توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وهل أولى من «الأقصى» بالخدمة والرعاية؟!

  مصر اليوم -

وهل أولى من «الأقصى» بالخدمة والرعاية

عريب الرنتاوي

لا يكاد يمضي يوم واحد، من دون أن تقوم سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين المتطرفين، بتنفيذ اعتداء أو أكثر على المسجد الأقصى، حتى أن أخبار هذه الاعتداءات باتت روتينية، ولم تعد تحظى بما تستحق من التغطيات الإعلامية والصحفية ... أخبار الاشتباكات في «حرستا» السورية، تقدَّم في كثير من الصحف العربية، على أخبار العدوان الواسع الذي شنه المحتلون والمستوطنون، على المسجد، وتسبب في سقوط عشرات الجرحى من الفلسطينيين «المرابطين» في حرمه وردهاته وباحاته الطاهرة. لكأن إسرائيل، تريد لنا أن نعتاد على أخبار الانتهاكات، حتى إذا جاءت لحظات الانقضاض على المسجد والإطاحة به، كان الرأي العام العربي والإسلامي، مهيأ تماماً لسماع هذا الخبر والاعتياد عليه ... عندها من المنتظر أن ترتقي التغطية الإعلامية إلى مانشيت على ثمانية أو ستة أعمدة وربما على أربعة فقط، إن كان الحدث تزامن مع معركة كبيرة في الرستن أو تلبيسة. العرب الرسميون، ملّوا من الإدانات والاستنكارات، حتى أنهم ما عادوا يكررونها من جديد ... مجالس الوزراء التي تجتمع برئاسة هذا الزعيم أو ذلك، تكتفي بإدانة ما يفعله نظام الأسد بشعبه، أو الجرائم التي تقارفها «بوكو حرام» ضد المدنيين العزل في أبوجا ... لا أحد يكترث بما يجري في الأقصى، فلكل أولوياته الطاغية على ما كان يُعرف ذات يوم باسم»: قضية العرب المركزية الأولى. حسناً، لقد ثبت أن كافة وسائلنا في الدفاع عن الأقصى، والتصدي لمحاولات إسرائيل المتكررة الاعتداء عليه (لم تعد محاولات، بل فعل يومي همجي متكرر)، ليست كافية ولا فعّالة ... لم تنفع معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية وما تضمنته من نصوص تؤكد «الرعاية الهاشمية للأقصى والمقدسات» في حفظ هذه المقدسات والحيلولة دون تدنيسها ... لم ينفع الاتفاق الأردني – الفلسطيني في فعل ذلك، ولِمَ ينفع طالما أن إسرائيل ليست طرفاً ... ولم تكبح مهمة كيري ولا المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، الاحتلال وقطعانه، عن المضي في سياسات التهويد والتدنيس و»الأسرلة». أما الدليل على ذلك، فيتجلى على الأرض، وليس على الورق، ورق المعاهدات والاتفاقيات المبرمة ... العدوان بات فعلاً يومياً شائناً ... والجرائم لا تنقطع من تدنيس واعتداء وتغيير معالم وحفريات ومنع صلاة وتطويق وحصار إلى غير ما هنالك من وسائل عجز النازيون عن اجتراح مثيلات لها ... ولقد بات علينا، إن كنّا معنيين حقاً بكسب معركة الأقصى والمقدسات، أن نفكر «خارج الصندوق» وأن نعيد تقييم وتقويم وسائلنا وأدواتنا، بعد أن تأكد للقاصي والداني، أنها سلاح مثلوم. وحدهم الفتية الذين آووا إلى مسجدهم، يذودون عنه وعن رمزيته الوطنية والقومية والإسلامية، هم الذين ينغّصون على المعتدي فرحته بقطف ثمار عدوانه ... هؤلاء، رجال ونساء، يتصدون بصدورهم العارية، وحجارتهم «المهربة» إلى صحن المسجد، لآلة القمع والهمجية، ويعملون على الإطاحة بأهدافه الوقحة ومراميها الشريرة ... لكل هؤلاء، المجد والاحترام ... سلمت سواعدهم، فهو ينوبون عنّا جميعاً، نحن الذين قررنا الانصراف إلى هموم أخرى، ويوميات مختلفة. أمس رأيت سيدة ثلاثينية، تتدافع مع عدد من الجنود الصهاينة، الذين يختبئ خلفهم ويحتمي بهم، رهط من المستوطنين الوقحين، ما كان منها وقد أعيتها الحيلة، سوى أن قذفت الجندي بحقيبة يدها، بما فيها ... لقد جعلت منها حجراً ورصاصة، وأطلقتها في وجه الغزاة والمستعمرين ... تحية لتلك السيدة التي لا أعرف اسمها.  على أية حال، هي مسؤوليتنا جميعاً، ابتداء بالسلطة والفصائل والحركة الوطنية الإسلامية، وأهل الضفة الغربية والقدس ... بيد أن أحداً في العالم العربي والإسلامي، لا يحق له أن يدّعي أنه لا يعرف ... أو أنه متخفف من أوزار الخطيئة الأكبر، بترك المسجد نهباً لـ»الأقدام الهمجية» ... وعلى هؤلاء جميعاً أن يستذكروا أن الأقصى جزء من منظومتهم العقيدية ... لا يعفيهم من المسؤولية إن كانوا سنةً أو شيعة، ، ... الأقصى لهم جميعا إن كانوا مسلمين الاولى بالرعاية والخدمة والحرية والخلاص  وهم مقتدرون فعلاً، وإن كان ينطبق عليهم بيت الشعر العربي الشهير: أسد عليّ وفي الحروب نعامة ... هم أسود وفحول على بعضهم البعض، وفي حروب «داعش والغبراء» ... لكننا لم نر أثراً لفحولتهم في الدفاع عن المسجد الأسير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهل أولى من «الأقصى» بالخدمة والرعاية وهل أولى من «الأقصى» بالخدمة والرعاية



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon