توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

  مصر اليوم -

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

عمار علي حسن

هل آن الأوان لأن يصارح المشير عبدالفتاح السيسى الشعب المصرى بمضمون وفحوى التقارير التى كان يكتبها بانتظام ويقدمها إلى وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوى عن وضع البلاد فى أواخر عهد حسنى مبارك، أو تلك التى كان يقدمها لـ«مبارك» نفسه حول ما آلت إليه الأمور؟
ربما الحسابات الانتخابية تجعل «السيسى» يتمهل، ويعذره البعض ويرون أنه لا مجال للمزايدة عليه فى هذه اللحظة، لكن من الضرورى أن يفعل الرجل هذا ولو فى وقت قريب، ربما فى أول خطاب مثلاً يلقيه على مسامع الشعب إن حسمت الانتخابات الرئاسية لصالحه، وهو الاحتمال الأرجح إلى الآن، أو حتى فى لقاء حوارى متلفز أو حتى فى كلمة أو مداخلة فى ثنايا نقاش مع المجموعات التى تذهب إليه ليلتقيها ضمن جهود حملته الانتخابية، على أن تتولى التسريبات الممنهجة بقية المهمة.
ما أعرفه ممن قابلوا «السيسى» وقت أن كان مديراً للمخابرات الحربية ضمن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة البلاد عقب تخلى «مبارك» عن الحكم أن الرجل يصف الرئيس الأسبق بأنه كان «عنيداً» و«بطيئاً»، بل «متبلداً»، وأن «السيسى» تقدم بتقرير أخير يحذر فيه من انتفاضة شعبية عارمة حال إقدام «مبارك» على توريث الحكم لابنه. لكننا نريد أن نسمع منه كلاماً آخر بعيداً عن سمات «مبارك» الشخصية وصفاته، ألا وهو الرؤية التفصيلة لأسلوب المخلوع فى الحكم، والوضع الذى آلت إليه البلاد فى عهده، على أن تشمل كل الأوضاع وتسير فى كل الاتجاهات وتغطى جميع المجالات.
ماذا كان «السيسى» يكتب عن سياسة الخصخصة ونتائجها التى انتهت بفتح باب للنقاش حول «الصكوك»، أى بيع الحجر والبشر؟ وماذا كان يكتب عن صورة الشرطة لدى الشعب وما تمارسه من تجاوزات للقانون؟ وماذا عن بنية الحزب الوطنى التنظيمية نفسه وعلاقته بالناس؟ وماذا عن الفساد الذى وصل إلى النخاع؟ وماذا وماذا؟؟ إلى النهاية.
قبل شهور كتبت مقالاً بعنوان: «أخيراً قال السيسى ثورة» حين قيّم ووصف ما جرى فى 25 يناير بهذا، وقلت إن عليه أن يؤمن بهذا القول، ومن دونه سيصعب عليه أن ينطلق إلى فعل شىء إيجابى، سواء بقى وزيراً للدفاع أم تقدم ليصير رئيساً للجمهورية، ولم أقل هذا من باب استجداء الاعتراف بما فعله الشعب المصرى العظيم، فهو كذلك رغم كل محاولات التشويه التى يقوم بها من أضيرت مصالحهم بحق، ومن يعتقدون أن أقصر الطرق إلى قلب «السيسى» هو الهجوم على الثورة ووصفها بالمؤامرة أو من وصل غضبهم من تنظيم الإخوان الفاشى إلى رفض هذه الثورة، لأنه ركبها وحركها لصالح مشروعه المتحنط الساذج، إلى أن استعاد الشعب المصرى زمام المبادرة فى 30 يونيو.
على عهدة يوسف الحسينى فى «أون تى فى» فإن «السيسى» وصف، خلال لقائه إعلاميين أمس الأول، ما جرى فى 25 يناير بأنه ثورة عظيمة، وقال إن الشعب أسقط نظام حسنى مبارك على مرحلتين، الأولى فى يناير 2011 والثانية فى يونيو 2013، لأن الإخوان، بكل صفقاتهم وتفاهماتهم وتواطؤاتهم وتصوراتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية هم الوجه الآخر لنظام «مبارك».
إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا يترك الرجل المجال لبعض أمناء الحزب الوطنى فى بعض المحافظات يديرون حملته؟ هل تأكد أن هذه القيادات كانت صالحة ولم تكن جزءاً من النظام الذى سقط رأسه؟ أم أن هؤلاء يتمسحون فى «السيسى» ويلقون بأجسادهم أمام حملته بحثاً عن مظلة جديدة يحمون بها ما غنموه فى أيام السلب والنهب لقوت الشعب؟ وإذا كان «السيسى» يخاطب مباشرة القاعدة الشعبية التى خرجت لإسقاط «مبارك»، وهى بطل الثورة الحقيقى فى يناير ويونيو، فلمَ يترك المجال لهؤلاء الوسطاء الفاسدين؟ وإذا كان الرجل يثق فى الفوز لشعبيته الطاغية عند عموم الناس، كما يقول أنصاره، فلمَ يحتاج إلى جهد من يكرههم الشعب؟ هل هو الحياء؟ أم التباطؤ؟ أم المعلومات الخاطئة عما يجرى على الأرض، وتزكم أخباره كل الأنوف؟ وهل هؤلاء يعرفون ما كان يكتبه «السيسى» من تقارير عن زمنهم الغارق فى الاستبداد والفساد، ويتصرفون على أن كل شىء سيختفى ويطمره النسيان؟
لو قالها «السيسى» سيُخرس ألسنة إعلاميين لعبوا برؤوس الناس حتى أصبح شعارهم بعد ثورتين أو ثورة بموجتين: «رضينا من الغنمية بالإياب»، أو على حد القول الشهير الذى أنقذ «مبارك» ذات يوم فى إثيوبيا: «لف وارجع تانى».. تكلم يا سيسى، ولا تسكت على الحق، فأنت، كما يقال من التقوك رجل متدين، وتعرف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصريون يبحثون الآن عن رجل صالح، تكلم ففى البدء كان الكلمة..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك» تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon