توقيت القاهرة المحلي 11:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السودان... «خط التماس» الجديد بين المحاور

  مصر اليوم -

السودان «خط التماس» الجديد بين المحاور

عريب الرنتاوي

السودان، أكثر من غيره من دول المنطقة، يقع على نقطة تقاطع ساخنة، بين المحاور والمعسكرات العربية والإقليمية والدولية ... حتى ان التطورات الداخلية الأخيرة فيه (مبادرة البشير، عودة الترابي إلى حضن النظام، قبول المهدي بمبادرة الحوار وإن كان تعهد بألا يرتدي عباءة الإخوان)،ما كان لها أن تتم وأن تتفاعل على هذا النحو المتسارع، لولا ارتباطها بالتطورات الإقليمية المحيطة بهذا البلد. ثمة من يربط المصالحات والمبادرات، بتداعيات ما حدث في مصر منذ الثلاثين من يونيو الفائت، والمخاوف التي تثيرها الحملة الإقليمية على الإسلاميين والإخوان بخاصة، لدى بعض أوساط السلطة والمعارضة على حد سواء ... لهذا جاءت المبادرة الرئاسية، ولهذا تجاوب معها خصوم الأمس، وأشد خصوم النظام انتقاداً له. وثمة من يؤشر بأصابع الاتهام إلى دور قطري وازن، والهدف ترتيب البيت السوداني الداخلي، بدءاً بترتيب البيت الإسلامي الصديق لقطر، من جهة ثانية. مثل هذه التطورات، تزعج بلا شك محوراً آخر في المنطقة، وهو المحور السعودي – المصري – الإماراتي، الذي بدأ يصدر إشارات دالة على عمق استيائه من التطورات الداخلية في السودان، والتقارب مع قطر، ومن خلفها أنقرة وتيار الإخوان الأعرض في المنطقة، ردت عليه دول خليجية بحملة تضييق على تحويلات العمالة السودانية، وربما بما هو أبعد من ذلك بعد حين ... ويضاف إلى ذلك، ما يُشاع عن تقارب كبير من الخرطوم وأديس أبابا، الأمر الذي يثير قلقاً مصرياً على خلفية “أزمة سد النهضة”، وهو ما ردّت عليها مصر، بتعزيز علاقاتها مع جوبا، وانفتاحها على أطراف سودانية معارضة، ورافضة للحوار ومبادرة البشير... في المقابل، ثمة محور ثالث، ينظر للسودان بكثير من الاهتمام، وأعني به محور إيران وحلفائها ... طهران تعزز علاقاتها مع الخرطوم، وهي ترى في السودان، بوابة لدورها الإقليمي في أفريقيا، وطريقاً التفافياً للوصول إلى “الصراع العربي – الإسرائيلي” عبر بوابة غزة وحركات المقاومة فيها (حماس وبالأخص الجهاد) ... وثمة فائض من المعلومات التي تتحدث عن تعاون متعدد المجالات بين الخرطوم وطهران، وهذا بدوره يثير حفيظة دول المحور السابق، فضلاً عن أطراف إقليمية ودولية أخرى. من أبرز هذه الأطراف، إسرائيل، التي تنظر بقلق واهتمام لمجريات الوضع السوداني الداخلي، ولتطور علاقات الخرطوم مع إيران بشكل خاص، وربما لهذا السبب أنشأت “وحدة عمليات العمق” التي تعنى بجمع “الاستخبارات” عن علاقات التسلح والتسليح بين إيران والسودان، ووجود حماس والجهاد، وحكاية تهريب السلاح الإيراني إلى القطاع ... وثمة مسلسل من العمليات الإسرائيلية في الداخل السوداني، تعكس هذه الهواجس. في غمرة الأحداث التي تشهدها المنطقة، لا يحتل السودان مساحة هامة من التغطيات الإعلامية ... بيد أن هذا البلد، يتحول شيئاً فشيئاً إلى “خط تماس جديد” بين المحاور والعواصم الإقليمية المتناحرة، مثل غيره من الدول والساحات العربية، وربما أكثر من غيره ... ومن المتوقع للمرحلة القادمة أن تشهد اختلالاً في حالة التوازن التي نجحت الخرطوم في حفظها والحفاظ عليها، بين مختلف المحاور والمعسكرات، فحالة الاستقطاب في المنطقة، تجعل محاولات حفظ التوازن في العلاقات والاتزان في المواقف، أمراً بالغ الصعوبة. " نقلًا عن جريدة الدستور الأردنية"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان «خط التماس» الجديد بين المحاور السودان «خط التماس» الجديد بين المحاور



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon