توقيت القاهرة المحلي 02:34:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مبدأ أوباما»

  مصر اليوم -

«مبدأ أوباما»

عريب الرنتاوي

مُبكراً، بدأ الرئيس الأمريكي يتحدث كما لو أنه غادر البيت الأبيض، متحللاً من “قيود المنصب” وموجباته، وأخذ يدلي بمواقف و”تقييمات” حول حلفائه، ربما كانت غير مسبوقة، من حيث جرأتها وصراحتها “الجارحة” لتشكل هذه المواقف والتصريحات والشهادات، معالم “مبدأ أوباما” على حد تعبير صحيفة “ذا أتلانتيك”.

لم يوفر الرئيس أوباماً حليفاً للولايات المتحدة، من دون أن يوجه إليه سهام نقده وانتقاداته اللاذعة، متجاوزاً بذلك بعض الخطوط الحمراء، التي ظلت تسيّج علاقات واشنطن مع بعض حلفائها المقربين، كإسرائيل والسعودية وفرنسا وبريطانيا وتركيا ... حتى أنه صار بمقدورنا بعد قراءة مقالة جيفري جولدبرغ المطولة، الزعم بأننا بتنا نعرف ما يجول في عقل رئيس الدولة الأعظم.

حمل على نتنياهو، وحمّله مسؤولية إحباط “حل الدولتين”، وكلنا يعرف بعض فصول العلاقة المشحونة بين الرجلين الذين لا تجمعهما أية “كيمياء” من أي نوع، سيما مع احتدام الخلاف حول برنامج إيران النووي، وسعي نتنياهو المتغطرس، للتشويش على الرئيس الأمريكي من داخل بيته ... بيد أن أوباما في المقابل، ميّز بين نظرته السلبية لرئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة، والتزامه المطلق من جهة ثانية، حماية إسرائيل، إلى حد الاستعداد للدخول في حرب، والخروج على “مبدأ أوباما” في حال تعرض أمنها للخطر، من دون أن يمنعه ذلك، من التساؤل عن السبب الذي يدفع بلاده للحفاظ على “تفوق إسرائيل النوعي” على العرب؟! السعودية، تحظى بمساحة واسعة من الانتقادات التي أطلقها الرئيس الأمريكي بحق حلفاء بلاده ... وهو سبق على أية حال، أن وجّه لها انتقادات علنية، اتهمها مع إيران، بتأجيج حروب الوكالة والصراعات المذهبية، مشدداً على أنه من دون نجاح المملكة في الاعتياد على العمل بشراكة مع دول الإقليم، والوصول إلى “سلام بارد” مع إيران، فلن تهدأ نزاعات المنطقة، ولن تضع حروبها أوزارها. 

لم يكن منتظراً أن يضع الرئيس الأمريكي إيران في خانة الحلفاء أو الأصدقاء، لكن المفاجئ في حديث جولدبرغ، أنه يجد صعوبة في قبول تصنيف السعودية كدولة حليفة، كما يرد في محددات السياسة الخارجية الأمريكية وضوابطها. 

في ذهن أوباما، أن غالبية من نفذوا اعتداء الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، ليسوا إيرانيين ... والرجل بدا آسفاً لتحول إندونيسيا بإسلامها “المعتدل” و”المتسامح” إلى التطرف، وهو يلوم السعودية على ذلك ... مواقف أوباما التي أوردها غولدبرغ عن السعودية، ربما تكون الأشد قسوة على المملكة، تصدر عن رئيس أمريكي. 

تركيا، التي كانت موضع إعجاب الإدارة الأمريكية، بوصفها تقدم نموذجا للإسلام المدني المتصالح مع الديمقراطية والعلمانية، حتى أن البعض في منطقتنا أسماه “الإسلام الأمريكي” ... تركيا التي أمل أوباماً تحويلها إلى “جسر بين الشرق والغرب”، تخضع لقيامة “زعيم فاشل واستبدادي”، في وصفه لرجب طيب أردوغان. 

تبلغ حالة الغضب بزعيم الدولة الأعظم، حد القول، أنه لم ينقصه سوى حفنة من الزعماء المستبدين والأغبياء. 

الوضع على الضفة الأوروبية، لم يكن أفضل حالاً ... انتقد تردد قادتها الكسالى و”مشتتي الذهن”، بمن فيهم ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني المقرب من واشنطن ... يريدون، شأنهم في ذلك شأن زعماء الشرق الأوسط، أن تخوض الولايات المتحدة الحروب نيابة عنهم، ودفاعاً عن مصالحهم وليس عن مصالحها القومية ... من دون أن يسهى عن تحميل القارة العجوز، مسؤولية الفوضى التي أعقبت إسقاط نظام العقيد معمر القذافي. 

صفحة مفتوحة لتسوية الحساب مع الحلفاء، يفتحها الرئيس الأمريكي حتى آخرها، نقرأها على صفحات “ذا أتلانتيك”، وما سها عنه الرئيس أو أحجم عن قوله بصراحته المعتادة، أتمه المساعدون والمستشارون والسفراء والخبراء، الذين وفروا مادة خصبة لجولدبرغ، ليصوغ ببراعة “مبدأ أوباماً”. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مبدأ أوباما» «مبدأ أوباما»



GMT 20:18 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 00:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل نحتاج حزبا جديدا؟

GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon