توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الشائعات والإرهاب وخطر النفاق والاستبداد

  مصر اليوم -

بين الشائعات والإرهاب وخطر النفاق والاستبداد

بقلم - عمار علي حسن

( 1 )

المنافقون يتكاثرون كالأميبا.. كلما ظننا أنهم انتهوا أو ترنحوا أو خجلوا من أنفسهم أو اتعظوا من غيرهم، وجدنا أنهم يزدادون بجاحة وخسة وفجرا، وكأن الجيل الجديد منهم صار أكثر توحشا فى مواجهة كل قيم الشرف والنبل والإخلاص والوطنية والفهم. المشكلة ليست فيهم بالطبع إنما فى حكم يعتمد عليهم.

( 2 )

لم يُخلق على هذه الأرض شر مستطير أكبر وأكثر من الاستبداد، فما إن يطل برأسه حتى ينهش جسد المجتمع وروحه بلا هوادة، ليهز البنيان، ويقوض الأركان، ويترك وراءه خرابا فادحا، وعوزا قاهرا، وقهرا متغلبا، وهمما فاترة ونفوسا حائرة، وحزنا دفينا.

( 3 )

ألم نقل لكل المعارضين: لا تخاطبوا الخارج وتعولوا عليه، بل آمنوا بأن إقناع فلاح يطمر الطين قدميه، وتغمر مياه الترع ساقيه، وتخضب يداه بخضار الزرع الذى غرسه، أهم وأقدس وأنبل وأجل لدينا من الكلام مع ترامب ومن على شاكلته. أهلنا هم حصننا وجدارنا الذى نسند ظهورنا إليه مطمئنين. الناس هم الأساس. عاشت مصر.

( 4 )

لم أر طيلة حياتى تضاربا فى قضية سياسية مثلما يجرى الآن مع ما تسمى «صفقة القرن» إثبات ونفى، تصديق وتكذيب، تسريب وتعتيم، من ينطق بها يعود ويبدد ما قاله، والصامتون حيالها كثر، والمتواطئون يتزايدون وينقصون. نرى صورا ونقرأ كلمات، لكننا لا نسمع قولا قاطعا. صفقة أم صفعة؟ لا ندرى.

( 5 )

يجب أن يكون المثقف منحازا إلى الناس، يحمل أشواقهم الدائمة إلى التقدم والحرية والعدل، وهو معارض بطبعه ليس حباً فى المعارضة، وإنما لأنه يجب أن يتمسك بالأفضل والأمثل لمجتمعه، فإن وصلت السلطة إليه يكون هو قد تقدم إلى نقطة أبعد، وبالتالى تتحول الثقافة إلى قاطرة تسير إلى الأمام.

( 6 )

من يحرص على إرضاء كل الناس عن رأيه الواحد، يخسر نفسه. كان النبى الكريم يعلمنا أن «نوطن أنفسنا» ولا نكون إمعات. لهذا لابد أن يقول الإنسان ما يرضى ضميره، غير عابئ بسخط أصحاب المنافع والأغراض والأهواء، الذين يريدون للناس أن يكونوا معهم حتى لو كانوا لا يفعلون إلا كل قبيح وفظيع ومحرم.

( 7 )

قمت باختبار بسيط على تداول معلومات وأفلام وصور كاذبة وشائعات، بوضع فيديوهين على تويتر جاء إليَّ عبر «واتس» وكتابة التعليق كما وصلنى ومعه سؤال: فرد متابعون بما أثبت عدم دقة ما تم بثه، فحذفتهما فورا. إنه مثل جيد لى ولكم ولنا على ضرورة التحقق جيدا مما يأتينا عبر السوشيال ميديا.

( 8 )

بعد أن صارت شبكات التواصل الاجتماعى مرتعا لتنظيمات إرهابية لا تؤمن أصلا بحرية التفكير والتعبير والتدبير ولا يعنيها من هذه «البدعة» سوى تسميم أفكار ملايين شبابنا، وتطلق حربا نفسية وشائعات ودعايات كاذبة، ها هم مسؤولو فيسبوك وتويتر يعترفون بأنه لا يمكن تنقيتهما من كلام الإرهابيين.

( 9 )

ليس بجديد على الإرهابيين أن يدفعوا صبيا أو طفلا لتفجير نفسه، كما جرى فى سيناء أمس، فالتنظيمات الإرهابية اعتادت استخدام الأطفال فى حروبها القذرة، بدءا من نقل المعلومات حتى حمل السلاح، أو القيام بعمليات انتحارية، دون مراعاة لحقوق طفولتهم التى يقرها الدين والأخلاق والقانون والأعراف.

( 10 )

ما يجرى فى السودان والجزائر يبين أن الشعوب تعلمت الدرس، فإن خرجت فلن ترضى بما سبق أن اعتقدت أنه حل. لهذا فإن الأنظمة الحاكمة التى لا ترضى عنها شعوبها، إن كانت معنية بمصلحة البلاد، كما تقول دوما وتؤكد، عليها أن تشرع فى إصلاحات حقيقية، وأن تفتخ الباب لصناعة بديل، للحفاظ على الدولة.

( 11)

شىء محزن حقا، الفنان سيد رجب تصرف كأب مع فتاة طلبت منه أن يحضر عرسها لأنه يشبه أبيها، وكان احتضانه لها أمام هذا الجمع، لكن أصحاب التفكير فى النصف الأسفل لا يمكنهم أن يمرروا الموقف دون جدل. وربما من يصنعون قضايا لإلهاء الناس. فى الحالتين، فإن مجرد تعامل الرأى العام بهذه الطريقة مع الموضوع تثير الفزع على «العقل الجمعى» لنا.

( 12 )

برامج الطبخ أكثر استفزازا من البرامج السياسية فى مصر الآن. وصفات وطبخات ووجبات وأنواع توابل وخضروات وفواكه ومقبلات لا تعلم الأغلبية الكاسحة عنها شيئا، وكأن مقدمى البرامج يعملون على قهر الناس، ورضاء أقل القليل منهم. نريد من يقدم وصفات تجعل أكلاتنا البسيطة مغذية لذيذة رخيصة متنوعة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الشائعات والإرهاب وخطر النفاق والاستبداد بين الشائعات والإرهاب وخطر النفاق والاستبداد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon