توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجاء من «تائب عن الإخوان»

  مصر اليوم -

رجاء من «تائب عن الإخوان»

عمار علي حسن

«الإخوان ضللونى، وأيمن نور ضحك علىّ، منهم لله»، هكذا جاءنى صوته باكياً، تتقطع حروف كلامه فى نشيجه الحار، طلبت منه أن يهدأ قليلاً حتى أتبين ما يقول، فقال هذه المرة بوضوح: «أنا أريد العودة إلى مصر بأى ثمن، أعرف أننى أخطأت، لكن عزائى أننى لم أحمل سلاحاً، ولا حرّضت على عنف».

هذا الصوت لاحق وهاتف فى إلحاح ورجاء كثيرين من الكتاب فى الأيام الأخيرة، واستجاب بعضهم وكتبوا عنه، وطالبوا السلطات بأن تنظر فى حاله ومآله. إنه الإعلامى الأستاذ طارق عبدالجابر، الذى يعرفه المشاهدون فى مصر على أنه «المذيع الذى كان فى الصف الأمامى أيام الانتفاضة الفلسطينية، يراسل التليفزيون المصرى، بتقارير ميدانية، لفتت الانتباه بقوة».

لا أعرف ما قاله «طارق» على قنوات الإخوان «الشرق» أو «مكملين» أو حتى على قناة «الجزيرة» المؤيدة لهم، لكن أعرف ما قاله لى فى مكالمتين، فى الأولى قال «أخشى إن عدت أن أودع فى السجن»، وفى الثانية قال: «أريد العودة حتى لو قضيت بقية أيامى فى السجن». الرجل مريض بداء عضال، ويقيم الآن فى اليونان، فهو يحمل جنسية هذا البلد الصديق، لأن السيدة والدته كانت يونانية. ومع هذا لا تغنيه اليونان عن مصر، التى يقول عنها: «عرفت قيمتها أكثر بعد أن ابتعدت عنها».

يحكى «طارق» تجربة معروفة لكل من درس تاريخ الإخوان تؤكد أن هذه الجماعة، التى تستغل الدين فى خدمة هدفها الرئيسى، وهو تحصيل السلطة والثروة، تأكل حلفاءها تباعاً، ولا تحمى إلا من ينتمون إليها بشكل لصيق، وهم من يحملون موقع «عضو عامل»، وبعدهم يأتى «المنتسبون»، وغير ذلك تأكلهم لحماً وترميهم عظماً، بل إنها تعتبرهم مجرد أدوات تستبيح استخدامهم، وهى تظن أنها تحسن صنعاً بدفاع مزعوم عن الإسلام، وكثيراً ما ضحى الإخوان بمن اعتقدوا أن لهم عهداً ووعداً، وعبروا على أجسادهم، ولو خطوة واحدة، نحو أهدافهم.

ولعل طارق عبدالجابر قد اكتشف هذا، وهناك كثيرون مثله باتوا الآن واعين بهذا، وهناك من لا يزالون سادرين فى غفلتهم، وبعضهم لا تزال منفعته من الإخوان سارية وجارية، وبالتالى يرابط عندهم دفاعاً عنها لا دفاعاً عنهم، حتى لو أظهر لهم غير ذلك، إلى حين.

أعتقد أن ملف حالة طارق عبدالجابر، وكل المتوافقين معه فى الموقف والمشابهين له فى الحالة، يجب أن يفتح بوعى، ويدرس جيداً، ولعل فيه فائدة إن عاد هؤلاء وقصوا علينا، عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ما كابدوه خلال فترة وجودهم بكنف قيادات الجماعة الهاربين، ليعرف الناس أكثر عنهم، تصوراتهم وخططهم وارتباطاتهم.

إن طارق عبدالجابر فى النهاية مواطن مصرى، يحمى الدستور حقه فى العودة إلى بلده، وإن كان لدى أى طرف ما يأخذه عليه ويستحق العقاب فليكن هذا من خلال القضاء، فإن لم يكن، فليعد الرجل سالماً إلى أهله وداره، ولنمنع، هو ومن فى مثل حاله، من العودة إلى ما كانوا عليه قبل أن يقولوا لنا بصوت جهورى: أخطأنا وتبنا، فاغفروا لنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجاء من «تائب عن الإخوان» رجاء من «تائب عن الإخوان»



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon