توقيت القاهرة المحلي 18:43:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أغنية لا تطرب أحداً

  مصر اليوم -

أغنية لا تطرب أحداً

عريب الرنتاوي

في مقالة لا تخلو من الطرافة والذكاء، صنّف الزميل جهاد حرب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الثمانية عشرة وفقاً لمعياري العمر و”سنوات الخدمة”، فكانت النتيجة على النحو التالي: ثلثهم، أي ستة أعضاء، “جدد”، تم تعيينهم في العام 2009 لم تمض على ولايتهم سوى ست سنوات فقط (صائب عريقات، حنان عشراوي، أحمد قريع، أحمد مجدلاني، صالح رأفت، حنا عميرة)... أربعة آخرون تم تعيينهم/ انتخابهم عام 1996 أي قبل عشرين عاما فقط، وهم (غسان الشكعة، زكريا الاغا، أسعد عبد الرحمن، رياض الخضري) ... أربعة آخرون قضوا 25 عاماً في عضوية اللجنة التنفيذية أي منذ تعيينهم في دورة المجلس الوطني عام 1991 وهم (محمود اسماعيل، على اسحق، عبد الرحيم ملوح، تيسير خالد) ... الأربعة الاخرون، أصحاب الرقم القياسي فهم: فاروق القدومي منذ العام 1969 (46 عاماً)، وياسر عبد ربه ومحمد زهدي النشاشيبي منذ العام 1974 (41 عاماً)، أما الرئيس محمود عباس فهو يحتفل هذا العام بعيد ميلاده الثمانين، ولم يمض على تعيينه في اللجنة التنفيذية سوى 34 عاما فقط.

أصغر أعضاء اللجنة التنفيذية سناً هما صائب عريقات واحمد مجدلاني ستون عاماً، وأكبرهم عمراً، أطال الله في أعمارهم جميعاً، هو محمد زهدي النشاشيبي سيُكمل قريباً عامه التسعين، وأغلب بقية الاعضاء تجاوزوا عتبة السبعين عاما... ونشتق بناء على معلومات الزميل حرب وبعد إذنه، أن متوسط أعمار أعضاء اللجنة التنفيذية بات يلامس الثمانين عاماً.

مثل هذه الصورة، تنهض كشاهد على عجز وشيخوخة المؤسسة الفلسطينية، وتفسر حالة الشلل التي تعيشها منظمة التحرير، أو بالأحرى، تعكس إرادة بعض الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية في “تهميش” منظمة التحرير وإضعافها وإبقائها في دائرة الترهل والموت السريري، ليسهل استبدالها بسلطة مكبلة بقيود الاحتلال ورازحة تحت نيره الثقيل، سلطة على مقاس الضفة وسلطة الحكم الذاتي بدل منظمة على مقاس الشعب الفلسطيني بأجياله المتعاقبة... يحدث هذا في مجتمع لا تقل نسبة الشباب والأطفال والفتيان فيه، عن السبعين بالمائة؟!

إذا كان أصغر أعضاء اللجنة التنفيذية سناً هما من مواليد ما بعد النكبة، فأين الجيل الثاني للنكبة في مؤسسات منظمة التحرير، وهو الجيل الذي خلق يوم دخل القدومي وعبد ربه وحتى ملوح وتيسير خالد في عضوية اللجنة التنفيذية... هؤلاء لا مطرح لهم في مؤسسات المنظمة وأطرها القيادية الهرمة، سيما وأن تركيبة المجلسين الوطني والمركزي للمنظمة، لا تختلف جوهرياً عن تركيبة اللجنة التنفيذية.

قبل أسابيع أثار عبد ربه زوبعة كبرى حول قرار إقصائه عن أمانة سر المنظمة، وتحدث عن خرق للقواعد والنظام الأساسي والتقاليد ... معلناً فشل مسار المفاوضات ونهاية طريق أوسلو .... لا نريد أن نعلق على مسألة “خرق القواعد والنظام”، لأنها خرقت يوم تعيينه وتعيين غيره كثر من القيادات ... ولا نريد أن نعلق على “فشل أوسلو”، طالما أن الرجل هو من عرابي هذا المسار وسدنته، وعندما بدا أنه مسار متعثر، هرب إلى الأمام وتقدم مع يوسي بيلين بـ “وثيقة جنيف” سيئة الذكر ... وسنكتفي بالسؤال: ألا تكفي 41 سنة في عضوية اللجنة التنفيذية؟ أما آن الترجل والرحيل... لقد تجددت قيادات العالم بأسره خلال هذه السنوات، إما بالموت الطبيعي أو بالانقلابات والمؤامرات أو عبر الوسائل الديمقراطية المعتادة ... هل من المعقول أن يبقى أحد في موقعه 41 عاماً (دع عنك القدومي ورقمه القياسي)؟ بل وأن يفكر بقيادة طريق جديدة ومرحلة جديدة؟ لكأنه قدر مكتوب على شعب عاقر لم تعد نساؤه قادرات على الإنجاب! ... من باب الانصاف، ليس هناك من بقي في السلطة طوال هذه الفترة سوى فرسان المنظمة الثلاثة (القدومي، عبد ربه والنشاشيبي) .

مسرحية سمجة تلك التي تجري فصولها في رام الله، لا تليق بالشعب الفلسطيني وتضحياته، لا توازيها في بؤسها، سوى التصريحات العنترية التي تأتي من غزة، كقنابل دخانية تغطي على “أوسلو 2” تجري حياكته على يد خياط ماهر: طوني بلير، ممثل إسرائيل في الرباعية الدولية، وممثل قطر في مشروع تأهيل حماس لحكم غزة، توطئة لحكم الضفة الذي طالب به الدكتور محمود الزهار بالأمس فقط ... لكأننا أمام ستارة ثقيلة تسدل على فصل طويل ومرير في عمر الحركة الوطنية الفلسطينية، لا ندري ما الذي سيأتي بعده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغنية لا تطرب أحداً أغنية لا تطرب أحداً



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon