توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما وراء مقتلة «وايت نايتس»

  مصر اليوم -

ما وراء مقتلة «وايت نايتس»

عمار علي حسن

كعادة السلطات التى حكمت مصر، سواء قبل الثورة أو بعدها، يغيب العلم عن القرار، ويغلب العناد على رؤوس من يتحكمون فى الأمور، بدءاً من عظائمها فى السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع حتى مباريات كرة القدم.

فمشكلة «الألتراس» ليست وليدة اليوم، ولم تنشأ عند استاد الدفاع الجوى، الذى سقط على أسواره وحولها أكثر من خمسة وعشرين شاباً مصرياً، ذهبت دماؤهم سدى، وعلى الأرجح، سيضيع نحيب أهلهم عليهم بلا جدوى، بين أيادى سلطة تتوهم أن الهيبة يخلقها البطش وليس العدل، ورؤساء أندية يراوحون بين الفساد والعجز والجنون.

هذا موضوع ممتد فى سنواتنا الأخيرة لا يعالجه أحد، لأن الذين يتصدون له يفكرون بأقدامهم، ولا تشغلهم سوى مصالحهم الضيقة العابرة التى دفعت عميد شرطة صار فى غفلة من الزمن أكبر معلق ومقدم برامج رياضية فى مصر أن يقول: «لتصمت السياسة إلى الأبد، وليحىَ الكلام عن الكرة أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً، وبعدها الفن خامساً وسادساً وسابعاً»، وذلك لأن مصلحته الشخصية، نجومية وكسباً، تقتضى أن يغيب وعى الناس فى المستطيلات الخضر، فلا سياسة ولا ثقافة ولا علم ولا تعليم، وليترك شبابنا بناء المؤسسات السياسية والاجتماعية، وعلى رأسها الأحزاب والنقابات والروابط والاتحادات، بل يتركون مدارسهم وأعمالهم وكل ما يقيم الدولة التى يحلمون بها، ويجلسون على المقاهى يتابعونه بشغف وهو يقطع من أعمارهم ساعات يحكى لهم فيها عن «الأوفسايد» الذى لم يتم احتسابه، و«التمريرة» التى لم تكن سليمة، و«الضربة الركنية» التى تفادت كل الرؤوس وهوت بعيداً.

حين ثارت مشكلة «الألتراس» للمرة الأولى بُحَّ صوتى، وصوت كثيرين، بضرورة توظيف العلم فى حلها، عبر الاستعانة بعلماء نفس واجتماع وخبراء أمن، ومعهم رياضيون بارزون لهم حظوة عند هؤلاء الشباب، وفنانون لهم مصداقية لديهم، ويتم تشكيل مجموعات من هؤلاء تدخل فى حوار عميق لإعادة دمج شباب «الألتراس» وتكيفهم مع السلوكيات التى تحترم القوانين السائدة، وتشحذ طاقاتهم لعمل إيجابى، وإعادتهم لتشجيع الكرة، وصيانتهم من التسييس، الذى بدأ معهم منذ أيام جمال مبارك حين حاول استخدامهم لصناعة «دخلات» تشيد به وترفع صوره، لكنهم أيامها رفضوا، حسب ما قاله بعضهم بعد الثورة، واستمر بعد صعود «الإخوان» إلى الحكم حين كانت هناك تصريحات وتقارير تتحدث عن اختراق «الجماعة» لهم، وأن هذا تم بتخطيط دقيق من «خيرت الشاطر» و«حازم صلاح أبوإسماعيل» وإن كان أحد، حسب علمى، لم يقدم أدلة قاطعة على هذا، وبقيت اتهامات لا بد من جمع معلومات دقيقة حولها، لأن هذا من شأنه أن يساعد كثيراً فى حل المشكلة.

إن العلاقة المتوترة بين «الداخلية» وشباب «الألتراس»، لا سيما من الأهلى والزمالك، تعود إلى ما قبل الثورة، وساهمت أحداث عدة على رأسها ما جرى لـ«أهلاوى» فى استاد بورسعيد وما وقع لـ«زملكاوى» فى استاد الدفاع الجوى، فى تعميق هذا الخلاف، ولا أعتقد أن فرص إنهاء هذه المآسى المتكررة ستسنح طالما أن الدولة بمؤسساتها وإدارات الأندية واتحاد كرة القدم تواجه المشكلة عبر «التحدى» وليس «الاحتواء»، وذلك نظراً لامتداد التفكير بالأقدام من ملاعب الكرة إلى أجهزة الأمن ومؤسسات القرار السياسى صغيرها وكبيرها.

وعلينا حتى نفهم المشكلة أن نبحث فى جذورها وأسبابها والإجابة عن سؤال رئيسى: هل هؤلاء الشباب فى العموم، وقبل الحادث الأخير، ضحايا أم جناة؟ فإن كانوا الأولى علينا تعويضهم، وإن كانوا الثانية علينا تأهيلهم.

ونتيجة هذه الإجابة، وتلك الجهود العلمية التى من الضرورى اتباعها، يجب أن تصل إلى وزارة الداخلية التى تصر على التفكير والتدبير بطرق قديمة فى لحظات جديدة جداً، ولا تريد رغم عمق التجارب ودمويتها أن تتعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء مقتلة «وايت نايتس» ما وراء مقتلة «وايت نايتس»



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon