توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوق الجمعة (البرلمان سابقاً)

  مصر اليوم -

سوق الجمعة البرلمان سابقاً

عمار علي حسن

(1)

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويقول أعضاء مجلس النواب إن كل البرلمانات فى العالم تعرف الشد والجذب، السكينة والصخب، وإن بعض اختلافها وخلافها يتصاعد إلى حد الاشتباك بالأيدى، بل قد تطير فيه مقاعد فوق الرؤوس، وتسيل دماء، ويملأ الصراخ المكان فتكاد تنخلع الأبواب والنوافذ. هذا صحيح من الناحية الشكلية، أما من الناحية الموضوعية، فقد أغفل الرئيس، ويغفل البرلمان معه، الأسباب التى تجعل البرلمانيين يتشاجرون.

هل فى أى من البرلمانات، التى شهدت مشاحنات ومصادمات ومشاجرات كان سبب ما وقع هو أمر تافه يخص تصفية حسابات لنائب مع مذيع؟ أم لأن أحدهم طلب الكلمة، فتأخر دوره؟ أم أنهم تسابقوا لزيادة مخصصاتهم المالية؟ أم لأنهم يتصارعون على المواقع داخل اللجان وفوقها؟

الإجابة فى كل هذا لا. كان أولئك المتشاجرون تدفعهم الحمية على مصلحة الوطن، والجدية الزائدة، إلى رغبة قوية فى ممارسة أدوارهم الحقيقية فى الرقابة والتشريع، تفيض فيجرى ما يجرى، وأحياناً تأخذهم المنافسة السياسية القوية إلى صراع عابر، لا يلبث أن يخمد وتزول آثاره، ليروا جميعاً مصالح الذين انتخبوهم نصب عيونهم، ويشكلون رافعة لدفع بلادهم إلى الأمام.

أما حالة «سوق الجمعة» التى تسيطر على مجلس النواب فى بلدنا، والتى لا يوجد ما يدل على انتهائها فى وقت قريب، فهى لا مثيل لها، مهما استعرنا واستعدنا حالات طارئة مشابهة، تشبه رد أولئك الذين كنا نقول لهم: الدولة غارقة فى الفساد، فيبتسمون فى خبث: اليابان والدول المتقدمة تعانى من فساد أيضاً، دون أن يمدوا العبارة إلى آخرها، فيقولون: إن الفاسد فى اليابان حين يُكتشف أمره ينتحر فوراً، وإن لم ينتحر يحاسب حساباً عسيراً، وأن الفساد، مهما زاد لا يساوى إلا نسبة ضئيلة مما لدينا، فهو الاستثناء المخزى لقاعدة أصيلة من النزاهة والشفافية.

إن الاستمرار فى هذه «المغالطة المنطقية» التى يبرر فيها الخطأ الجسيم بخطأ بسيط، للتغطية والتعمية والهروب من مواجهة المشكلة، بل والمعضلة، لن يقودنا إلى ما نصبو إليه من أن يعلم هذا البرلمان، ويتعلم دوره الحقيقى، الذى يجب أن تعطيه ظروفنا الصعبة إصراراً على أن يمارسه كاملاً، وفق صلاحياته واختصاصاته التى كفلها الدستور، ولا يستبدلها بجعجعة بلا أى طحين.

(2)

على خلفية كل ما يجرى فى الاتجاهات كافة، نبنى على المثل الذى يقول: «حين يختلف اللصوص تظهر السريقة»، فنقول: «حين يتصارع الأمنجية تظهر الأسرار الخفية».

(3)

عند الثانية فجراً من يوم 17 يناير 1991، جاءنى صوت قائد الكتيبة، وأنا الضابط الاحتياط قائد سرية المدفعية المضادة للطيران، قائلاً: أمريكا هجمت على العراق والحالة قصوى. أطلقت صافرتى، فاستيقظ الجنود، وهرعوا، واحتلوا مواقعهم فوق مدافع بموقع كانت مهمته الدفاع عن نفق الشهيد أحمد حمدى، وكان مذياعى الصغير مفتوحاً فى جيبى يشدو بقصيدة محمود حسن إسماعيل، وصوت أم كلثوم الخالد: «بغداد يا قلعة يا الأسود».. آه يا بغداد، متى تعودين لنا، وتعود كل عاصمة عربية قاصمة لظهور الطغاة والبغاة والفاسدين والمحتلين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الجمعة البرلمان سابقاً سوق الجمعة البرلمان سابقاً



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon