توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحوالنا الاقتصادية الصعبة.. وشىء عن الثقافة والسياسة

  مصر اليوم -

أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة

بقلم - عمار علي حسن

( 1)

الظرف الاقتصادى الصعب الذي نمر به، وفيه ما يخصنا وحدنا وما يرتبط بحال العالم، يتطلب التعامل بعقل مرن وقلب مفتوح، مع كل الاقتراحات التي يقدمها خبراء مقربون من السلطة وآخرون في صفوف المعارضة ومستقلون، وهم يتفقون على إعادة ترتيب «جدول الأولويات الاقتصادية» الآن وفى المستقبل المنظور.

( ٢ )

أيام الشدة المستنصرية، التي سببها جفاف النيل، اشترت امرأة جوال دقيق بعقد مجوهرات ثمنه مائة ألف دينار. حين حملته إلى الشارع هجم الناس عليها يخطفونه حتى لم يبق لها سوى حفنة خبزتها رغيفا، رفعته إلى السماء قائلة: اشهد يا إلهى أننى اشتريت رغيف خبز في عهد المستنصر بمائة ألف دينار.

( ٣ )

مطالبة الوزير الأسبق منير فخرى عبدالنور باحترام مبدأ «وحدة الموازنة» أمر مفهوم، بل هو مطلب وطنى، إذ لا يمكن لبلد أن يتقدم على طريق التنمية في ظل تعدد الميزانيات، اثنتين أو ثلاث أو يزيد. مبدأ «وحدة الميزانية» من عناصر الدولة الحديثة والعصرية، غير ذلك سنجد صعوبة شديدة في فهم إمكانيات اقتصادنا، ومن ثم نضع حلولا لمشاكله، ونرسم طرقا لخروجه من أزمته.

( ٤)

في ذكرى يوليو 1952 أقول: هناك ثلاثة لجمال عبدالناصر: الانحياز للعدل الاجتماعى، والاعتماد على نوابغ المدنيين في التنمية، والإيمان بمكانة مصر وكرامة أهلها. وهناك ثلاثة عليه: الاستهانة بالحريات العامة وبعض الملكية الخاصة، وترك الجيش لصديقه، وقيام دولة الخوف. من أسف فإن العيوب أكلت المزايا، وتراجعت مبادئ الثورة الستة حتى صارت شبحا.

( 5 )

جاء مؤنس يشكو إلى أبيه طه حسين دخول الدسائس إلى رحاب الجامعة، وكان طه قد رفت من جريدة الجمهورية بطلب من المشير عامر، وانعزل العقاد في بيته بعد اتهامه بالرجعية وتحاشى الناس له، فيما كان بلطجية قد اعتدوا عام 1954 على أبى الدساتير السنهورى، وهم يهتفون: تسقط الديمقراطية، يسقط المثقفون.

(6)

رأيت «فيديو» قصيرا، حذفه تويتر لأنه ينطوى في نظره على عنف، كان عن حمار ضربه صاحبه بقسوة، فلما ركبه تمرد الحمار ورماه أرضا، ثم رفسه، وأمسك ساقه اليمنى بين أنيابه، وراح يجره ويتخبطه يمنة ويسرة بقوة حتى مرغ أنفه في التراب، وأدمى وجهه. ضحكت وقلت: رفض الحمار المهانة بينما لا يزال على الأرض بشر يقبلونها.

( 7 )

«استرداد طه حسين» هو من أهم الكتب التي ردت شبهات كثيرة أثيرت حول شخص عميد الأدب العربى وأفكاره، ومؤلفه الناقد ممدوح فراج النابى، بذل جهدا كبيرا في بناء الأدلة التي تثبت أن الرجل قد تعرض لافتراءات متلاحقة، أغلبها ضمن الصراع السياسى الممقوت، أو الإحن بين الكتاب والمفكرين أو ممن يسعون إلى شهرة زائفة بلا ورع.

( 8 )

عاش عباس محمود العقاد في شقة بالإيجار، وبعد وفاته أراد صاحب الشقة استردادها، فدخل إليها وفوجئ بمكتبة ضخمة عامرة، فنادى عمالا راحوا يرفعون الكتب ويرمونها على سلم العمارة. كان العقاد يضطر أحيانا لبيع بعض كتبه التي استغنى عنها ليجد ما يعيش به، ويشترى كتبا جديدة. راحت الشقة بكتبها، وبقى العقاد.

( 9)

قال نجيب محفوظ في حوار مع الكاتب الصحفى والباحث في مجال الثقافة إبراهيم عبدالعزيز: «كان طه حسين ينبه على الأساتذة ألا يسمحوا لنا بكتابة المحاضرات، ولا يجوز لنا أن نقيد في أوراقنا إلا اسم مرجع أو سؤالغ نريد أن نسأله، أما أن أقيد ما يقوله الأستاذ وأحفظ، فهذا ما يرفضه، ويقول لنا: اكتبوا المحاضرات مما استوعبته عقولكم ولديكم المراجع في مكتبة الجامعة».

( 10 )

كتب الأديب سعد القرش مقالا يؤكد فيه أن ثلاثية نجيب محفوظ لو كانت قد كتبت بالإنجليزية أو الفرنسية، وهما أسرع لغتين تقرأ بهما لجنة نوبل، لفاز بالجائزة قبل حصوله عليها بثلاثين عاما. أتفق مع هذا الرأى، وأقول إنها مأساة مستمرة، فما يُترجم من الأدب العربى لا يزال ضئيلا وأغلبه يغذى الصورة النمطية التي صنعها الغرب للعرب والمسلمين.

( 11 )

«الشعب يعرف الكثير في وقت يسود فيه اعتقاد أن كل شىء محجوب عنه». عجبتنى هذه العبارة من الندوة التي عقدها اتحاد أدباء وكتاب العراق قبل أيام بقاعة محمد مهدى الجواهرى حول روايتى «صاحب السر»، وتحدثت فيها الناقدة د. بيسان خالد على مصطفى التي سبق لها أن أعدت دراسة عن الغرائبية والعجائبية في هذه الرواية، ضمن مساق ترقيتها لدرجة الأستاذية. ورغم أن الرواية اجتماعية نفسية تدور في قرية عزلاء منسية، لكن الحاضرين التقطوا الإسقاط السياسى الخفى، بما جعلنى أتذكر مقولة نجيب محفوظ: «لا يوجد حدث فنى، إنما يوجد حدث سياسى يلبس رداء فنيا». ومما قيل أيضا أنه حين يفسد الكبار ويتصارعون تنكشف الأسرار الدفينة، وهى مقولة تلخص، فقد دُفن بطلها حيا، لتموت معه الأسرار، لكنه قاوم في سبيل الحياة، حتى خرج من قبره، وفى جعبته أسرار أكثر، وهذا معناه ببساطة أن المبالغة في التعتيم تفتح أوسع باب نحو الفضائح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon