توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من ينصت إلى ممدوح حمزة؟

  مصر اليوم -

من ينصت إلى ممدوح حمزة

عمار علي حسن

فى السياسة يمكن لكثيرين أن يختلفوا مع توجه الدكتور ممدوح حمزة، ويعترضون على صخبه وعفويته الطليقة التى تثير المشكلات ليس أحياناً، بل غالباً، لكن من يعرفونه جيداً، يقدرونه حق قدره، فيتفقون على «وطنيته»، التى لا تشوبها شائبة، ويقر الكل له بعلمه الغزير فى تخصصه، وبهمته العالية فى إنجاز كل ما يتحمس له، ويُسند إليه، ويُكلف به، وبذكائه الحاد الذى يجعل منه واحداً من العقليات الخلاقة فى مجالات عرفها وعركها، أو أخرى يقترب منها، بحكم عمله وخبرته، التى تتجدد باستمرار، كماء نهر دافق.

قبل أسابيع، نظم «حمزة» ندوة فى مقر «المجلس الوطنى» شرح فيها أمام لفيف من الخبراء والشخصيات العامة، والإعلاميين، رؤيته لمشروع قناة السويس. وقبل أيام أرسل لى أسطوانتين مدمجتين بمضمون الندوة، وقبل هذا بزمن طويل أمدنى برسوم وشروح مستفيضة لمشاريع واعدة، لو وجدت طريقها إلى التنفيذ لساهمت فى دفع عجلة التنمية فى بلدنا إلى الأمام.

فى المشروع الأول، كان يسعى «حمزة» إلى بناء تعاونيات زراعية فى قلب الصحراء الغربية، يمتلكها الشباب، وترعاها الدولة حتى تنطلق فى طريقها مظفرة، ولا تقتصر على الزراعة، إنما الإنتاج الحيوانى والأسماك. وقد رسم ملامح المشروع بدقة، عبر دراسة جدوى، وشرحه أمام كثيرين، وبدا واثقاً فيما فكر فيه، وخطط له، لكن بقى حصاد خياله الخصب حبراً على ورق، وصوراً نائمة بين دفتى ألبوم كبير، لأن من أرسلها إليهم غير مرة، لم يعتنوا بها، حتى بعد أن أقر بعضهم شفاهة بأهمية ما قدمه د. حمزة، ووعده كاذباً بأن الدولة ستستفيد منه.

وبالنسبة لمشروع حفر التفريعة الجديدة لقناة السويس ينطلق «حمزة» بأن ما تم هو «عمل هندسى جبار بكل المقاييس»، لكنه عمل يحتاج إلى وقفة من ناحية الجدوى الاقتصادية، ويقول: «بصفتى خبيراً هندسياً فى مشروعات منطقة قناة السويس، وسبق لى أن شاركت فى جميع المشروعات المقامة فوقها أو تحتها، أو بها منذ عام 1979 ولمدة 25 عاماً، وأستاذاً بجامعة قناة السويس، فإن من واجبى الوطنى والمهنى أن أعرض وجهة نظرى»، وأهم ما عرضه «حمزة» فى وجهة نظره تلك، تشمله عبارة دالة تقول: «أؤكد أن أملنا فى الدخل من قناة السويس هو فى مشروع تطوير منطقة قناة السويس وتشجيع وجذب استثمارات للخدمات البحرية والموانئ واللوجيستيات والصناعات التصديرية، بشرط أن تكون صناديق مصرية شريكة فى رأس مال الشركات المقبلة للاستثمار، وأن تكون الأرض بالإيجار السنوى المتجدد، أو نظير نسبة من دخل الشركات». لكن صوت «حمزة» فى هذا المشروع يذهب سدى، كما ذهب فى المشروع الذى سبقه.

مشكلة «حمزة» أن هناك من يعتقد دوماً أنه يبحث عن مصالحه ومنافعه فيما يطرحه من مشروعات مدروسة ومفحوصة جيداً، لكن ذلك مردود عليه ببساطة، فليس عيباً أن يطرح مثله ما يحقق له فائدة صغرى إلى جانب فوائد كبرى لمصر، ومع هذا فحمزة، وطيلة السنوات التى أعقبت ثورة يناير بادر فى حالات كثيرة بأفعال وأقوال لم يكن له فيها أو منها أو بها أى مصلحة أو منفعة، بل إنها أضرت به لدى السلطة، ولو كان هو من الذين يجيدون النفاق والمداهنة والملاينة، ويعرف من أين تؤكل الكتف، لأغلق فمه وتصرف فى الاتجاه الذى يرضى من بيدهم مقاليد الأمور، حتى لو كان هذا ضد المصلحة العامة أحياناً، فوجد كل شىء ممهداً أمام أفكاره وتصوراته وخططه وبرامجه، كى تجد طريقها إلى التطبيق بين غمضة عين وانتباهتها.

مشكلة «حمزة» أن البعض، وبغرض دفين، يستغل موقفه السياسى لينسف إبداعه فى مجال الهندسة والتعمير، ويشن ضده دعاية سوداء، وينطلى هذا على بسطاء الناس، فيخلطون بين أمرين لا يمكن لأحدهما أن يلغى الآخر هكذا، إن استقام الأمر، وكانت مصلحة مصر هى التى تحرك من بأيديهم مقاليد الأمور، وكان الذين يصعدون إلى المناصب أكفاء بحق وصدق لا يحاربون المبدعين، ويتخيرون دوماً من ينافقونهم، ولو كانوا الأخيب والأفسد، دون أن يتوقفوا لحظة بأى دافع من دين أو وطنية أو ضمير، ليدركوا أن مصر هى التى تدفع الثمن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينصت إلى ممدوح حمزة من ينصت إلى ممدوح حمزة



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon