدينى. فهذا مثال لقضايا حقيقية كان ممكناً إجراء حوار موضوعى حولها، أياً كان الرأى فيما طرحه بحيرى ومستوى معرفته. وبدلاً من فتح افاق لهذا الحوار، دفع بحيرى ثمناً فادحاً لمحاولته طرح قضية جادة. 

وفى مثل هذه الأجواء، يحدث فراغ يُملأ فى الغالب من خلال إما قضايا صغيرة ومتهافتة، أو عبر تصغير قضايا كبيرة وتحويل الخلاف حولها إلى مهزلة من النوع الذى حدث فى البرلمان عقب «استعراض» متهافت قام به أحد أعضائه بصحبة السفير الإسرائيلى. 

لقد كانت قضية التطبيع موضع صراع جاد لم يتجاوز حدود الخلاف السياسى والفكرى على مدى عقود. ولكن فى أجواء الخواء الراهن, ينجر أحد أصحاب التاريخ فى مقاومة التطبيع وأخطاره الى ابتذال هذا الموقف الوطنى وتسفيهه. ولكن ما الذى لا يُبتذل ويستباح هذه الأيام؟ 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يستبيح قد يُستباح من يستبيح قد يُستباح



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon