توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى» و«خرابة مبارك»

  مصر اليوم -

«السيسى» و«خرابة مبارك»

بقلم / عمار علي حسن

فى لقائه بشخصيات من المثقفين، أمس الأول، تحدث رئيس الجمهورية عن «الخرابة» التى تركها له حسنى مبارك، ومع هذا فإن أشد أنصار «السيسى» يهاجمون الثورة التى قامت ضد «مبارك»، والتى لولاها، حسب تصور «السيسى» نفسه، لاستمر الخراب حتى انهارت مصر تماماً التى يقول هو إنه يعمل الآن على إصلاحها و«تثبيت استقرارها».

سبق لـ«السيسى» أن قال غير مرة إن الثورة تأخرت خمسة عشر عاماً على الأقل، وإنه من الطبيعى أن تندلع عام 1995 نظراً لتدهور الأحوال المعيشية للمصريين، وانتشار الفساد، وتفشى عنف الدولة، وتصاعد إرهاب الجماعات المتطرفة، وتمدد التيار الذى يوظف الإسلام فى تحصيل السلطة والثروة، وتجاوزات الشرطة، وتحجر الجهاز البيروقراطى، وهى أوضاع للأسف الشديد لا تزال سارية وجارية، بما يجعل الماضى قائماً فى الحاضر، بعد مرور سنتين على حكم «السيسى».

وقد سبق أيضاً أن اعترف «السيسى» فى لقائه بسياسيين وقت أن كان مديراً للمخابرات الحربية بأن «تقديرات الجيش كانت ترى أن انتفاضة شعبية ستندلع عندما يشرع مبارك فى توريث نجله جمال فى مايو 2011، لكن الشعب فاجأ الجميع ونزل إلى الشارع يوم 28 يناير». كلام «السيسى» يبدو صائباً، فهو يعرف الحقيقة وفق المعلومات التى كانت بحوزته بحكم موقعه وقتها، ويدرك أن يناير كانت آتية لا ريب فيها، لأن شروط اندلاع الثورة حسب مقاييس ومؤشرات علم السياسة كانت متوافرة، ومن ثم نزل الناس غاضبين إلى الشوارع راغبين فى التغيير، لكنهم كانوا بلا تنظيم ولا استراتيجية واضحة فدارت عجلة التآمر عليهم، وعلى إرادتهم، سواء بتقليص الثورة لتكون مجرد انتفاضة ضد التوريث فقط، أو بحرفها عن مسارها لتحقق تمكين جماعة الإخوان.

أعود بالذاكرة إلى ما سبق أن ذكرته فى برنامج «الصورة الكاملة» يوم 4 ديسمبر عام 2014 تعليقاً على الحكم ببراءة «مبارك» فى إحدى القضايا المرفوعة ضده ونشرته صحيفة «المصرى اليوم» فى اليوم التالى: «كل خلية فى جسد (مبارك) مدانة على ما فعله من أخطاء طوال 30 سنة فى حق الشعب المصرى، ولكن للأسف هناك حملة شرسة من الإعلام ضد ثورة 25 يناير، وتحاول اللعب على مشاعر المواطنين مبررة الحكم بأن (مبارك) رجل كبير ويجب أن نرحمه.. كل رجل فى الدولة كان يعرف الفساد الذى سببه نظام (مبارك)، ولكن أحداً لم يجرؤ على اتهامه بأى شىء، حتى إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى انتخبه الناس، قال علانية إن الثورة تأخرت 15 عاماً، فهو يعلم أن فساد (مبارك) بدأ عام 1995.. الرئيس الحالى بنفسه قال إنه تسلم مصر خرابة، فكيف ما زال يصدق بعض الناس أن (مبارك) برىء».

ما قاله «السيسى» مع المثقفين عن «مبارك» سبق أن كرره مرات عدة طبعاً بعد رحيل «مبارك» عن الحكم وهو مدير للمخابرات الحربية، وكذلك وهو وزير للدفاع، وأثناء فترة ترشحه للرئاسة، والآن وهو رئيس، بل إنه طالما وصف «مبارك» بـ«التبلد»، وراحت شكواه ترتفع مع مرور الوقت من عظم المشكلات التى سببها «مبارك» لمصر، والتى جعلتها «خرابة»، حسب تعبير «السيسى» الأثير.

مع كل هذا فإننى أخشى أن يتصاعد لوم «السيسى» على «مبارك»، وهو حق، ليتخفف الرئيس الحالى من الأعباء التى تثقل كاهله بعد أن وعد المصريين أثناء حملته الانتخابية، وبعد انتخابه مباشرة، حين قال غير مرة: «مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا» أو «بعد سنتين هتشوفوا مصر دى هتبقى إيه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» و«خرابة مبارك» «السيسى» و«خرابة مبارك»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon