توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيري في عمان ... الأسـرى وتمديد المفاوضات

  مصر اليوم -

كيري في عمان  الأسـرى وتمديد المفاوضات

عريب الرنتاوي

لن نعرف قبل أن يصبح هذا المقال بين يدي القراء الأعزاء، ما الذي جاء بالسيد جون كيري على عجل، وما الذي حدا به لاقتطاع وقت ثمن من أجندته المزدحمة بالاستحقاقات الروسية والأوكرانية والكورية والإيرانية والسورية، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومهاتفة نتنياهو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، حول آخر المستجدات المتصلة بمهمته وبـ “اتفاق الإطار” الذي يسعى في “استنباطه” من بين خطوط التماس صعبة ومعقدة، التي تفصل ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. نعرف أن المهلة الزمنية لمهمة الرجل شارفت على الانتهاء، من دون أن يتوصل إلى “اتفاق صلب” لتمديدها، مع أن تمديد المهمة، بات أمراً مرجحاً، حيث البحث يدور حول الشروط والشروط المقابلة لهذا التمديد، وليس حول فكرة التمديد ذاتها، بخلاف ما كان يُقال ويُزعم، وأن الرجل يريد أن ينتزع هذه الورقة من الجانبين قبل أن يفوت الأوان، ويشرعا في تنفيذ إجراءاتهما “أحادية الجانب”، مع إن إسرائيل لم تتوقف عن ممارساتها العدوانية والاستيطانية، أحادية الجانب بطبعها وطبيعتها، ولو للحظة واحدة، قبل المفاوضات وبعدها. ونعرف أيضاً، أن الرجل أخفق حتى الآن على الأقل، في تجسير الفجوات الواسعة التي تباعد ما بين الفريقين، وتقريباً حول جميع ملفات الحل النهائي، من الحدود والترتيبات الأمنية، إلى القدس والاستيطان، وليس انتهاء باللاجئين و”يهودية الدولة” والمياه والسيادة إلى غير ما هنالك من عناوين. ونعرف فوق هذا وذاك، أن مناخات التصعيد في العلاقات بين الطرفين المصطرعين، تصاعدت في الآونة الأخيرة، ميدانياً وسياسياً، فمهمة الوزير كيري لم توقف الشهية التوسعية الاستيطانية لإسرائيل، ولم تمنع الدولة العبرية من مواصلة عمليات التهويد الزاحف في القدس والمقدسات، كما أنها لو توقف آلة القتل الإسرائيلية عن استهداف المدنيين الأبرياء، ودائماً بنفس الحجج والذرائع، وفي الضفة الغربية المحتلة كما في قطاع غزة المحاصر. آخر فصول التصعيد في الموقف الإسرائيلي، جاءت على ألسنة كبار المسؤولين الإسرائيليين، الذين ذهب كثيرون منهم إلى إعلان رفضهم إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، بعضهم وضع شروطاً مسبقة لفعل ذلك، لكأنه يريد أن يبيع الفلسطينيين البضاعة ذاتها مرتين، مع كل الاحترام والتقدير للأسرى والمعتقلين، وهذا دائب إسرائيل على أية حال ... تنتزع التنازلات من الجانب الفلسطيني، مقابل وعود واستحقاقات لا تلتزم بها ولا تفي بتعهدات تنفيذها، وحين تجد نفسها مرغمة على الوفاء ببعضها، تطالب بأثمان إضافية، لكأن ما سبق دفعه من أثمان بات في باب تحصيل الحاصل، و”يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد”. هذا التصعيد السياسي الإسرائيلي، الذي جاء مباشرة بعد قمة أوباما – نتنياهو في واشنطن قبل عدة أسابيع، تزامن مع تصعيد ميداني على الأرض، تمثل في اجتياح مخيمي جنين وعايدة، وتشديد القبضة الأمنية على القدس والضفة، وتصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، وإحكام الحصار والإغلاقات. في مثل هذه المناخات المشحونة، والباعثة على انعدام الثقة بفرص مهمة كيري في النجاح، وعلى وقع عقارب الساعة التي تكاد تلامس اليوم الأخير لمهمة الوزير الأمريكي، يأتي جون كيري في مسعى لإنقاذ مهمته، والأهم في مسعى لتمديد المهل الزمنية الممنوحة له، فليس من الجائز لا أمريكياً ولا دولياً وإقليمياً، ولا فلسطينياً وإسرائيلياً، إعلان فشل الوزير الأمريكي، فإعلان كهذا سيطرح وبقوة سؤال: ماذا عن سيناريو اليوم التالي؟ نحن إذاّ، بإزاء مهمة طوارئ، أو زيارة عاجلة يقوم بها كيري لإنقاذ مهمته، في ربع الساعة الأخير ... فإذا كانت قمتا أوباما – نتنياهو، وأوباما عباس في واشنطن، لم تنجحا في التوصل إلى “اتفاق الإطار” المنشود، فهل ستنجح زيارة خاطفة إلى عمان، محشورة بين جداول أعمال مزدحمة، في إحراز الاختراق المطلوب؟ ... وعن أي اختراق نتحدث، وهل يتصل الأمر بتمديد المفاوضات أم بصوغ خلاصاتها الختامية؟ أغلب الظن، أن المسألة تتصل بتمديد المفاوضات، وتيسير إطلاق سراح آخر دفعة من المعتقلين المقررة يوم بعد غدٍ السبت أو الأحد الذي سيليه، فيما لم يتبق من مهمة كيري سوى أسابيع أربعة، يعرف القاصي والداني، أنها أضيق من أن تكفي لجسر الفجوات وتحقيق الاختراق. وسوف نرى قريباً، على أي أساس سوف يتم التمديد للمفاوضات، وما الذي سيحصل عليه الفلسطينيون في المقابل، وفي ظني أن الأمر لن يتعدى مرة أخرى، إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى، أما الاستيطان، فلم تنفع كل الضغوط الفلسطينية والإقليمية والدولية حتى في وقفه، بل رأينا كيف تسارعت وتيرته في أشهر المفاوضات الثمانية الفائتة، وإن غداً لناظره قريب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيري في عمان  الأسـرى وتمديد المفاوضات كيري في عمان  الأسـرى وتمديد المفاوضات



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon