توقيت القاهرة المحلي 14:07:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحوالنا الاقتصادية الصعبة.. وشىء عن الثقافة والسياسة

  مصر اليوم -

أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة

بقلم - عمار علي حسن

( 1)

الظرف الاقتصادى الصعب الذي نمر به، وفيه ما يخصنا وحدنا وما يرتبط بحال العالم، يتطلب التعامل بعقل مرن وقلب مفتوح، مع كل الاقتراحات التي يقدمها خبراء مقربون من السلطة وآخرون في صفوف المعارضة ومستقلون، وهم يتفقون على إعادة ترتيب «جدول الأولويات الاقتصادية» الآن وفى المستقبل المنظور.

( ٢ )

أيام الشدة المستنصرية، التي سببها جفاف النيل، اشترت امرأة جوال دقيق بعقد مجوهرات ثمنه مائة ألف دينار. حين حملته إلى الشارع هجم الناس عليها يخطفونه حتى لم يبق لها سوى حفنة خبزتها رغيفا، رفعته إلى السماء قائلة: اشهد يا إلهى أننى اشتريت رغيف خبز في عهد المستنصر بمائة ألف دينار.

( ٣ )

مطالبة الوزير الأسبق منير فخرى عبدالنور باحترام مبدأ «وحدة الموازنة» أمر مفهوم، بل هو مطلب وطنى، إذ لا يمكن لبلد أن يتقدم على طريق التنمية في ظل تعدد الميزانيات، اثنتين أو ثلاث أو يزيد. مبدأ «وحدة الميزانية» من عناصر الدولة الحديثة والعصرية، غير ذلك سنجد صعوبة شديدة في فهم إمكانيات اقتصادنا، ومن ثم نضع حلولا لمشاكله، ونرسم طرقا لخروجه من أزمته.

( ٤)

في ذكرى يوليو 1952 أقول: هناك ثلاثة لجمال عبدالناصر: الانحياز للعدل الاجتماعى، والاعتماد على نوابغ المدنيين في التنمية، والإيمان بمكانة مصر وكرامة أهلها. وهناك ثلاثة عليه: الاستهانة بالحريات العامة وبعض الملكية الخاصة، وترك الجيش لصديقه، وقيام دولة الخوف. من أسف فإن العيوب أكلت المزايا، وتراجعت مبادئ الثورة الستة حتى صارت شبحا.

( 5 )

جاء مؤنس يشكو إلى أبيه طه حسين دخول الدسائس إلى رحاب الجامعة، وكان طه قد رفت من جريدة الجمهورية بطلب من المشير عامر، وانعزل العقاد في بيته بعد اتهامه بالرجعية وتحاشى الناس له، فيما كان بلطجية قد اعتدوا عام 1954 على أبى الدساتير السنهورى، وهم يهتفون: تسقط الديمقراطية، يسقط المثقفون.

(6)

رأيت «فيديو» قصيرا، حذفه تويتر لأنه ينطوى في نظره على عنف، كان عن حمار ضربه صاحبه بقسوة، فلما ركبه تمرد الحمار ورماه أرضا، ثم رفسه، وأمسك ساقه اليمنى بين أنيابه، وراح يجره ويتخبطه يمنة ويسرة بقوة حتى مرغ أنفه في التراب، وأدمى وجهه. ضحكت وقلت: رفض الحمار المهانة بينما لا يزال على الأرض بشر يقبلونها.

( 7 )

«استرداد طه حسين» هو من أهم الكتب التي ردت شبهات كثيرة أثيرت حول شخص عميد الأدب العربى وأفكاره، ومؤلفه الناقد ممدوح فراج النابى، بذل جهدا كبيرا في بناء الأدلة التي تثبت أن الرجل قد تعرض لافتراءات متلاحقة، أغلبها ضمن الصراع السياسى الممقوت، أو الإحن بين الكتاب والمفكرين أو ممن يسعون إلى شهرة زائفة بلا ورع.

( 8 )

عاش عباس محمود العقاد في شقة بالإيجار، وبعد وفاته أراد صاحب الشقة استردادها، فدخل إليها وفوجئ بمكتبة ضخمة عامرة، فنادى عمالا راحوا يرفعون الكتب ويرمونها على سلم العمارة. كان العقاد يضطر أحيانا لبيع بعض كتبه التي استغنى عنها ليجد ما يعيش به، ويشترى كتبا جديدة. راحت الشقة بكتبها، وبقى العقاد.

( 9)

قال نجيب محفوظ في حوار مع الكاتب الصحفى والباحث في مجال الثقافة إبراهيم عبدالعزيز: «كان طه حسين ينبه على الأساتذة ألا يسمحوا لنا بكتابة المحاضرات، ولا يجوز لنا أن نقيد في أوراقنا إلا اسم مرجع أو سؤالغ نريد أن نسأله، أما أن أقيد ما يقوله الأستاذ وأحفظ، فهذا ما يرفضه، ويقول لنا: اكتبوا المحاضرات مما استوعبته عقولكم ولديكم المراجع في مكتبة الجامعة».

( 10 )

كتب الأديب سعد القرش مقالا يؤكد فيه أن ثلاثية نجيب محفوظ لو كانت قد كتبت بالإنجليزية أو الفرنسية، وهما أسرع لغتين تقرأ بهما لجنة نوبل، لفاز بالجائزة قبل حصوله عليها بثلاثين عاما. أتفق مع هذا الرأى، وأقول إنها مأساة مستمرة، فما يُترجم من الأدب العربى لا يزال ضئيلا وأغلبه يغذى الصورة النمطية التي صنعها الغرب للعرب والمسلمين.

( 11 )

«الشعب يعرف الكثير في وقت يسود فيه اعتقاد أن كل شىء محجوب عنه». عجبتنى هذه العبارة من الندوة التي عقدها اتحاد أدباء وكتاب العراق قبل أيام بقاعة محمد مهدى الجواهرى حول روايتى «صاحب السر»، وتحدثت فيها الناقدة د. بيسان خالد على مصطفى التي سبق لها أن أعدت دراسة عن الغرائبية والعجائبية في هذه الرواية، ضمن مساق ترقيتها لدرجة الأستاذية. ورغم أن الرواية اجتماعية نفسية تدور في قرية عزلاء منسية، لكن الحاضرين التقطوا الإسقاط السياسى الخفى، بما جعلنى أتذكر مقولة نجيب محفوظ: «لا يوجد حدث فنى، إنما يوجد حدث سياسى يلبس رداء فنيا». ومما قيل أيضا أنه حين يفسد الكبار ويتصارعون تنكشف الأسرار الدفينة، وهى مقولة تلخص، فقد دُفن بطلها حيا، لتموت معه الأسرار، لكنه قاوم في سبيل الحياة، حتى خرج من قبره، وفى جعبته أسرار أكثر، وهذا معناه ببساطة أن المبالغة في التعتيم تفتح أوسع باب نحو الفضائح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة أحوالنا الاقتصادية الصعبة وشىء عن الثقافة والسياسة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon