توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفسير الغرب للتطرف الإسلامى (1 - 2)

  مصر اليوم -

تفسير الغرب للتطرف الإسلامى 1  2

عمار علي حسن

بعد حدث 11 سبتمبر 2001 الفارق تنازعت ثلاث رؤى تقويم الغرب لصعود الجماعات والتنظيمات الدينية الساعية إلى اقتناص السلطة السياسية فى منطقة الشرق الأوسط، الأولى نظرت إلى هذه الحركة على أنها رد فعل لسياسة واشنطن الداعمة بشدة لإسرائيل، والمصرة بقوة فى الوقت ذاته على قضم حقوق العرب إن لم تكن إهانتهم. ويقف نعوم تشومسكى على رأس متبنى هذه الرؤية. والثانية تحدثت عنها بوصفها تمثل جوهر «صدام حضارى» بين المسلمين والغرب، ويقود صمويل هنتنجتون من يتمسكون بهذا الاتجاه، الذى زادت أسهمه بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن، خاصة أن هذا التصور رشح بقوة على خطاب الخصمين اللدودين، وهما الولايات المتحدة و«تنظيم القاعدة»، حتى أنهما تطابقا عقب 11 سبتمبر مباشرة حين تحدث «بوش» عن «حرب صليبية»، وأعاد أسامة بن لادن كلامه المعتاد عن «محاربة الصليبيين»، رحل الأول عن البيت الأبيض، ورحل الثانى عن الدنيا بأسرها، لكن تداعيات خطابهما لا تزال سارية المفعول، ولعل «داعش» هو أحدث التجليات لهذا التداعى. أما الرؤية الثالثة فتتعامل مع الإحياء الإسلامى على أنه رد ثقافى نفسى يتماس مع دوائر سياسية واجتماعية واقتصادية أوسع على «الحداثة»، التى حمل الغرب لواءها، وهز بها رواسب ماضوية فى الشرق الأوسط وغيره. ويدافع باول بيرمان عن هذا الفهم لحالة الاحتقان بين الجناح العنيف من الإحيائية الإسلامية والغرب، خاصة الولايات المتحدة.

وهذه الرؤى بنيت فى جوهرها على تحليل خطاب زعماء «تنظيم القاعدة»، قبل «11 سبتمبر» وبعده، ثم استمرت مع تحليل خطاب «داعش» فى كلماته وصوره ورموزه وإشاراته وشفراته، وإن كانت تتلاقى فى بعض الجوانب مع طروحات غربية قديمة بذلت ما أمكنها من جهد فى تفسير أسباب صعود الجماعات الدينية المتطرفة فى العالم الإسلامى، لكنها فشلت فى أن تقدم أجوبة جامعة مانعة فى هذا المضمار. وفى حقيقة الأمر فإن «صدمة الحداثة» و«صدام الحضارات» و«الثأر من الولايات المتحدة» ليست كافية كمداخل للوقوف على حقيقة ما دفع أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وأبوبكر البغدادى وأتباعهم إلى السير على درب مواجهة الولايات المتحدة. فبالنسبة للأول على الأقل فإن هذه الثلاثية كانت موجودة حين كان «بن لادن» حليفاً ظاهراً لواشنطن إبان حركة «الجهاد» ضد الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان. أما الثانى فظل عدة عقود مشغولاً بمحاربة «العدو القريب»، الذى يعنى تحديداً النظام الحاكم فى مصر، ولم يكن موقفه من الولايات المتحدة يتعدى حدود الاحتقان النفسى الناجم عن تأييدها السافر لإسرائيل، ووقوفها، فى الوقت ذاته، خلف النظام المصرى، والثالث ينظر إلى ما لدى الغرب على أنه شىء لا يستحق الالتفات إليه، لأنه ابن «حضارة كافرة» آن لها أن تزول، وأن هذا الزوال سيكون بأيدى الدواعش.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير الغرب للتطرف الإسلامى 1  2 تفسير الغرب للتطرف الإسلامى 1  2



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon