توقيت القاهرة المحلي 20:12:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى» ليس أفقر رئيس فى العالم

  مصر اليوم -

«السيسى» ليس أفقر رئيس فى العالم

عمار علي حسن

تبرع الرئيس عبدالفتاح السيسى بنصف راتبه ونصف ثروته للدولة، لكن ما فعله، وهو محمود على كل حال، لا يزال بعيداً عمّا فعله الرئيس خوسيه ألبرتو موخيكا كوردانو، رئيس أوروجواى، الذى لم يقف عند حد التبرع بتسعين فى المائة من راتبه الشهرى (12 ألف دولار) إلى الجمعيات الخيرية والشركات الناشئة، بل يعيش حياة بسيطة متقشفة، لا تختلف عن تلك التى كان يحياها قبل أن يتسلم الحكم فى مطلع يناير 2010.

فـ«موخيكا» يعيش فى بيته الريفى الذى يصل إليه بعد أن يسلك طريقاً ترابياً طويلاً، ويرفض أن ينتقل إلى قصر الرئاسة، ولا يحتاج من الحرس إلا القليل، رغم أنه تعرض لإطلاق النار ست مرات، ولا يركب سوى سيارته الخاصة، وهى من طراز «فولكس فاجن بيتل» موديل 1987، ويقودها بنفسه، ولا يحب ارتداء البدل الرسمية ويسميها «دهاء البشرية.. ولعبة أرباب التجارة»، ويتصرف بعفوية وبساطة، ويحب زوجته كمراهق غرير أو شاعر، ولا يسمح لها بأن تعيش دور «السيدة الأولى»، ولا يرغب فى الظهور الإعلامى إلا قليلاً، وإزاء زهده هذا، تراجع الفساد فى بلاده، لتحتل المرتبة الثانية فى قائمة الدول الأقل فساداً بقارة أمريكا اللاتينية، وهنا يقول: «أهم أمر فى القيادة المثالية هو أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه».

وحين سألته شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية عن سر بساطته، أجاب بعفوية: «سنوات السجن كانت بمنزلة ورشة عمل صقلت طريقة حياتى وقيمى، أنا لست فقيراً، إنما الفقراء هم الذين يحتاجون الكثير.. أنا شخص متقشف، لا أحتاج الكثير للعيش بنفس الطريقة التى يعيشها الأغلبية من السكان فى البلاد، وهم الذين صوّتوا لى فى الانتخابات؛ فهذا الأسلوب يبقينى قريباً منهم، ومنتمياً إليهم».

ولهذا عمل باقتدار على إعادة توزيع الثروة فى بلاده؛ حيث تمكن مع حكومته من خفض معدل الفقر من 37% إلى 11%. وقد عرض فى شتاء 2011 على المصالح الاجتماعية فى حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسى فى العاصمة لتوفير المأوى للمشردين فى حالة عدم كفاية المراكز المخصصة لهم، وفى القصر نفسه استضاف مائة يتيم من أطفال سوريا المشردين، بفعل القتال المرير.

لم يأت موخيكا، المولود سنة 1935، إلى الرئاسة بغتة أو بطريق الصدفة؛ فهو رجل عركته تجربة سياسية طويلة؛ حيث كان مقاتلاً سابقاً فى منظمة توباماروس الثورية اليسارية، وإثر هذا مكث فى السجن أربعة عشر عاماً. وعمل وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية من سنة 2005 حتى 2008 وعمل بعدها بمجلس الشيوخ، ثم فاز بالانتخابات الرئاسية التى جرت فى نهاية سنة 2009.

يعارض «موخيكا» التدخين ويناضل ضد شركاته ويقول: «لا بد من السيطرة عليه لأنه يقتل المجتمعات»، ولهذا حظره فى الأماكن العامة، وهو من أنصار «بيئة نظيفة»؛ لذا رفض مشروع الطاقة المشتركة مع البرازيل من أجل الحصول على كهرباء باستخدام الفحم. كما يعارض الحروب، ويرى أن العالم ينفق كل دقيقة 2 مليار على الحرب، ويطالب الدول بأن تحل مشاكلها بالتفاوض، ويطالب الجميع بزراعة التسامح.
لكل هذا حصل «موخيكا» على اعتراف دولى بتواضعه واتساقه مع نفسه وعلى لقب «أفقر رئيس فى العالم وأكثرهم سخاء».
كم نحن بحاجة إلى «موخيكا» حقيقى..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» ليس أفقر رئيس فى العالم «السيسى» ليس أفقر رئيس فى العالم



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon