توقيت القاهرة المحلي 09:04:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع قراء رواية «السلفى»

  مصر اليوم -

مع قراء رواية «السلفى»

عمار علي حسن

مع كل عمل أدبى جديد يصدر لى أحرص على التواصل مع القراء، فهم من نكتب لهم ونعوِّل عليهم، ولذا تظل آراؤهم دوما محل تقدير واعتبار، ومصدر إفادة وإجادة. ولا يعنى هذا بالطبع استلابا حيال نمط معين من القراءة، أو استجابة عمياء لمتطلبات سوق قد يروج فيها العابر والسطحى، والذى يخاطب الغرائز، ويلبى الاحتياجات الآنية، أو يلاحق تطور واقع اجتماعى يتدفق بلا هوادة، أو يعتنى بشريحة محددة من الناس قادرة على شراء ألوان معينة من الكتب والمؤلفات.

أقول هذا بمناسبة ما طرحه البعض علىَّ، عبر البريد الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات والمدونات ولقاءات مباشرة وجها لوجه فى ندوات وعلى المقهى، من تساؤلات واستفسارات واستفهامات عن روايتى الأخيرة «السلفى»، بعضها يريد الوقوف على أمور مهمة، وبعضها لا يخرج عن آفة «التلصص» التى تلاحق الأدباء، كأن يربط البعض بين حياتهم الشخصية وبعض أبطال رواياتهم، وبعض وقائعها وحكاياتها.

إنه واجب حيال قراء أعزاء سألونى، وحقهم علىَّ أن أجيب، وربما تكون أسئلتهم قد دارت فى أذهان آخرين لم يصلوا إلىَّ أو لم تلح عليهم رغبة فى سؤالى ومساءلتى، ولذا أردت هنا أن أخاطب الطرفين وأجيبهم بكل أمانة.

والسؤال الأهم الذى واجهنى هو: هل كتبت هذه الرواية لتتفاعل مع الأجواء الراهنة، أو السياق الاجتماعى الحالى، الذى تصاعد فيه دور التيار السلفى وبرز «حزب النور» كلاعب سياسى على الساحة؟ والإجابة وللوهلة الأولى: لا بالطبع، لأن فكرة هذه الرواية راودتنى قبل ثورة يناير، وقلبتها غير مرة فى ذهنى حتى اختمرت، ثم جلست لأكتبها. وهذه الطريقة صاحبتنى فى رواية «زهر الخريف» أيضا، بينما هناك روايات بدأتها من دون أن تكتمل فى رأسى وتحقق هذا بالتتابع وفق منطق «تداعى المعانى» أو موجبات الحكى والسرد، أو قدرة الشخصيات الروائية على الورق أن ترسم مساراتها ومصائرها وتأخذ الكاتب من دون وعى لمجاراتها أحيانا.

والسؤال الثانى كان هو: هل تتوقع أن تلعب الرواية دورا فى مواجهة النزعة الوهابية التى سرت فى المجتمع المصرى فى العقود الأخيرة؟ والإجابة: لا أدرى، فهذا عمل فنى، فيه من الواقع بقدر ما فيه من الخيال، ولم أقصد حين كتبته أن أوظفه فى أى معركة، لكن كثيرا من الروايات لعبت هذا الدور، ليس لأن مبدعيها قصدوا هذا، لكن لأن قراءها ومطالعيها والظرف الذى ظهرت فيه دفع فى هذا الاتجاه، وتشهد وقائع كثيرة على أن أعمالا أدبية عديدة، شعرية ونثرية، كان لها دور فى التنوير والتحرير.

والسؤال الثالث: هل شخصيات الرواية مستمدة من الواقع لاسيما أن لك دراسات ميدانية عن الحركات الدينية الدعوية والسياسية بما فيها دراسة ظهرت لك مؤخرا بعنوان «التيار السلفى.. الخطاب والممارسة»؟ والإجابة: هناك شخصيات من الواقع، وأخرى من الخيال، وثالثة لها ظل فى الواقع أو متواجدة فيه ثم جاء خيال الروائى ليعيد تشكيلها وصياغتها بما يمنحها أبعادا أخرى، أو يوظف حضورها إيجابيا فى ثنايا النص. لكن السياق الذى تتحرك فيه الشخصيات أعرفه جيدا، لغة وطقوسا وتنظيمات وتصورات.

ويوجد سؤال رابع تولد من السابق وهو: ما الاختلاف بين ما جاء فى دراستك عن السلفيين وروايتك تلك؟ والإجابة: اختلاف كبير، فالأول عمل بحثى اتبع طريق العلم فى معناه ومبناه، والثانى عمل أدبى اتبع طريق الفن فى تجليه وتحليه.

والخامس: كيف تتوقع رد فعل السلفيين على الرواية؟ والإجابة: لا أعرف، لكن نظرتهم لأعمال فنية سابقة قد تشى بموقفهم الآتى، وفى كل الأحوال أتمنى أن يقرأوها كعمل أدبى أو فنى، ويتعاملوا معها على هذا الأساس، لأن غير ذلك جر مشاكل على أعمال كثيرة، وأدخل الجماعة الثقافية فى جدل سقيم.

إن هذه الأسئلة على تنوعها تبين أننا أمام قارئ واع للأدب، وهذا ليس بمستغرب فى ظل حال يقبل فيه الناس على الرواية بشكل لافت، إلى درجة أنها أصبحت الكتاب الأكثر جذبا، مما فتح شهية دور نشر، كانت تحجم فى السابق عن نشر الأدب، كى تطلب وتلح فى طلب نشر الروايات وتوزيعها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع قراء رواية «السلفى» مع قراء رواية «السلفى»



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon