توقيت القاهرة المحلي 07:54:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز»

  مصر اليوم -

رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز»

عمار علي حسن

سمعت اسم عبدالرحمن الأبنودى فى طفولتى مقترناً بالسيرة الهلالية، فظل يثير فى وجدانى شدو الربابة، وفروسية أبى زيد، وتغريبة بنى هلال. ورُحت أتابع دواوينه وأحاديثه ومواقفه وكلمات الأغانى التى أبدعها والحكايات التى رواها، فاختلفت مع بعض مواقفه السياسية، لا سيما منذ أوائل التسعينات وحتى قيام ثورة يناير، لكنى اتفقت مع كل شعره كفن خالص، وراقت لى قدرته الهائلة على الامتلاء بروح الثورة، حين استرد عافيته ليصير شاعرها، وكعادته، تعلم من الشعب، الذى ألهمه الكثير طيلة حياته. فى أغنية لـ«مبارك» عنوانها «اخترناه»، قال «الأبنودى»: «وإحنا معاه لما شاء الله»، لأنه، وكما جرت العادة، كان يظن أن «مبارك» سيظل فى السلطة حتى يموت، مثلما وقع مع سابقيه «عبدالناصر والسادات». لكن الشعب كانت له كلمة أخرى، فتنبّه «الأبنودى» سريعاً، وانضم إلى «ميدان التحرير» وراح يبدع قصائد جديدة، إبداعاً فيما كتب، وإبداعاً فى إلقائه، وإبداعاً فى أحاديثه التى توازت مع أشعاره.

وقد يقول قائل هنا: قفز «الأبنودى» من السفينة الغارقة، لكن الحق يقال إن الرجل كتب قصيدة طويلة فى صحيفة «العربى» قبل ثورة يناير بسنوات عن جمال عبدالناصر، رد فيها الاعتبار إليه، وقدح بشكل ضمنى فى حكم «مبارك»، حيث تقول القصيدة فى بعض مقاطعها:

«مش ناصرى ولا كنت فى يوم

بالذات وفى زمنه وفى حينه

لكن العفن وفساد القوم

نسانى حتى زنازينه

فى سجون عبدالناصر

***

إزاى ينسينا الحاضر

طعم الأصالة اللى فى صوته

يعيش جمال عبدالناصر

يعيش جمال حتى فى موته

ما هو مات فعاش عبدالناصر

***

اسمه جمال وجميل فعلاً

ياما شجعان خوافة

عظيم وكان إنسان طبعاً

المجد مش شغل صحافة

عشان ده عاش عبدالناصر».

فى ثورة يناير كان أجمل وأعمق ما أبدعه «الأبنودى» قصيدة «آن الأوان ترحلى يا دولة العواجيز»، التى يقول فيها:

«عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل

ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل

طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع

وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل

اقتلنى قتلى ما هيعيد دولتك تانى

باكتب بدمى حياة تانية لأوطانى».

لكن ها هو «الأبنودى» يرحل، بينما دولة العواجيز لا تزال جاثمة على الصدور، والشباب البديع الذى أتى بالربيع فى وجه الخريف، لا يزال حائراً، يجتز أحزانه شريداً طريداً، خارج الصورة. عبدالرحمن الأبنودى لم يكن فرداً، بل ظاهرة، وترك علامة لن تُمحى، وكما عاش بيرم التونسى وفؤاد حداد وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم، سيعيش «الأبنودى»، يعيش لأن من يبدع لا يموت..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز» رحل «الأبنودي» وبقيت «دولة العواجيز»



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon