توقيت القاهرة المحلي 10:15:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعاية الحوثيين

  مصر اليوم -

دعاية الحوثيين

عمار علي حسن

تابعت على مدار الأيام الفائتة الإعلام الناطق باسم الحوثيين أو الذى يناصرهم منذ أن بدأت عملية «عاصفة الحزم»، لأقف على نمط الدعاية السياسية وطريقة الحرب النفسية التى ينتهجها، فوجدت أنها تدور حول أمور ثلاثة أساسية يمكن ذكرها على النحو التالى:

1- استدعاء التاريخ: وذلك بإنعاش ذاكرة اليمنيين بمحطات الخلاف مع المملكة العربية السعودية، وآخرها تلك الحرب المحدودة بين الجيش السعودى والحوثيين عام 2009، وقبلها النزاعات الحدودية حول نجران وجيزان وعسير، وتبدّل نمط تحالفات الرياض ما بين مساندة الشمال الإمامى فى حربه ضد الجنوب الماركسى فى ستينات القرن العشرين إلى مساندة الجنوب ضد على عبدالله صالح فى حرب 1994. وتدخل مصر فى هذا الاستدعاء من خلال الحديث عن الثمن الذى دفعته لتدخلها فى اليمن فى سبيل نصرة الثورة ومحاولة الأخذ بيد المجتمع اليمنى إلى الأمام فى عهد جمال عبدالناصر.

وينطوى هذا الاستدعاء على تحذير وإنذار للقاهرة والرياض، لكنه يغفل موازين القوة الحالية بين الحوثيين وحليفهم على عبدالله صالح وبين التحالف العشرى الذى يقصف مواقعهم العسكرية فى شتى ربوع اليمن، كما يغفل أن هذا التدخل يناصره قطاع من الشعب اليمنى، ليس فى الجنوب فقط إنما فى الشمال أيضاً، اعتراضاً على قفز الحوثى على ثورة الشعب اليمنى وتحالفه مع قوى الثورة المضادة ورهن مصالح اليمن لخدمة إيران.

2- توظيف الطائفية: فهذه حرب سياسية، لا يريد من شنوها أن يكون مقصدها الأساسى والمباشر هو قتال الشيعة سواء داخل اليمن أو خارجه فى دول عربية وإسلامية أخرى، لكن اصطفاف إيران وحزب الله وقادة العلويين فى سوريا وتظاهر عراقيين فى جنوب البلاد الذى يقطنه أغلبية شيعية، يسهل مهمة الحوثيين فى تسويق الحرب على أنها حرب مذهبية، للتعمية على أسبابها ودوافعها السياسية، وأملاً فى تأجيج عواطف الشيعة فى ربوع العالمين العربى والإسلامى.

ورغم أن الزيدية تختلف فى مسائل جوهرية عن التشيع الصفوى وكذلك العلوى، فإن الحوثيين ربطوا أنفسهم فى تحالف مع إيران، وصاروا يمثلون إحدى أذرع تمددهم فى أرض العرب، ولأن إيران توظف المذهب الشيعى كأيديولوجيا خادمة لمصالحها، فإن الحوثيين يجارونها فى هذا الاتجاه، الذى لا يراعى جانباً مهماً من الحقيقة ولا يهتم بالمصالح القومية العربية التى يضر بها ضرراً بالغاً أى مشاحنات ومصادمات وأعمال عنف أو حرب على خلفية مذهبية، وتصب فى صالح أعدائهم، لا سيما مع ما يتم تداوله عن مخطط لإدخال الدول العربية فى حروب طائفية تقود إلى تدميرها أو تفكيكها.

3 - رفع لافتة السيادة الوطنية: فالحوثيون بدأوا يبثون دعاية قوية تقصد نفوس اليمنيين وأذهانهم بأن هناك مشروع احتلال لبلادهم أو على الأقل مسعى يرمى إلى كسر إرادتهم وإذلالهم أو الحط من كبريائهم والاستهانة بعمقهم الحضارى، ومن ثم فإن الحوثى وأنصاره هم من يقفون الآن فى الصف الأمامى للدفاع عن سيادة اليمن وسلامة ترابه الوطنى، وعلى الشعب اليمنى أن ينضم إليهم فى هذه المعركة، وينحى الخلافات البينية جانباً الآن.

وظهر كثيرون فى مختلف أجهزة الإعلام يتحدثون فى هذا الاتجاه، محاولين جذب بقية الشعب اليمنى إليهم، أو على الأقل قطاع معتبر منه، تتم تعبئته كى يتماسك فى وجه الضربات الجوية، توطئة لتسليحه وانخراطه فى صفوف القتال حال شن حرب برية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاية الحوثيين دعاية الحوثيين



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon