توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شيطنة» روسيا وظاهرة «بوتين - فوبيا»

  مصر اليوم -

«شيطنة» روسيا وظاهرة «بوتين  فوبيا»

بقلم : عريب الرنتاوي

لم يصدرعن قيادة حماس ما يفيد بتدخل المخابرات الروسية، وبتوجيه من الكرملين وفلاديمير بوتين شخصياً، في سيرورتها، دعماً لإسماعيل هنية أو تعضيداً لمكانة يحى السنوار، وهذه من المرات النادرة مؤخراً، التي تُجرى فيها انتخابات ولا تتهم موسكو بالتدخل في عملياتها... واشنطن تقف على ساق واحدة تتبع آثار هذا التدخل، خصوصاً بعد الإقالة غير المسبوقة لمدير الإف بي آي، جيمس كومي... الانتخابات الفرنسية لم تخل من شبهة التدخل الروسي، خصوصاً بعد نشر ويكيليكس وثائق من حملة إيمانويل ماكرون... قبلها وبعدها، تطايرت التقارير والتكهنات التي تتناول تدخل أذرع الاخطبوط الاستخباري الروسي في كل انتخابات تقريباً.

آخر «الصرعات» التي قرأت عنها مؤخراً، ما ورد على لسان السياسي العراقي باقر جبر صولانج الزبيدي الذي استذكر بعد مرور ثلاث سنوات على آخر انتخابات برلمانية عراقية، بأن ثمة «شخصا روسيا» قدم إلى بغداد، الأرجح بتكليف من بوتين شخصياً، وبذل كل ما بوسعه من جهد، واستخدم كل ما بحوزته من موارد، من أجل تبديد 130 ألف صوت كان صولانج قد تحصّل عليها، ما أدى إلى خسارته المقعد الانتخابي.

أن يقوم الكرملين بالتدخل ضد هيلاري كلينتون لصالح دونالد ترامب، أمرٌ يمكن أن «يدخل العقل»، طالما أن الأولى تعمل بأجندة «مؤدلجة» مَثلها في ذلك مَثل رئيسها باراك أوباما على حد تعبير سيرغي لافروف... وأن تبدي تفضيلاً لمارين لوبان على أي من خصومها، فهذا أيضاً يمكن تفسيره، وإن كنا نفتقر للمعطيات الدالة على حقيقة التدخل الروسي في الحالتين الأمريكية والفرنسية.

لكن أن يكون الكرملين و»القيصر» في حالة قلق واضطراب من احتمال فوز صولانج في الانتخابات العراقية، وأن يكرسا ما يكفي من الوقت والجهد والموارد، لإسقاطه فهذا أمرُ عصي على الفهم والتصديق، ولا تفسير له خارج قاموس علم النفس ومفرداته وامراضه، ويمكن أن ندرجه كذلك في سياق تفشي ظاهرة «بوتين – فوبيا» التي تنتشر انتشار النار في هشيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاءات التي تجتاح العالم، وهي الظاهرة التي تصلح للاستخدام كـ «شمّاعة» يبرر بها كل مهزوم، هزيمته.

نحمد الله أن الزملاء ماجد الأمير وحسين العموش، لم يتهما المخابرات الروسية بالانتصار للنقيب الجديد للصحفيين الأردنيين راكان السعايدة... فإذا كان منع انتخاب باقر الزبيدي من الوصول إلى البرلمان، خدمة توفرها المخابرات الروسية لأصدقائها، فليس من المستبعد أن تقوم بتقديم خدمات مماثلة على مستوى انتخابات النقابات والبلديات واللامركزية وغيرها من استحقاقات تزدحم بها أجندة الأردن والأردنيين.

«بوتين – فوبيا» تكاد تكون تسونامي يجتاح الغرب... البحث دائم عن أصابع الرجل وأذرعه من دون توقف... حملات الشيطنة لروسيا والكرملين و»القيصر» لا تتوقف... مع إن الحرب العالمية انتهت، وصراع الإيديولوجيات حُسم... وروسيا لم تعد قاعدة ومركز الشيوعية العالمية، وهي ذاتها ليست شيوعية وحزبها الشيوعي يكاد لا يُلحظ في مجلس الدوما، أو في عملية صنع القرار والسياسة في البلاد.

قد تكون روسيا بعيدة كثيراً عن معايير كوبنهاجن لعضوية الاتحاد الأوروبي أو مقاييس الغرب للديمقراطية وحقوق الانسان، وهذا صحيح... لكن كثيرا من الدول الحليفة والصديقة للغرب، تقف على مسافة فلكية من هذه المعايير، ولا تثير انتباه الغرب أو تستجلب نقده، خصوصاً في واشنطن... بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، هم أكثرهم انتهاكاً لحقوق شعوبهم، ويكفي أن «ابنتها المدللة»، إسرائيل، وحدها في القرن الحادي والعشرين من لا تزال تمارس احتلالاً مباشراً، إجلائياً وإحلالياً ضد شعب آخر، وتفرض عليه أقذر القوانين العنصرية والتمييز العنصري، ومع ذلك يجري دائماً وضعها في مصاف الدول الحرة، وتتجدد عضويتها تلقائياً في «نادي الدول ذات القيم الحضارية المشتركة».

مواسم الانتخابات في العالم لا تتوقف، وهي تأتي تباعاً، والأرجح أن حفلات «شيطنة» موسكو، وطوفان الاتهامات بالتدخل في تقرير النتائج أو حرفها عن وجهتها ستتوالى، لكننا لم نكن نعتقد بأنها ستصل إلى العراق، وضد باقر صولانج شخصياً.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شيطنة» روسيا وظاهرة «بوتين  فوبيا» «شيطنة» روسيا وظاهرة «بوتين  فوبيا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon