توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى الحرية (2-2)

  مصر اليوم -

فى معنى الحرية 22

عمار علي حسن

هناك شروط مبدئية يجب أن تتوافر من أجل أن يكون الإنسان حراً، مثل التعليم والثقافة، لأن الجاهل لا يستطيع أن يتخذ قرارات مستقلة، خاصة فى البلدان التى يمارس فيها الإعلام الرسمى كذباً منظماً.
كما أن الشخص الذى يعانى من العوز المادى لا يمكن أن يكون حراً، لأنه أيضاً لا يستطيع أن يتخذ قراره بمحض إرادته، ولذا تتطلب الحرية حداً معيناً من الكفاية المادية، بل إن هناك علاقة طردية بين قيمتى «الحرية» و«الكفاية»، حيث إن حرية الفرد تزداد حين تزيد فرص إشباع حاجاته، وقد كان الإسلام واضحاً فى هذه النقطة تماماً حين أقام مبدأ الحرية على دعامتين أساسيتين؛ أولاهما: تأمين الإنسان من الجوع، والثانية: تأمينه من الخوف.
وإذا تم التعامل مع الحرية السياسية على أنها رافد من روافد الحريات العامة، فإن الصعوبات التى تكتنف مفهوم الأخيرة تنسحب على مفهوم الأولى أيضاً، إذ ليس من اليسير أن نستخلص مفهوم الحرية السياسية من بين تلافيف النسيج العريض لمفهوم الحرية.
فرغم اختلاف الحرية السياسية عن الحرية الفردية فى الطبيعة والهدف ونطاق السَّرَيان وشروط الممارسة، فإن التلازم بينهما يبدو أمراً ضرورياً، فإذا كانت الحرية الفردية تحفظ للإنسان كرامته، فإن الحرية السياسية تضمن الوسائل التى تحمى الحرية الفردية، وتحدد لها نطاق حركتها.
كما أنه لا يمكن الفصل تماماً بين الحرية السياسية وكلٍّ من الحرية الاقتصادية والحرية الاجتماعية، من منطلق التلاحم بين الظاهرة السياسية وكل من الظاهرتين الاجتماعية والاقتصادية من ناحية، ونظراً للتداخل بين ألوان الحريات من ناحية أخرى.
ومع هذا فإن للحرية السياسية مظاهر خاصة بها، إلى حد ما، ترتبط أساساً بوجود الديمقراطية، مثل حرية تشكيل الهيئات كالأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية... إلخ، والانضمام إليها، وحرية التعبير، ووجود انتخابات حرة نزيهة يتنافس فيها مرشحون ويختار المواطنون بشكل حر من بينهم أولئك الذين يتولون مختلف المناصب.
وفى تصور أكثر شمولاً لمظاهر الحرية السياسية يمكن القول بأنها تتكون من عدد من المبادئ التى نادت بها الأديان السماوية والمذاهب الوضعية، ونصت عليها الدساتير المدنية، أولها: حق الشعب فى اختيار نوع الحكم الذى يريده ويناسبه، واختيار الحاكم بملء إرادته ومحاسبته، وردعه عن طريق الأجهزة النيابية والإعلامية، وسحب الثقة منه وعزله حسب دستور محدد.
وثانيها: جماعية القيادة، أى عدم استئثار فرد واحد، أو فئة معينة، أو طبقة خاصة بالحكم، وأن يلتزم الحكام برأى الجماعة أو الأغلبية.
والمبدأ الثالث هو إزالة جميع أنواع التمييز بين أبناء الشعب، وحق الفرد فى الوصول إلى جميع المناصب فى الدولة. ويتمثل الرابع فى أن يكون الفرد آمناً على حياته وماله وكرامته فى ظل سيادة القانون. أما الخامس فهو حرية إبداء الرأى السياسى، وحرية التجمع والاجتماع وتشكيل الجمعيات والأحزاب وغيرها.
بل يمكن أن نمد الحرية السياسية لتنسحب على وضع الدولة ذاتها، أى حقها فى ممارسة سيادتها، وأن تعبر فى سياستها عن مصالحها الحقيقية، وألا تكون خاضعة لإرادة دولة أخرى، أو تابعة لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى الحرية 22 فى معنى الحرية 22



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon