توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار للأسرى يتطلب «التهدئة»على محاور الانقسام

  مصر اليوم -

الانتصار للأسرى يتطلب «التهدئة»على محاور الانقسام

بقلم : عريب الرنتاوي

عدوى الانقسام الفلسطيني المزدوج، انتقلت إلى الحركة الوطنية الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية ... خلافات فتح الداخلية، أبقت أكثر من نصف أسراها خارج دائرة الإضراب الذي قاده وأعلنه الأسير القائد مروان البرغوثي ... وصراع فتح – حماس، أقعد أسرى حماس عن المشاركة، عقاباً لفتح والسلطة على أسمته الحركة إجراءات عقابية بحقها في قطاع غزة، وبذريعة تفرد البرغوثي بالقرار ... بقية الفصائل تركت الأمر لأسراها، يقررون فردياً ما الذي يتعين فعله، مع حماس ظاهر لأسرى الجبهة الشعبية للمشاركة في الإضراب.

والحقيقة أن الحركة الوطنية الأسيرة، لم تكن يوماً بمنأى عن الخلافات والانقسامات الفلسطينية الداخلية، وإن كان قادتها يبذلون جهوداً مضاعفة من أجل تطويق هذه الخلافات وإبقائها خارج حدود السجون الإسرائيلية ... ولعبت الحركة الوطنية الأسيرة، دوراً من داخل الزنازين وخلف القضبان، في بلورة وثيقة للمصالحة الوطنية في العام 2006، اعتمدتها مختلف الفصائل كمرجعية من مرجعيات الحوار والمصالحة وكوثيقة مؤسسة للوحدة الوطنية.

لم تفقد الحركة الأسيرة، بريقها وتأثيرها، رغم الانقسامات، فقد ألهب الإضراب العام المفتوح الذي دشنه الأسرى تزامناً مع يوم الأسير الفلسطيني، موجة جديدة من المقاومة الشعبية للاحتلال، تعبيراً عن التضامن من الأسرى، وانتصاراً لقضيتهم ... والمرجح أن استمرار هذا الأضراب الذي مضى عليه عشرة أيام، سيرفع حدة المواجهات الشعبية مع الاحتلال والمستوطنين، كما سيرفع منسوب عمليات الطعن والدهس التي تحولت إلى أداة في متناول أيدي، كل ناقم على الاحتلال، ومقاتل في سبيل الخلاص من رجسه ( بل وحتى وسيلة لحل الخلافات الزوجية كما تزعم إسرائيل).

يشارك في الإضراب، أقل قليلاً من ربع الأسرى والموقوفين الفلسطينيين، فيما المعلومات تتحدث عن احتمال انضمام سجون جديدة، وفصائل جديدة، وأعداد إضافية من الأسرى للإضراب في قادمات الأيام ... الإضراب في حال استمراره وصموده، يطلق قوة جذب هائلة لضم المزيد من الأسرى لصفوفه، وإخراج ألوف الفلسطينيين إلى الشوارع والميادين، تضامناً مع الأسرى وانتصاراً لقضيتهم، التي هي في صلب وجوهر قضية التحرر الوطني الفلسطيني العام.

ولقد بدأت إرهاصات الإضراب وتداعياته، تتردد في جنبات الشتات الفلسطيني من جهة، وفي أوساط القوى الصديقة والحليفة وأنصار شعب فلسطين ونشطاء المقاطعة في العالم من جهة ثانية، وعلى نحو متسارع، فتأخذ قضية الأسرى بعداً دولياً مقلقاً، من المتوقع أن يتصاعد ويتضاعف في الأيام المقبلة، فيما تقف الدعاية الصهيونية الاحتلالية عاجزة عن تمرير روايتها عن الأسرى بوصفهم مجرمين وقتلة وإرهابيين.

وفي مواجهة محاولات نتنياهو، التي تلقفها جيسون جرينبلات، لتجريم الأسرى وشيطنتهم، ووسمهم بالإرهاب، فرض المناضلون خلف القضبان إيقاعهم الخاص على السلطة والقيادة والفصائل والشعب ... وبرهنوا من جديد، أن مكانتهم في أوساط شعبهم، تكاد تلامس ضفاف “القداسة”، وأن كل محاولات الشيطنة، ووقف المخصصات عن أسرهم، وتصوير الدفاع عنهم كتشجيع على الإرهاب، ستسقط سقوطاً ذريعاً ومدوياً، مهما كانت ضغوط حكومة الترويكا العنصرية، ومواقف إدارة ترامب الأكثر انحيازاً لإسرائيل.

وليس بعيداً عن الاحتمال، أن تشعل ثورة السجون إن اتسعت والتحق بها آخرون واستمرت، ثورة شعبية خارجها، فكل الأسباب التي تدفع الشعب الفلسطيني للثورة والانتفاض، كامنة وتتفاعل تحت السطح، وربما توفر السجون الإسرائيلية، الشرارة التي قد تشعل حريقاً.

وآمل أن تتخذ قيادة الفصائل والسلطة، وبالذات، طرفي الانقسام، قراراً بالتهدئة ووقف إطلاق النار الإعلامي والسياسي، أقله طيلة فترة الإضراب، وأن تتفق جميعها على طرح خلافاتها جانباً، والعمل بشعار “لنتحد في الميدان” الذي سبق للفلسطينيين أن طوره بطريقة مبدعة، في انتقاضات وإضرابات سابقة، و”الميدان” هنا ليس السجون فحسب، بل الساحات والميادين وخطوط التماس مع المستوطنات والحواجز الإسرائيلية ... ليس الوقت لتصفية الحسابات، ولا لمعاقبة أحد، ولا لإعلان احد أو إقليم، متمرداً أو خارجاً عن الشرعية، الوقت فقط لدعم الإضراب وإسناد المضربين، وترديد صدى صرختهم المدوية، على مختلف خطوط التماس مع الاحتلال والاستيطان.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار للأسرى يتطلب «التهدئة»على محاور الانقسام الانتصار للأسرى يتطلب «التهدئة»على محاور الانقسام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon