توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالفات الانتخابية (1-3)

  مصر اليوم -

التحالفات الانتخابية 13

عمار علي حسن

ليست التحالفات الانتخابية أمراً جديداً على مصر، لكنها لا تلبث أن تنفكّ عُراها وتذوب فى حضرة الصراعات الأيديولوجية والشخصية وتغوُّل الأمن على المجال العام، وقِصَر نفَس الساسة، وغياب فضيلة إنكار الذات، وتآكل قواعد الأحزاب وتراجع عضويتها، وافتقاد قيادتها إلى المغامرة وملَكة القيادة، علاوة على تقييد الأحزاب السياسية حتى أصبحنا قبل ثورة يناير أمام «أحزاب بلا جماهير» و«جماهير بلا أحزاب».

وهذه أعراض لمرض عضال تحول دون تحوُّل تجمُّع الأحزاب أو الأفراد حول الظفر بمقاعد البرلمان إلى تحالفات سياسية راسخة الأقدام، تقوم على توحيد المواقف فى وجه سلطة كانت جائرة فى الماضى، وأخرى تزحف نحو الجور بخطى ثابتة فى الحاضر، أو تقفز هذه التحالفات الانتخابية بأصحابها إلى دمج عدة أحزاب أو حزبين فى واحد، لا سيما إن تقاربت البرامج وتناغمت الأهداف.

والتحالفات الانتخابية فى مصر لها سمات بحكم الممارسة واضحة عياناً بياناً يمكن ذكرها على النحو التالى:

1- هى ظاهرة متكررة فى تاريخ مصر المعاصر، ففى عام 1984 تحالف حزب الوفد مع جماعة الإخوان، وفى عام 1987 تحالف حزبا العمل والأحرار مع الجماعة نفسها، وبعد ثورة يناير بدأت فكرة التحالفات مع الاستعداد للانتخابات البرلمانية عام 2011، حيث تمخّضت عنها 4 تحالفات رئيسية هى: «التحالف الديمقراطى» الذى قاده حزب الحرية والعدالة المنحل، و«التحالف الإسلامى» الذى قاده حزب النور، وتحالف الكتلة المصرية، وتحالف «الثورة مستمرة».

2- هى فى الغالب الأعم تحالفات فى وجه خصم سياسى أكثر منها فى مواجهة منافس انتخابى أو سياسى، ففى 2011 كان التحالف يرمى إلى مواجهة النخبة البرلمانية للحزب الوطنى الديمقراطى الذى تم حله، والآن التحالف يواجه جماعة الإخوان وحلفاءها.

3- رغم أن هذه التحالفات فى مواجهة «خصم سياسى» فإنها لم تدُم، ولم يشعر القائمون عليها بأن هذا الخصم على استبداده وفساده يمثل تحدياً لا تقل الاستجابة له عن التوحد فى وجهه، فتحالفات ما قبل ثورة يناير سرعان ما تفكك بعضها مستسلماً لنظام مبارك وراضياً بالفتات المتاح منه، أو إبرام الصفقات السرية معه، وتحالفات مع بعد الثورة فى مواجهة «فلول» الحزب الوطنى سرعان ما تفككت لأنها بالأساس كانت حقاً يراد به باطل، لأن جماعة الإخوان كان لها من هذا التحالف مآرب أخرى تكشفت مع مرور الأيام.

وهذه إن كانت سمة للتحالفات السابقة فإن التحالف الحالى ليس مبرّأ منها، إذ لا تزال الخلافات جارية وسارية حتى الآن بين أطراف التحالفات التى ترفع شعاراً مضمراً هو: «برلمان بلا إسلام سياسى متطرف».

4- دائماً ما يظهر حزب يخرج على إجماع الأحزاب السياسية أو رغبتها فى التحالف أو اتخاذ موقف سياسى موحد، فحزب التجمع رفض مقاطعة الانتخابات البرلمانية 1990 مثلما فعلت بقية الأحزاب، وحزب الوفد رفض الانضواء تحت التحالف الذى قاده الإخوان بعد ثورة يناير، والآن يبدو أن حزب «المصريين الأحرار» لديه رغبة فى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة منفرداً بعيداً عن أى تحالفات متكئاً على ما يمتلكه من قدرات مادية وإمكانيات إعلامية علاوة على تعويله على المقاعد الفردية.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات الانتخابية 13 التحالفات الانتخابية 13



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon