توقيت القاهرة المحلي 10:30:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يتيمة أم مغدورة؟

  مصر اليوم -

يتيمة أم مغدورة

د. وحيد عبدالمجيد

يتابع المتخصصون فى قضايا الثورات العربية، والمهتمون بها، الجدل العميق الذى يثيره كتاب د. زياد ماجد الجديد عن الثورة السورية تحت عنوان: (سوريا الثورة اليتيمة).
فما أصعبها، قبل كل شىء، الكتابة عن الثورة السورية فى أشد لحظات التراجع التى تمر بها منذ اندلاعها فى مارس 2011. وما أشق مهمة الباحث والأستاذ الجامعى حين يكتب عن ثورة

اختلطت فيها الأوراق إلى الحد الذي يهدد بطمس ورقتها الأصلية التى خط أطفال صغار حروفها الأولى عندما كتبوا على جدران مدرستهم فى درعا ما يعبر عن تطلعهم إلى الحرية. فكان اعتقال

زبانية نظام بشار الأسد هؤلاء الأطفال وتعذيبهم وقلع أظافرهم، ثم الاعتداء على أهلهم ومنهم بعض كبار عائلات درعا وشيوخ عشائرها، هما الشرارة التى أطلقت ثورة تعرض مؤلف الكتاب

لانتقادات شديدة لأنه اعتبرها يتيمة.
فاليتيم هو من فقد الأب والأم، بينما هذه الثورة اندلعت احتجاجاً على «الأبوة» القسرية التى يدعيها نظام جعل المجتمع سجناً كبيراً ونصَّب نفسه وصياً عليه.أما تخلى المجتمع الدولى عنها فهو

يؤكد أنه منبت الصلة بها، ولا يمكن بالتالى أن يكون أباً فقدته. والأقرب إلى الواقع هو أن القوى الدولية التى تدعى الدفاع عن مبادئ الحرية خانت هذه المبادئ قبل أن تخون السوريين. ولذلك

يصبح الوصف الأدق للثورة من هذه الزاوية هو أنها مغدورة أى تعرضت للغدر.
غير أن أهم ما فى الجدل حول الكتاب المذكور هو أنه يثير حواراً حول قضايا بالغة الأهمية بالنسبة إلى مستقبل الشعوب التى تعيش تحت القهر والظلم، وفى مقدمتها قضية تحويل المجتمع إلى

سجن كبير وكيف تتمكن سلطة غاشمة من وضع الناس فى حالة من الخوف تدفعهم إلى المطالبة بإبقائهم فى هذا السجن، أو قبول إعادتهم إليه حال خروجهم منه سعياً إلى استعادة قبضتها الأمنية،

وإعادة إنتاج حكمها فى إطار ما يسميه المؤلف «نظام الأبد».
ويكفى هذا الجدل لكى نحيى زياد ماجد الذى يمثل كتابه إضافة نوعية إلى الكنايات العميقة القليلة حول «الربيع العربى». هذا فضلاً عن التحية الواجبة له باعتباره مثقفاً يسارياً مكنَّه إيمانه

العميق بالحرية من تجنب المنحدر الذى سقط فيه يساريون سوريون آخرون يساندون سلطة المذابح اليومية دون أن يغمض لهم جفن.
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يتيمة أم مغدورة يتيمة أم مغدورة



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon