توقيت القاهرة المحلي 04:53:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين تكون الحرب فناً (2 - 2)

  مصر اليوم -

حين تكون الحرب فناً 2  2

عمار علي حسن

ويضع الفيلسوف الصينى سون تسى جزءاً من أسباب النصر أو الهزيمة فى الحروب على القائد أو القيادة، وينصح القائد بأن يقدر قوة عدوه جيداً، وطبيعة الأرض التى سيحارب فيها، وحجم إمكانات الجيش الذى يقوده، ثم ينصح القائد بأن يعتنى برجاله قائلاً: «إذا ما اعتنى القائد برجاله كاعتنائه بأبنائه فسيزحفون من أعمق الوديان، فالأبناء الأحباء سيساندون قائدهم حتى الموت، فإن كان القائد متساهلاً مع رجاله يدللهم، فلن يستطيع أن يوظفهم أو يأمرهم أو يعاقبهم حين ينتهكون النظام، عندئذ يكونون كالأطفال المدللين الذين لا يصلحون لأى هدف عملى، لذا لا ترجى منهم فائدة».

ويقدم «تسى» عدة نصائح للقائد فى التعامل مع جنوده هى:

ـ اهتم بجنودك ليكونوا فى أحسن حال ولا ترهقهم، وحاول أن ترفع روحهم المعنوية، وحافظ على طاقتهم.

ـ ضع جنودك فى موقف لا مفر منه، وسيختارون الموت على الفرار، فإذا ما أعد الضباط والجند أنفسهم، فسيبذلون ما فى وسعهم للنجاة، فهى مسألة حياة أو موت.

ـ امنع عن جنود الخرافات والشائعات، واعلم أنه فى اليوم الذى يتقرر فيه القتال ينتحب الرجال ويجهزون أكفانهم، لكن عند وضعهم فى موقف حياة أو موت، فسيأتون بضروب من الشجاعة الخالدة.

وفى نقطة عن «الهجوم بالنار» يحدد «تسى» خمس طرق لمثل هذا الهجوم هى:

ـ أن تحرق الجنود فى معسكراتهم.

ـ أن تحرق المؤن والمخازن.

ـ أن تحرق قوافل المؤن.

ـ أن تحرق مستودعات الأسلحة والذخائر.

ـ حرق خطوط الإمداد والاتصال.

وهناك عبارات أثيرة فى الكتاب من قبيل: «أفضل ما فى الحرب هو الاستيلاء على بلاد العدو كاملة سليمة»، و«أن أسر جيش العدو كاملاً أفضل من تحطيمه»، ثم يقول: «يجب أن يكون فن تحريك الحرب مطابقاً لفن الخداع الحربى»، و«يجب معرفة متى نحارب ومتى لا نحارب»، ويقول أيضاً: هناك ثلاث طرق يجلب بها القائد الضعيف سوء العاقبة لجيشه، أولها إعطاؤه أوامر الهجوم أو الانسحاب دون معلومات كافية، والتدخل فى إدارة الجيش دون الدراية بشئونه الداخلية بما يربك الضباط والجنود، والتدخل فى توجيه الحرب مع جهل قاعدة التكيف مع الظروف.

وفى مقدمة أخرى للكتاب، الذى تُرجم للغات عدة وأعدت حوله أكثر من خمسمائة دراسة مهمة، يقول الخبير العسكرى اللواء إبراهيم شكيب: «معظم أبحاث هذا الكتاب مقبولة ومطبقة فى عصرنا بكل وقائعها، أما الأبحاث التكتيكية أو اللوجيستية فتقدم للقارئ معلومات تفيده فى كل دراسة تاريخية لهذه الموضوعات والتى أجزم أن كبار القادة العسكريين على اتساع العالم قد اطلعوا عليه، والذى لا يخلو مرجع عسكرى رصين من بعض أفكاره».

وهذا الكتاب لم يفد العسكريين فحسب، بل الاقتصاديين ورجال الإدارة أيضاً، وهنا يقول ربيع مفتاح: «هناك أعداد متزايدة من رجال الأعمال يركزون اهتمامهم على الاستفادة من عقل سون تسى وحيله فى ممارسة المنافسة الاقتصادية. وكان اليابانيون سباقين فى هذا المجال، فبعد الحرب العالمية الثانية، حاول عدد من رجال الأعمال اليابانيين الاستفادة من الكتاب فى النهوض بالأنشطة التجارية». علاوة على هذا استخدم الكتاب فى خوض غمار النضال السياسى، وتعزيز المهارات الدبلوماسية، وإدارة المفاوضات، وممارسة المباريات الفنية».

إن الحرب بلاء، لكن قد تفرض على جيش وهو يكرهها، وعلى أمة مسالمة لا تجد أمامها مفراً من رد العدوان، فإن جاءت فلا بد أن نكون مستعدين لها، وأن نديرها ليس على أنها انعكاس لقدرتنا على تصنيع السلاح أو امتلاكه، وترجمة للعلم ومشتملاته، إنما أيضاً بوصفها فناً، وهذا ما يميز جيشاً عن جيش، وقائداً عن قائد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تكون الحرب فناً 2  2 حين تكون الحرب فناً 2  2



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon