توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة «البرلمان» وواقعه

  مصر اليوم -

صورة «البرلمان» وواقعه

عمار علي حسن

تنطلق غداً الجلسة الافتتاحية لـ«مجلس النواب»، وفيها وبها ستُرسم أولى صوره فى أذهان متابعيه، فإما يعلو الذين حازوا عضويته، بمقدمات غير عادلة فى الأغلب الأعم، على الجسور المتهالكة التى أوصلتهم إلى الجلوس تحت القبة، وإما يتزاحمون فى صراع على المواقع والمواضع والمكاسب، غير عابئين بعواقب هذا على البلد، فيسقط بهم الجسر إلى أسفل سافلين.

ربما يدرك هؤلاء أن بداية القطيعة النفسية والعقلية مع حكم الإخوان العابر كانت مع أول انعقاد لبرلمان 2012، وربما لا يدركون، أو أنهم قد أدركوا هذا فى وقتها ثم تبخر كل شىء من أذهانهم، شأن كل الذين لا يريدون أن يتعلموا مما جرى، رغم أن وقائعه لا تزال غضة نضيرة، وفى هذا الطامة الكبرى، لا سيما أن البرلمان الحالى مربوط الصلة بالسلطة التنفيذية سواء فى الطريقة التى أُنتج بها، أو فى إعلان أغلبيته جهاراً نهاراً أنها ستدعم هذه السلطة، التى من الواجب أن يراقبها البرلمان، لا أن يجاريها فى كل ما تفعله، حتى لو كان فيه اعوجاج.

أتذكر جيداً يوم أول جلسة لبرلمان الإخوان والسلفيين، وكيف جبت على عدد مقاهى حى السيدة زينب أنظر فى وجوه الناس وهم يتابعون ما يجرى، وأنصت إلى تعليقاتهم، التى كانت حصيلتها أننى أدركت أن هذا المجلس دق مسماراً متيناً فى نعش الحكم. هذه المرة ستتحدد أيضاً صورة البرلمان فى أذهان وأفهام ومخيلات الناس، أو على الأقل سيتحدد جانب عريض من هذه الصورة، فإما أن تكون ناصعة جلية، تبعث الأمل، وإما أن تكون قاتمة مقبضة تفضى إلى القنوط.

فإذا تركنا الصورة وذهبنا إلى المضمون سنجد هذا البرلمان يواجه تحديات جسيمة، ابتداء مما سيفعله إزاء أكثر من أربعمائة قانون أصدرها الرئيسان عدلى منصور وعبدالفتاح السيسى، وانتهاء بتحدى «سد النهضة» الذى يشكل خطراً جسيماً على مصر إن لم تنته المفاوضات حوله بحفظ حصة بلدنا من المياه، مروراً بقضايا ملحة مثل مكافحة الفساد، والنهوض بالتعليم، ومواجهة الإرهاب، والقضاء على الفقر، والاستجابة للاحتياجات الملحة للمواطنين فى الغذاء والكساء والدواء والإيواء، ناهيك عن الواجبات الأخرى ومنها إقرار برنامج الحكومة، والموافقة على الميزانية العامة للدولة، وتشريع القوانين التى يتطلبها تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، وإنشاء الكيانات التى نص الدستور عليها، وفى مطلعها تلك التى ستنظم الإعلام.

وسيكون على البرلمان أن يظهر أمام الناس قدرة على إدارة الاختلافات والخلافات التى من المتوقع أن تطرأ حول المسائل التفصيلية والجزئية بشتى صنوفها، ويشير التجاذب الحالى إلى أنها آتية لا ريب فيها، وقد يكون الجانب الإيجابى الذى ستفرزه حول إحياء نقاش، ضحل أو عميق، حول مختلف القضايا، بما يحيى السياسة التى يراد موتها، ويوسع دوائر الاهتمام الشعبى بأمور تهم الوطن.

بهذه الصورة، وهذا المضمون، سيحدد الناس مواقفهم من البرلمان، وسينسحب هذا على تقديراتهم للسلطة بشكل عام، وتكاد تكون تلك هى النقطة التى يدور حولها إدراك أهمية البرلمان، الذى تنطلق أعماله غداً، من عدمه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة «البرلمان» وواقعه صورة «البرلمان» وواقعه



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon