توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهزلة ثقافية عربية (1-2)

  مصر اليوم -

مهزلة ثقافية عربية 12

عمار علي حسن

لم أتردد أبداً فى التوقيع على بيان أصدره عدد من كبار المثقفين والمفكرين والأدباء والخبراء العرب ضد قرار خاطئ وغريب أقدم عليه الرئيس الحالى للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من شأنه إن لم يُعَد النظر فيه لتصحيح الخلل وإنهاء الزلل، أن يدمر مؤسسة تعليمية عربية عريقة. وأنشر هنا نص البيان كما وردنى، على أن أعلق عليه فى مقال الغد:

«نحن الموقعين على هذا البيان وقد تأكدنا من مصادر رسمية موثوق بها حقيقة المهزلة التى جرت فى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية ندين بكل شدة وعلى نحو مطلق ممارسات مديرها العام، التى تمثلت فى اختلاق مفضوح لتهم أدت إلى التحقيق مع الأستاذة الدكتورة نيفين مسعد، المديرة القديرة لمعهد البحوث والدراسات العربية، التابع للمنظمة، ومساءلتها عن هذه التهم المختلقة، ثم عزلها عن وظيفتها وتخفيض درجتها الوظيفية فى أول سابقة من نوعها فى تاريخ الجامعة العربية التى تتم فى هذه السنة سبعين عاماً من عمرها، مع العلم بأن إدارة المنظمة قد وقفت ضد تعيينها مديرة للمعهد منذ البداية، ما يؤكد شخصنة الخصومة.

والمؤسف أن معظم التهم التى وجهت إلى د. نيفين مسعد ذات طابع فكرى وتعود إلى عدة سنوات قبل توليها مسئولية إدارة المعهد، فضلاً عما يعنيه توجيه هذه التهم من تفتيش فى عقلها المكتوب على نحو يدين كل من شارك فى هذا المخطط بالمكارثية الثقافية والاجتراء على القانون، واتباع أساليب للإرهاب الفكرى تصيب أصحابها بالخزى. حدث ذلك من خلال التنقيب فى صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى أسسها مريدو الدكتورة نيفين مسعد من طلبتها لا تتضمن إلا مقالاتها المنشورة وادعاء مسئوليتها عن وثيقة مشكوك فى صحة نسبتها لجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، حول الموقف من فلسطين، وذلك لاستعداء المسئولين فى المملكة على الدكتورة نيفين مسعد التى لم يعرف عنها على الإطلاق اهتمامها بهذه المسألة عبر عشرات السنين، والأدهى أنها حوسبت على تحريرها كتاب «صنع القرار فى الوطن العربى»، الذى نشره مركز دراسات الوحدة العربية فى بيروت قبل خمس سنوات، ويعد الكتاب رائداً فى موضوعه وشاركت فيه نخبة من أبرز المثقفين العرب، وكذلك حوسبت على مواقف تبنتها فى برامج تليفزيونية تدافع فيها عن الكرامة الوطنية المصرية، وعلى مقالات نشرتها بحجة أنها موظفة دولية لا يجوز لها ذلك، مع أنها كتبتها بصفتها الأكاديمية وليست الوظيفية، وهو عرف سائد لدى عديد من الموظفين الدوليين دون أن تطولهم يد المكارثية. إن جوهر الأمر فى رأينا يتمثل فى أن الدكتورة نيفين مسعد دأبت على التصدى بمنتهى الموضوعية لمواقف مدير المنظمة المعادية للمعهد، التى عبر عنها فى المحافل الرسمية، فضلاً عن مواجهتها تجاوزات من قبَل نفرٍ من المحيطين به.

ويضاف إلى ما سبق أن هناك ازدراءً واضحاً للقانون يشوب كافة إجراءات التحقيق معها ومساءلتها وإصدار القرار بشأنها، وعدم الأخذ بدفوعها القانونية القاطعة فيما وجه إليها من اتهامات، وعليه فإننا:

١- ندعو الجهات المعنية فى مصر إلى مواجهة هذه الممارسات بالسرعة والصرامة اللازمتين ورفض ما أدت إليه من قرارات جائرة تمس الأستاذة الدكتورة نيفين مسعد، وهى أصلاً مرشحة الدولة المصرية لمنصب مدير معهد البحوث والدراسات العربية، على الرغم من توجيهات الرئاسة المصرية بالاهتمام بالموضوع، والأمر نفسه ينطبق على الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

٢- نناشد السلطات المعنية فى دولة الكويت، صاحبة الأيادى البيضاء على الثقافة العربية والمبادرات الخلاقة بشأنها والإنجازات النوعية فى نشرها، أن تمنع المدير الحالى للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الذى يشرف بحمل الجنسية الكويتية، من الاستمرار فى تخريب الثقافة العربية والإساءة إلى الصورة الناصعة لدولة الكويت، وأن تعمل على اختيار من يعكس صورتها الحقيقية المشرفة لدى المثقفين العرب.

٣- نشكر السلطات السعودية على ما قامت به من مراجعة نزيهة لموقفها من هذه المسألة بعد اكتشاف حقيقة الأمر، ونطالبها بالاستمرار فى هذه المراجعة النزيهة حتى يتم القضاء على ما وقع من ظلم وتستقيم المسيرة الرسمية للثقافة العربية.

٤- نطالب كافة المثقفين العرب بالانضمام إلى هذا البيان. ومن جانبنا سوف نواصل خوض هذه المعركة من أجل حماية ثقافة الأمة والتصدى لمن يحاولون تخريبها، وإنا إن شاء الله لغالبون».. انتهى البيان والتعليق غداً إن شاء الله تعالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهزلة ثقافية عربية 12 مهزلة ثقافية عربية 12



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon