توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس

  مصر اليوم -

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس

عريب الرنتاوي


هل قررت مصر فصل ملف حماس عن ملف الإخوان المسلمين المصريين؟ ... هل تغلبت حسابات السياسة الخارجية والدور الإقليمي لمصر، على حسابات الأمن والسياسة الداخلية المصرية؟ ... أسئلة وتساؤلات، تقفز إلى الأذهان في ضوء ما نرى من مؤشرات وإرهاصات، تؤذن بدنو فرص طي صفحة في العلاقات الثنائية المأزومة بين الجانبين، وفتح صفحة جديدة. لم يكن قرار المحكمة المصرية بتجريم حماس كمنظمة إرهابية قراراً قضائياً محضاً، ولم تكن تبرئتها من التهمة إياها، قراراً قضائياً كذلك، في الحالتين كانت حسابات السياسة ومقتضيات الأمن، حاضرة بقوة في مداولات المحكمة وأحكامها الختامية ... على أن القرار الأخير، يؤذن بميلاد فرصة لاستعادة قنوات الاتصال و»تطبيع» العلاقات، وإن في إطار الحد الأدنى ... ولطالما انتقدنا سياسة القطع والقطيعة بين الجانبين، ولطالما حملنا الطرفين المسؤولين عن المآلات الصعبة التي انتهت إليها علاقاتهما الثنائية ... حماس، بانحيازها الفج والسافر لصالح فريق من المصريين ضد آخر، والقاهرة لزجها بملف حماس بملفات الإخوان الثقيلة، وهي العملية التي كانت أشبه بإطلاق النار على القدمين، وإلحاق إعاقة بقدرة الدبلوماسية على التحرك على محوري «التهدئة» مع إسرائيل و»المصالحة» بين الفلسطينيين. أدركت مصر هذا الأمر بعد حين، وأدركت حماس أن كلفة التورط في نزاعات وانحيازات داخلية في دولة بحجم مصر، مكلفة للغاية ... تراجع الفريقان خطوة للوراء عن حافة الهاوية، فصار ممكنا تبادل الاتصالات واللقاءات، بل وصار ممكناً فتح معبر رفح لفترة أطول، لأول مرة منذ عامين، كما صار إدخال مواد البناء عبر معبر رفح، أمراً ممكناً كذلك. القطاع كما قلنا قبل يومين، يتلقى هذه الأيام فيضاً غير منقطع التدفق من مبادرات الهدنة والتهدئة، التنمية مقابل الأمن ... مصر ليس بمقدورها أن تقف على السور الخارجي لمراقبة المشهد ... مصر معنية بكل تفاصيل هذه الاتفاقات، بل وقد تجد نفسها طرفاً في بعضها، طالما أنها المخرج (غير الإسرائيلي) الوحيد للقطاع وحماس إلى العالم ... وإن لم تجد مصر طريقها للحديث مع سلطة الأمر الواقع في غزة، فمع من ستتحدث إذاً؟ ...  ثم أن مصر، تعرف أن رام الله ليست لها دالّة على غزة، وأن رئيس حكومة الوفاق، يحتاج إلى إذن حماس المسبق، لكي «يزور» مكتبه في القطاع، كما أن مصر تدرك أن البعض في رام الله، لن يكون فرحاً بتفكيك الحصار وفك الإغلاقات عن حماس تحديداً وإن دفع القطاع ثمن ذلك، ما لم تمر العملية برمتها من خرم إبرته ... وبقليل من البراغماتية، أدركت القاهرة، أن الصلة مع حماس، أمر لا مناص منه. حماس في المقابل، ربما تكون قد بلغت «سن اليأس» من إمكانية عودة مرسي والإخوان لسدة الحكم في قاهرة المُعز ... هي ترقب بلا شك، الانفراجات الدولية المتزايدة في علاقات مصر الدولية، وترى النظام يكرس سلطته وسطوته يوماً إثر آخر، وتتبلور لديها القناعة بصورة أكبر، يوماً إثر آخر، بضرورة النزول عن شجرة الإخوان، وبقليل من البراغماتية، أرسلت ما يكفي من الرسائل إلى القاهرة، لبث الطمأنينة وإبداء الاستعداد لمزيد من التعاون والتنسيق، والأهم، الانسحاب نهائياً من لعبة الصراعات المصرية الداخلية. الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي يتولى ملف العلاقة مع مصر، وملف الاتصالات بشأن «التهدئة المستدامة»، يأتي ويروح على خط القاهرة – الدوحة – غزة، مثل هذا التطور، ليس ممكناً من دون ضوء أخضر مصري، بل ومن دون تنسيق ورضا وتشاور مع القاهرة ... آخر ما تريده القاهرة، وآخر ما تريده حماس، هو اندلاع حرب إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، تلك مصلحة مشتركة، تؤسس لاستئناف العلاقات ... وليس صدفة إطلاقاً أن تتزامن عودة السفير إلى تل أبيب مع عودة الحديث عن اتصالات إسرائيلية – حمساوية غير مباشرة، يقودها كل من أبو مزوق ويوآفمردخاي، بوساطة السفير القطري محمد العمادي والمبعوث الشخصي للأمين العام نيكولاي ملادينوف، من دون أن ننسى الدور غير المباشر لوزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير. ثم، أن مصر، شأنها في ذلك شأن إسرائيل، ترقب عن كثب ارتفاع منسوب التوتر والتصعيد في علاقات حماس مع الجماعات الجهادية (الداعشية) في القطاع، وترى أن لها مصلحة مشتركة مع حماس، في قمع واستئصال هذه الجماعات، وتقطيع شرايين التعاون بينها وبين نظيراتها في سيناء ... مصر تتطلع لدور أكبر لحماس في التصدي للتهديد الإرهابي المشترك، وحماس تريد أن تحصر هذا الدور في حدود القطاع، وهذا بحد ذاته، يوفر مساحة أوسع للتقارب، ويعجل في طي صفحة التنابذ والتفارق. ليس مستبعداً أن نشهد تطوراً متصاعداً (وليس قفزات) في العلاقات الثنائية بين الجانبين ... وليس مستبعداً أن ينعكس ذلك، وإن بعد حين، على علاقات مصر بالإخوان، لكن ذلك ليس أمراً حتمياً، فسنوات «شهر العسل» في علاقات حماس بالنظام السوري، كانت سنوات سوداء على الإخوان المسلمين في سوريا ... لكنها نافذة فرص، يمكن استغلالها في السجال الدائر في القاهرة، حول خيارات مصر للخروج من نفق استعصاء المصالحة والتحول الديمقراطي المظلم. وأخيراً، ليست أخبار التقارب المصري – الحمساوي من نوع الأخبار السارة التي تهبط على رام الله ... فقد انعقد الرهان هناك، على توظيف مأزق حماس في القطاع، وعزلتها المشددة بين جدرانه المتقاربة، من أجل صياغة شروط مصالحة مواتية للسلطة وفتح والمنظمة ... هنا تشخص الأنظار من جديد لمصر، هل ستكتفي القاهرة بالتعامل مع كل طرف من طرفي الانقسام على حدة، وبوصفه أمراً واقعاً بذاته، أم أنها ستستغل ثقلها ومكانتها، لاستعادة جهود المصالحة واستعادة الحوار ومساعدة الفلسطينيين على استرداد وحدتهم الوطنية المفقودة؟ لن يطول انتظارنا قبل أن يتصاعد الدخان الأبيض من أكثر من مدخنة في المنطقة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس «داعش» و «التهدئة» يجسران ما بين مصر وحماس



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon