توقيت القاهرة المحلي 10:36:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حول الثقافة والتعليم والإعلام (2 - 3)

  مصر اليوم -

حول الثقافة والتعليم والإعلام 2  3

عمار علي حسن

متى يكون لدينا تعليم يساعد فى بناء أجيال قادرة على حمل راية المستقبل؟

- هذا سؤال مهم وجوهرى، ولهذا كان طه حسين حصيفاً حين خصص أغلب صفحات كتابه: «مستقبل الثقافة فى مصر» لقضية التعليم. فمن دون تعليم عصرى، يحض على النقد ويفجر طاقات الإبداع، لا يمكننا أن نتقدم أى خطوات إلى الأمام. وإصلاح التعليم قضية مطروحة فى بلادنا منذ زمن بعيد، لكن للأسف لم نفعل شيئاً فارقاً فى سبيلها، وقدرتنا على الفعل ليست معدومة ولا محدودة، لكننا لا نستخدمها أو لا نطلقها عملياً، ونكتفى بترديد الكلام الذى يحمل أمنيات فى هذا الشأن، ولا ننتقل إلى العمل. وبوسعنا إذا حضر العزم ووُضعت الاستراتيجية ودُبرت الأموال أن ننهض بتعليمنا من دار الحضانة وحتى الأستاذية. وهناك بالفعل تصورات حبيسة الأدراج مطلوب فقط نفض الغبار عنها وتفعيلها. وعلى السلطة أن تدرك أن أى حديث عن بلد متقدم دون وضع قضية التعليم فى مكانها اللائق سيظل كلاماً فارغاً، لا يمكننا أن نصدقه.

■ من أين نبدأ إصلاح التعليم؟

- هناك خطوة لن تكلفنا الكثير، بل قد لا تكلفنا شيئاً، ألا وهى وضع مناهج عصرية تصنع عقولاً وتطرح أفكاراً وتوفر خبرات للمستقبل، بعدها نعد المعلم الذى بوسعه أن يفهم هذه المناهج ويوصلها إلى تلاميذه، وعلى التوازى لا بد من إنشاء مدارس وجامعات جديدة، وتزويدها بمكتبات ورقية وإلكترونية. لكن إن كان إعداد المعلم أو تشييد الأبنية التعليمية يحتاج أموالاً، وبالتالى يخلق ذريعة للسلطة فى التباطؤ حيال إصلاح التعليم، فإن تجديد المناهج لا يحتاج إلى مال، ويمكن أن ينهض به متطوعون من التخصصات العلمية كافة، وفى مصر من لديهم استعداد لبذل الجهد دون مقابل فى سبيل رفعة بلادنا، كما أن هناك مختصين بوضع المناهج فى الوزارة يتلقون مرتبات ومكافآت ثابتة ومطلوب فقط تبصيرهم بما نريد عبر فتح حوار معهم، أو نقول لهم بوضوح أى تعليم نريده.

■ هل تستطيع مصر صناعة نموذج ناجح مثل كوريا واليابان وسنغافورة؟

- طبعاً، وهذه الدول بدأت من نقطة أو وضع أقل منا بكثير، ومع ذلك تمكنت من النهوض بأحوالها حين رزقت الخطة المحكمة، والعقول النيرة، والقيادة السياسية الطموحة التى تستشير العارفين وتؤمن بدور العلم فى صناعة القرار. مصر لديها قدرات كامنة كبيرة وتحتاج إلى الإرادة الصلبة والإدارة الرشيدة، لتنطلق إلى الأمام.

■ وهل يمكن أن يكون للإعلام العام والخاص دور فى كل ما سبق، أى ثقافياً وتعليمياً وحتى قضية محو الأمية؟

- بالطبع، فالإعلام صار قوة جبارة فى صناعة التغيير، فإن عمل وفق تصور حر خلاق، لا يقتصر على الدعاية السياسية الرخيصة أو الترفيه الفارغ الذى يلهث وراء العابر والاستهلاكى، فمن دون شك بوسعه أن يسهم فى تعميق الثقافة والنهوض بالعملية التعليمية، ليس من خلال برامج مدرسية أشبه بالدروس الخصوصية فقط، إنما من خلال برامج هادفة تعزز المعرفة بشتى ألوانها، وتمكن الفرد من امتلاك مهارات التفكير والحوار.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول الثقافة والتعليم والإعلام 2  3 حول الثقافة والتعليم والإعلام 2  3



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon