توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تجربتى بين ثورتين»

  مصر اليوم -

«تجربتى بين ثورتين»

عمار علي حسن


هذا عنوان الكتاب الأخير للخبير الاقتصادى الكبير والناشط السياسى الدكتور عبدالخالق فاروق، الذى يسجل فيه بالوثائق ما عاشه وشارك فى صناعته وشاهده من وقائع وأحداث سبقت ثورة يناير ولحقت بها واستمرت حتى صعود الإخوان إلى الحكم ثم إسقاطهم.

مؤلف الكتاب كان عضواً بـ«حركة كفاية» و«الجمعية الوطنية للتغيير» اللتين حملتا عبء النضال ضد نظام مبارك حتى اندلعت الثورة، وواصل نضاله فى صفوف «التيار الشعبى» ضد جماعة الإخوان، ولا يزال مؤمناً، بعد كل ما جرى، بأن ثورة يناير ستنتصر مهما أُلقى أمامها من عثرات.

يبدأ الكتاب بإشارة إلى ما تلاقيه الثورة الآن من عنت، فيقول: «تعرضت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 خلال السنوات الأربع الماضية إلى حجم هائل من التشويش والتشويه، والمتاجرة بها من جانب أطراف متعددة، بعضها كان خصماً سياسياً واجتماعياً للثورة ومضامينها»، ثم يُعدد من هؤلاء رجال المال والأعمال الذين أثروا ثراء فاحشاً فى عهد مبارك ونجله، والأجهزة الأمنية التى توحشت على مدار ثلاثين عاماً ويربو عدد المنتمين إليها على 800 ألف فرد بخلاف الأمن المركزى، وشخصيات حزبية كانت مرتبطة بنظام مبارك، وتنظيم الإخوان الذى كان أول من خان الثورة وتآمر عليها، والسلفيين الذين سعوا إلى تعزيز نفوذهم السياسى على حساب مطالب ثورة مدنية طالبت بالحرية والعدل الاجتماعى والكرامة الإنسانية، والمجلس العسكرى الذى اعتقد وهماً أن فى الثورة هلاكاً للدولة فالتف عليها، وقلة قليلة وضئيلة من الشباب المرتبطين بأموال الغرب ومشروعه، وأخيراً الغرب نفسه الذى لم يشأ لمصر أن تستقل وتنجو من التبعية له.

الكتاب نتاج خبرة أو تجربة صاحبه التى خاضها بين كثيرين وأراد تسجيلها فى وجه كل من يشوهون الثورة، ويريدون للشعب أن يفقد الثقة فى قدرته على التغيير، وهنا يقول: «أنا هنا أعرض ما لدىّ على الناس، دون أن أبخس حقوق الآخرين الذين نافسوا بشرف ضد سلطة الفساد والاستبداد، وهم للحقيقة كثر، يستحقون التحية والإجلال، وأطالب كل من لديه وثيقة أو قرينة أو معلومة حول هذه الثورة العظيمة أن ينشرها ويقدمها للناس علناً، بهذا نكون قد قدمنا للشهداء بعضاً من حقوقهم».

ينقسم الكتاب، الصادر عن مكتبة جزيرة الورد، إلى ستة فصول، الأول شمل كتابات مؤلفه التى ساهمت فى التمهيد للثورة، والثانى عنوانه: كيف فكرنا فى ثورة يناير؟ وكيف قدّرنا الموقف؟ ويتناول خطة ومحاور عمل الجمعية الوطنية من أجل التغيير، ودراسة وُضعت وقتها عن السيناريوهات المحتملة للوضع السياسى والاجتماعى وكيف نواجهها؟ ثم أخرى عن مستقبل الجمعية الوطنية. والفصل الثالث عن مقدمات الثورة، ويشمل بيانات كُتبت وقتها، منها ذلك الذى كان عنوانه «نداء إلى الشعب المصرى: لم يعد الصمت ممكناً»، وآخر بعنوان: «الحركة الشعبية من أجل التغيير: فلننهض بواجباتنا الوطنية». ويتطرق الفصل الرابع إلى ارتباك المشهد بعد إزاحة مبارك وتمهيد الطريق لحكم الإخوان، ويعرض نتاج حلقة نقاشية دارت وقتها حول الوضع السياسى ومستقبل الثورة المصرية. والخامس عن اللقاء الذى عقدته بعض الشخصيات المدنية مع مرسى قبل إعلانه رسمياً رئيساً لمصر، ليلتحم بهذا الفصل السادس مجيباً عن سؤال مهم هو: كيف فكرنا فى مواجهة سلطة الإخوان قبل ثورة 30 يونيو 2013؟ وهنا يقدم تقدير «مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية» الذى كان يرأسه المؤلف وقتها، للموقف فى ظل حكم الإخوان، ثم تقدير «التيار الشعبى» الذى يقوده المرشح الرئاسى الأستاذ حمدين صباحى، والخطوط العريضة لبناء استراتيجية فعالة لتطوير عمل هذا التيار بعد 30 يونيو.

وينتهى الكتاب بملاحق وبيانات ووثائق، منها: محضر اجتماع لجنة مستقبل مصر، مشروع مدونة سلوك الجمعية الوطنية للتغيير، وبيان «التغيير بالناس وللناس» و«وجهة نظر شعبية حول التغيير» و«لا للاستقواء بالخارج» و«هذه الثورة الظالم أهلها».

بهذا يحقق الكتاب الهدف الذى سعى إليه د. عبدالخالق فاروق، وهو توثيق جانب من الثورة وكشف بعض خباياها، والذى عبّر عنه بقوله: «بعد أن هدأ غبار حوافر الجياد المتصارعة، فتحت أوراقى التى يعلمها البعض، ويجهلها البعض الآخر، لأنشر بعض الحقائق وبعض الأدوار الخفية، علها تكون مادة صالحة للمؤرخين الصادقين».

حقاً، ففى الكتاب بعض ما يرد على كل ما يشيعه المغرضون عن ثورة يناير من ذيول نظام المخلوع، وكتبة الأمن، ومن استفادوا بغير حق ولا حلال من نظام مبارك، ويرد فى الوقت نفسه على أكاذيب الإخوان الذين خططوا لسرقة الثورة فنالوا جزاءهم، كما سينال جزاءه كل من يدبر بليل للالتفاف على إرادة الشعب المصرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تجربتى بين ثورتين» «تجربتى بين ثورتين»



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon