توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقاصيـص قصيرة جـداً

  مصر اليوم -

أقاصيـص قصيرة جـداً

عمار علي حسن

1-غزو

رأيت خيولاً تخرج من النهر، عليها فرسان يشرعون سيوفهم فى وجه الشمس، وعيونهم تقدح شرراً، كانوا كلما تقدموا يموت الزرع تحت السنابك، ويصير الأخضر أصفر، ويختفى الورد وتظهر الأحراش.

2- إصغاء

كان حريصاً على أن يجلس صامتاً، ينصت إلى كل ما يقال له، بمرور الوقت لاحظ رفاقه أن أذنيه تطولان حتى تدلتا على كتفيه، فكان يسحبهما إلى فمه، فتغلقانه، ثم يجلس يزيد فى الإنصات.

ذات مرة فتح فمه ففوجئ بلسانه قد اختفى، بينما شفتاه تآكلتا، وبانت أسنانه السوداء أقبح مما كان يتصورها.

3- الكابتن

ما إن ينزل أرض الملعب حتى يعلق عينيه بالجمهور الذى يتزاحم لتشجيعه فى حماس شديد، حتى أدرك النادى أن الناس تأتى من أجله، فأبقاه المدرب طيلة المباريات دون تغيير. أما هو فكانت عيناه تحطان دوماً على الوجوه المتزاحمة، بينما الكرة تتقاذفها الأرجل بعيداً عنه، حتى بدأ الجمهور يتساءل: هل هو موجود فعلاً فى صفوف الفريق؟ وكل مباراة يتردد السؤال وتزداد الحيرة.

4- رسالة

وقفت تغسلها الدموع أمام ضريح الشيخ الذى يقصده الناس من كل مكان. راحت تمرغ وجهها فى غطاء الحرير الأخضر الذى تسجى به القبر العتيق، ثم دفنت يدها فى صدرها، وأخرجت مظروفاً أبيض، ملون الحواف، رفعت الغطاء ودفعت رسالتها تحت الحرير.

استدارت فوجدت عيوناً ترمقها بتهكم وحنق ودهشة، فنظرت إليها جميعاً، وقالت لأصحابها:

ـ وحده الذى سمعنى، وطلبت منه غير مرة فما خيب لى رجاء.

فانتفضوا، وتحلقوا حول الضريح، وأخرج كل منهم قلما وورقة من جيبه، وراح يكتب ما يريد.

5- أجر

جلس الكاتب الفقير إلى طبيب العيون الشهير، وأخرج من حقيبته نسخاً من مؤلفاته العشرة، مدها إليه قائلاً:

ـ ليست معى أجرة الفحص، وأعرفت أنك دودة كتب.

رمق الطبيب الكتب المرصوصة، وسأله:

ـ من أدراك أنك من الذين تروقنى القراءة لهم؟

وضع الكاتب يداً مرتجفة على مؤلفاته، وقال:

ـ ضعها على طاولة الصالة التى ينتظر فيها المرضى فيطالعونها.

عاد الطبيب إلى الابتسام، وقال:

ـ أغلبهم لا يرون، كما ترى، ومن لديه بصيص من نور لا يريد أن يطفئه.

وقف الكاتب ونظر إلى الطبيب ساخراً، وهو يسحب كتبه نحو الحقيبة، وسأله:

ـ وهل تعالجهم لشىء أثمن مما فى حقيبتى؟

6- نخلة

هزت الريح النخلة التى تعانق الفضاء، ورأى الناس تمرها الشهى يتساقط بلا توقف، جروا إليها فاتحين أيديهم وحجورهم، لكن لم يقع فيها شىء. تعبوا من الوقوف فجلسوا، وطالت جلستهم حتى هدأت الريح، وجاء الظلام.

أخذهم النوم من فرط التعب، وحين استيقظوا مع خيوط نور نهار جديد، اتسعت أحداقهم حتى غطت وجوههم، وهبوا مذعورين، يبحثون عن النخلة التى اختفت تماماً.

7- بيع

تغير نشاط المحل غير مرة، فمن «حاتى» إلى سمَّاك، ثم محل فاكهة وخضار، وبعدها عاد مطعم فلافل، ثم استأجره بائع أحذية، ولم يلبث أن أغلقه ليشتريه علّاف، ولم يلبث أن تحول إلى مكتبة. وفى كل مرة، يُنظم حفل افتتاح ضاج بالألوان والموسيقى، لكن دون جدوى.

واقترح عجوز على الأخير الذى عزم على أن يجعله بقالة أن يأتى برجل مبروك يتلو فيه تعاويذ لتهرب الشياطين ويهل الزبائن. جاء الرجل يسبقه صيت روجه المشترى الجديد، فتزاحم الناس عليه، مادين أكفهم وفناجينهم وأشياءهم كى يقرأ لهم الطالع. ووقتها عرف صاحب المحل أى صنف سيبيعه، فنزع اللافتة واستبدلها بأخرى كتب عليها: «اعرف بختك».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقاصيـص قصيرة جـداً أقاصيـص قصيرة جـداً



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon