توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. ولا من مُجيب!

  مصر اليوم -

 ولا من مُجيب

د. وحيد عبدالمجيد

سيظل المسجد الأقصى يصرخ مستغيثاً دون أن يجد مُغيثاً أو مُجيباً. كان العرب كلهم مسلمين ومسيحيين ينتفضون حين يتعرض أولى القبلتين لأقل القليل من الخطر المحدق به الآن. ولكن صرخة استغاثته هذه المرة تذهب أدراج الرياح، مثلها مثل صرخات فلسطينيين يسحقهم الاحتلال كل يوم ولا تجد أصواتهم صدى حتى لدى قادتهم سواء فى الضفة المحتلة أو غزة المنكوبة.

لم يعد ما يفعله الصهاينة فى شعبنا الفلسطينى وفى مقدساتنا، يلقى اهتماماً حتى لدى الشعوب العربية الأخرى، أو القسم الأكبر فى كل منها. فقد تعرض بعض هذه الشعوب لمذابح تتضاءل بجوارها انتهاكات الصهاينة فى فلسطين. وأصابت قنابل وصواريخ قذفتها نظم عربية متوحشة، خاصة فى سوريا، مساجد وكنائس عدة، ودمرت بعضها تدميراً.

ولذلك لم يعد كثير من العرب ينظرون إلى ما يحدث فى القدس اليوم بالطريقة التى كانوا يرون بها أقل منه فى فترات سابقة. فقد كل شىء فى فلسطين معناه الذى كان لدى معظم العرب، بعد أن وجدوا أن انتهاكات الاحتلال الصهيونى لا تقل عن ممارسات نظم تحول بلادهم إلى أراض محروقة وتقتل وتُشرد فى سبيل بقائها. نسى العرب شخصية «حنظلة» الكاريكاتورية التى أبدعها الفنان الكبير الراحل ناجى العلى بكل ما ترمز إليه من معان، لأن الواقع العربى المؤلم أنتج الملايين من الشخصيات الحقيقية التى تُجسَّد هذه المعانى فى الواقع كل يوم.

أصبح مئات الآلاف من الأطفال فى سوريا خصوصاً، وفى العراق وبلاد عربية أخرى بدرجات أقل، أشد بؤساً من ذلك الطفل الرمزى الذى يدير ظهره لنا بشعره الأشعس وملابسه الممزقة التى تعبر عن مدى بؤسه، ويضع يديه خلف ظهره فى دلالة رمزية على تكتيف الفلسطينيين ومنعهم من المقاومة.

كان لشخصية حنظلة الرمزية التى أطلت لسنوات طويلة فى رسوم ناجى العلى الكاريكاتورية أثر عميق فى نفوس كثير من العرب، كما فى عقولهم. وكان العلى قادراً بإبداعه المتميز على استخدام هذه الشخصية فى التعبير عن تفاصيل مرحلة انتقال قضية فلسطين من «المركزية» إلى «الهامشية» على المستوى العربى.

لكنها لم تقبع فى هامش لم يعد مرئياً إلا بعد أن أصبح لدينا ملايين مثل «حنظلة» فى محنته وبؤسه وشقائه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ولا من مُجيب  ولا من مُجيب



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon