توقيت القاهرة المحلي 10:56:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

  مصر اليوم -

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

عمار علي حسن

هل آن الأوان لأن يصارح المشير عبدالفتاح السيسى الشعب المصرى بمضمون وفحوى التقارير التى كان يكتبها بانتظام ويقدمها إلى وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوى عن وضع البلاد فى أواخر عهد حسنى مبارك، أو تلك التى كان يقدمها لـ«مبارك» نفسه حول ما آلت إليه الأمور؟
ربما الحسابات الانتخابية تجعل «السيسى» يتمهل، ويعذره البعض ويرون أنه لا مجال للمزايدة عليه فى هذه اللحظة، لكن من الضرورى أن يفعل الرجل هذا ولو فى وقت قريب، ربما فى أول خطاب مثلاً يلقيه على مسامع الشعب إن حسمت الانتخابات الرئاسية لصالحه، وهو الاحتمال الأرجح إلى الآن، أو حتى فى لقاء حوارى متلفز أو حتى فى كلمة أو مداخلة فى ثنايا نقاش مع المجموعات التى تذهب إليه ليلتقيها ضمن جهود حملته الانتخابية، على أن تتولى التسريبات الممنهجة بقية المهمة.
ما أعرفه ممن قابلوا «السيسى» وقت أن كان مديراً للمخابرات الحربية ضمن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة البلاد عقب تخلى «مبارك» عن الحكم أن الرجل يصف الرئيس الأسبق بأنه كان «عنيداً» و«بطيئاً»، بل «متبلداً»، وأن «السيسى» تقدم بتقرير أخير يحذر فيه من انتفاضة شعبية عارمة حال إقدام «مبارك» على توريث الحكم لابنه. لكننا نريد أن نسمع منه كلاماً آخر بعيداً عن سمات «مبارك» الشخصية وصفاته، ألا وهو الرؤية التفصيلة لأسلوب المخلوع فى الحكم، والوضع الذى آلت إليه البلاد فى عهده، على أن تشمل كل الأوضاع وتسير فى كل الاتجاهات وتغطى جميع المجالات.
ماذا كان «السيسى» يكتب عن سياسة الخصخصة ونتائجها التى انتهت بفتح باب للنقاش حول «الصكوك»، أى بيع الحجر والبشر؟ وماذا كان يكتب عن صورة الشرطة لدى الشعب وما تمارسه من تجاوزات للقانون؟ وماذا عن بنية الحزب الوطنى التنظيمية نفسه وعلاقته بالناس؟ وماذا عن الفساد الذى وصل إلى النخاع؟ وماذا وماذا؟؟ إلى النهاية.
قبل شهور كتبت مقالاً بعنوان: «أخيراً قال السيسى ثورة» حين قيّم ووصف ما جرى فى 25 يناير بهذا، وقلت إن عليه أن يؤمن بهذا القول، ومن دونه سيصعب عليه أن ينطلق إلى فعل شىء إيجابى، سواء بقى وزيراً للدفاع أم تقدم ليصير رئيساً للجمهورية، ولم أقل هذا من باب استجداء الاعتراف بما فعله الشعب المصرى العظيم، فهو كذلك رغم كل محاولات التشويه التى يقوم بها من أضيرت مصالحهم بحق، ومن يعتقدون أن أقصر الطرق إلى قلب «السيسى» هو الهجوم على الثورة ووصفها بالمؤامرة أو من وصل غضبهم من تنظيم الإخوان الفاشى إلى رفض هذه الثورة، لأنه ركبها وحركها لصالح مشروعه المتحنط الساذج، إلى أن استعاد الشعب المصرى زمام المبادرة فى 30 يونيو.
على عهدة يوسف الحسينى فى «أون تى فى» فإن «السيسى» وصف، خلال لقائه إعلاميين أمس الأول، ما جرى فى 25 يناير بأنه ثورة عظيمة، وقال إن الشعب أسقط نظام حسنى مبارك على مرحلتين، الأولى فى يناير 2011 والثانية فى يونيو 2013، لأن الإخوان، بكل صفقاتهم وتفاهماتهم وتواطؤاتهم وتصوراتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية هم الوجه الآخر لنظام «مبارك».
إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا يترك الرجل المجال لبعض أمناء الحزب الوطنى فى بعض المحافظات يديرون حملته؟ هل تأكد أن هذه القيادات كانت صالحة ولم تكن جزءاً من النظام الذى سقط رأسه؟ أم أن هؤلاء يتمسحون فى «السيسى» ويلقون بأجسادهم أمام حملته بحثاً عن مظلة جديدة يحمون بها ما غنموه فى أيام السلب والنهب لقوت الشعب؟ وإذا كان «السيسى» يخاطب مباشرة القاعدة الشعبية التى خرجت لإسقاط «مبارك»، وهى بطل الثورة الحقيقى فى يناير ويونيو، فلمَ يترك المجال لهؤلاء الوسطاء الفاسدين؟ وإذا كان الرجل يثق فى الفوز لشعبيته الطاغية عند عموم الناس، كما يقول أنصاره، فلمَ يحتاج إلى جهد من يكرههم الشعب؟ هل هو الحياء؟ أم التباطؤ؟ أم المعلومات الخاطئة عما يجرى على الأرض، وتزكم أخباره كل الأنوف؟ وهل هؤلاء يعرفون ما كان يكتبه «السيسى» من تقارير عن زمنهم الغارق فى الاستبداد والفساد، ويتصرفون على أن كل شىء سيختفى ويطمره النسيان؟
لو قالها «السيسى» سيُخرس ألسنة إعلاميين لعبوا برؤوس الناس حتى أصبح شعارهم بعد ثورتين أو ثورة بموجتين: «رضينا من الغنمية بالإياب»، أو على حد القول الشهير الذى أنقذ «مبارك» ذات يوم فى إثيوبيا: «لف وارجع تانى».. تكلم يا سيسى، ولا تسكت على الحق، فأنت، كما يقال من التقوك رجل متدين، وتعرف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصريون يبحثون الآن عن رجل صالح، تكلم ففى البدء كان الكلمة..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك» تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon