توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متفوق يشكو الرئيس لنفسه

  مصر اليوم -

متفوق يشكو الرئيس لنفسه

عمار علي حسن

وصلتنى هذه الرسالة من الأستاذ كريم أبوحليمة حول دفعة النيابة الجديدة التى تم تعيينها، ومن بين أعضائها نجل شقيق الرئيس عبدالفتاح السيسى، طالباً منى أن أنشرها فى عمودى موجهة للرئيس، لعله يقرأها ويقف على ما فيها من معانٍ عميقة، وهى فرصة أيضاً لنذكر الرئيس بمائة وثمانية وثلاثين عضو نيابة صدر لهم قرار تعيين من المجلس الأعلى للقضاء قبل سنتين، ولم يصدر قرار من الرئيس بتنفيذ القرار حتى الآن، بدعوى أن أولياء أمورهم لا يحملون مؤهلاً عالياً، وهو وضع لم يتوافر لكل رؤساء مصر من محمد نجيب إلى السيسى.

نعود إلى رسالة كريم أبوحليمة، التى أنشرها هنا نصاً: «السيد رئيس الجمهورية/ بعد ما يليق بجنابكم من التحية.. يؤسفنى أن أبلغكم أنى أصبحت أُعيَّر بإيمانى بثورة 30 يونيو وبحماسى لرئيسها وقائدها، فبعد أن ملأت محيطى تبشيراً بالخير المرجو والإصلاح المنشود والعدل المأمول على أيديكم جاء توقيعكم على قرار تعيين معاونى النيابة العامة من الدفعة 2012 صافعاً لحسن ظنى بكم وبتوخيكم العدل فيما تقررون طارحاً أرضاً كل دفاع ذدت به عنكم، مريقاً لحب جعلنى أضع صورتكم مبروزة فى صالون شقتى الذى خلا -بالله- من صورة أبى رحمه الله.

كيف وقد ملأنا حديثك عن تمكين الكفاءات بشراً وأملاً أن يحولنا قرارك من راغبين فى تمثيل المجتمع فى الادعاء إلى مدعين ضده بتضييعهم وتمزيقهم؟!

من يجبر قلوبنا الكسيرة وقلوب أهلينا المفطورة المطعونة التى نزفت أملها وصارت خلواً من أى تعلق بمستقبل طيب لأبنائهم فى وطن صار هذا حاله ومآله؟

ابنكم كريم محمد إبراهيم السيد، حقوق المنصورة، جيد جداً 83.25%، دبلوم الدراسات العليا فى العلوم الجنائية وباحث بدبلوم القانون الخاص، ومعى أكثر من أربعين زميلاً من جامعتى من الأوائل والمتفوقين حاملى وباحثى الماجستير والذين تم تخطيهم فى التعيين لصالح زملائنا الحاصلين على تقديرات متدنية جداً، بل وتم تعيين من هو حاصل على تقدير جيد مع الرأفة، نشكوك إلى نفسك قبل أن نشكوك إلى الله لترفع الظلم عنا وتتدارك.

إن أبرز ملامح المجتمعات الفاسدة انسداد الطريق الطبيعى للصعود الطبقى والترقى الاجتماعى بتهميش معايير القدرة والموهبة والكفاءة لصالح آليات كانت سبباً فى العطب والعفن والتذيل والتكسح الذى أصابها ويهدد وجودها كالواسطة والرشوة والمحاباة والمحسوبية.

سيدى الرئيس ما زال مجتمعنا يدار بآليات -يقينى أنك ترفضها وتبغضها وتمقتها وتستأصلها كلما بدت لك- فقد جاء القرار جالداً كل الأحلام، صاعقاً كل الطموحات، منهياً لكل أمل كان سببه قرب العهد بثورة كانت دافعاً ومحفزاً لأبناء هذه الدفعة التى قامت ثورة يناير وهم فى منتصف طريقهم الدراسى فاعتبروا أنه آن لقول خالد أن يصدق فى بلدنا ولو مرة مفاده ونصه «من جد وجد»، فكان القرار منحياً لهذه المقولة مفسحاً الطريق لمقولة أخرى «عادت ريما لعادتها القديمة»، فشهد كماً غولياً من التجاوزات حيث:

- بلغ عدد المعينين 797، وهو أكبر عدد فى تاريخ الدفعات المعينة بالنيابة العامة والتى كانت تتراوح دوماً بين 500 و550.

- أكثر من 300 فرد من الحاصلين على تقدير أقل من 67% ونسبة قليلة جداً من جيد جداً لا تجاوز 100 من المعينين أغلبهم أبناء مستشارين «أى أن الحاكم ليس تقديرهم وإنما انتماؤهم الأسرى».. أرجوك يا سيادة الرئيس احفظ علينا حبنا لبلدنا وانتماءنا له قبل فوات الأوان.. لنا الله ثم ثقة فيك». انتهت الرسالة التى أتمنى أن تجد أذناً مصغية، وإرادة ماضية، ورغبة جادة فى الاستجابة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متفوق يشكو الرئيس لنفسه متفوق يشكو الرئيس لنفسه



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon