توقيت القاهرة المحلي 07:41:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المفكرون العرب ومشكلات أمتهم

  مصر اليوم -

المفكرون العرب ومشكلات أمتهم

عمار علي حسن

لم يقف المفكرون والحركيون العرب المعاصرون، على اختلاف مدارسهم ومذاهبهم، مكتوفى الأيدى أمام التحديات التى يفرضها الواقع، بل قلبوها على وجوهها، ما أمكنهم، فى رحلة شاقة للبحث عن منفذ للخروج من ضيق الحالى إلى براح الآتى، مستخدمين كل ما ألفوه من مناهج وأدوات معرفية، ظنوا أنها قادرة على تحقيق هذا الحلم الصعب.

وهذا التقليب أو التمحيص امتد من النصوص الثابتة إلى السلوك فى حركته وجدله مع الحياة، ومن الموروث الخاص الذى أتاحته الحضارة العربية الإسلامية إلى المشترك العام الذى تقدّمه الحضارة الغربية، سواء إذا كانت بالنسبة للبعض فى وضع التحدى الرئيسى أو بالنسبة إلى آخرين فى وضع المكنز، الذى يمكن الاستفادة من عطائه المتجدّد والمتدفّق.

وشارك فى هذه الرحلة فلاسفة ومفكرون وباحثون ينتمون إلى خلفيات علمية وأيديولوجية متعدّدة، فأنتجوا معرفة معمّقة حول الحال والمستقبل العربى، أخذ بعضها شكل المشروع الفكرى، واسع النطاق، المفتوح على روافد متنوعة من العلوم، وأخذ الآخر صيغة الرؤية، سواء كانت فلسفية أو سياسية، وأخذ الثالث طريق البحث العلمى المنظم المحدد الافتراضات، المقنن الأدوات. وامتزجت أحياناً الرؤية بالبحث، ولم يخلُ المشروع، فضلاً عن كونه بحثاً علمياً موثقاً، من رؤية.

فى هذا المضمار تطل أعمال محمد عابد الجابرى وحسن حنفى والطيب تزينى وقسطنطين زريق وزكى نجيب محمود ومحمد جابر الأنصارى وأنور عبدالملك وعلى حرب وجلال العظم ونصر حامد أبوزيد وعبدالله العروى ومحمد الغزالى وهشام جعيط والحبيب الجنحانى وعلى الوردى وعبدالله الغذامى ومحمد أركون والصادق النيهوم ومالك بن نبى وفؤاد زكريا.. إلخ. وتجاورها آلاف الأعمال الإبداعية فى مختلف الفنون والآداب، وعشرات من الحركات الاجتماعية والسياسية، سواء كانت مؤسسات مجتمع مدنى، أو منظمات حقوقية، أو غيرها، ماج بها العالم العربى منذ رفاعة الطهطاوى وعبدالرحمن الكواكبى وجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده، وحتى الآن.

هذه المحاولات الثرية تلاقت فى مفاهيم وتصورات، وتعارضت فى أخرى، ووازى بعضها بعضاً فى الزمان، ونهل أغلبها من معين واحد، وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام أى محاولات تأتى فى المستقبل، لأنها لم تدّع احتكار الصواب، ولم تزعم الاكتمال بالاستدارة، بل أكد أصحابها أنها مجرد خطوات إلى الأمام على درب قد ينتهى بالعرب إلى النهضة، من خلال الوعى بالذات وقدراتها، وفهم الآخر ونواياه، والتفاعل مع المعيش فى صيرورته، التى لا تتمهّل أبداً، لأن عربة التاريخ تتحرك دائماً فى الزمان والمكان، فى المعرفة والمجتمع، من دون توقّف، ولا يقتصر تحرّكها على تيار واحد، أو مدرسة واحدة.

ولم تُنه هذه الجهود المضنية وجود بعض المعضلات، أو المشكلات، فى التفكير السياسى العربى، طفا بعضها على السطح بقوة فى السنوات الأخيرة، لا سيما مع اتجاه بلدان عربية إلى التفكك والحرب الأهلية، وبات يحتاج تجنّبه إلى بذل جهد إضافى، مع الاستمرار فى المشاريع الفكرية، سواء كانت تقع مباشرة فى قلب الظاهرة السياسية، أو تمسها من بعيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفكرون العرب ومشكلات أمتهم المفكرون العرب ومشكلات أمتهم



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon