توقيت القاهرة المحلي 11:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغرب إذ يشيح بنظره عن «الإخوان»

  مصر اليوم -

الغرب إذ يشيح بنظره عن «الإخوان»

عريب الرنتاوي

ثمة ما يوحي بحدوث انقلاب في النظرة الغربية عموما، لحركات الإسلام السياسي على اتساعها، وليس تيار “السلفية الجهادية” وحده، وما صدر مؤخراً من مؤشرات، يوحي بأن “شهر العسل” الإخواني الغربي، سيكون أقصر مما ظنه، وراهن عليه كثيرون. واشنطن تعيد علاقاتها مع النظام المصري الجديد، وتستأنف مساعداتها العسكرية للجيش، بالرغم مما قيل عن “انقلاب عسكري” حدث في الثالث من تموز/ يوليو الماضي ... أما طوني بلير، فهو يذهب أبعد من ذلك، إذ يرى أن نجاح نظام السيسي، بات شديد الارتباط والمساس بالمصالح الغربية. بلير، قدّم قبل أيام “مطالعة فكرية” في لندن، من ضمن ما جاء فيها أن “الإسلام الراديكالي” بات التهديد الأخطر للغرب والمجتمع الدولي، وهو يسخر من النظر للتمايز بين الإخوان والجهاديين بوصفه اختلاف بين وجهتي نظر، ويرى عوامل الارتباط والتداخل بين المدرستين، بصورة أكثر وضوحاً من عناصر التمايز والاختلاف. يأتي ذلك في ظل حديث بريطاني عن “تحقيق” في مكانة الإخوان وموقعهم على بريطانيا، وما إذا كانت الجماعة متورطة في “أعمال إرهابية” أم لا .... كما تتزامن تصريحات بلير مع تصريحات لديفيد كاميرون، ومن بعد جاك سترو، أظهرا فيها ضيقاً بميل الجاليات الإسلامية في بريطانيا، لـ “أسلمة” المجتمع، والنظر بدونية لأبناء الأديان الأخرى والنساء، وإصرار هذه الجاليات على نقل “نظام حياتها وتقاليدها ومعتقداتها وطرائقها” إلى بريطانيا. مشكلة الإسلاميين، ليست مع بريطانيا أو فيها وحدها ... فرنسا أصدرت “سلسلة” من التشريعات التي تحد من حركة الجماعات الجهادية، وهي تبدو مستنفرة لمواجهة هذا الطوفان الجهادي على الأرض الفرنسية والأوروبية ... وبعد أسبوعين، سيلتئم اجتماع وزاري لتسعة وزراء أوروبيين، وبمشاركة أردنية ومغربية وتونسية ومصرية، بمبادرة من وزيرة الداخلية البلجيكية النشطة في هذا الحقل، والعنوان الرئيس هو “محاربة الإرهاب الراديكالي الإسلامي”. وتمتد تأثيرات هذا التحول في “المزاج” الغربي إلى سوريا ... بلير، ومن قبله أوباماـ كانا شديدي الحذر والتحذير من مغبة انتقال السلاح “الكاشر للتوازن” إلى الأيدي الخطأ ... ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، كان شديد الوضوح لجهة الدعوة لحل سياسي للأزمة السورية، حتى وإن اقتضى الأمر الإقرار ببقاء الأسد لعدة سنوات قادمة. وثمة في أوساط بعض مؤسسات البحث والتفكير الغربية، ما يشبه “عودة اليقظة والحذر” من جماعات الإسلام السياسي بصفة عامة، فيما المؤسسات اليمينة التي لم تؤيد “الانفتاح” الأمريكي الأوروبي على بعض هذه الجماعات، عادت لتمارس ترويجها للأفكار والمقترحات السابقة للربيع العربي... حتى أن طوني بلير مثلاً، دعا لتجاوز الخلافات الأمريكية الغربية مع كل من الصين وروسيا، من أجل حشد الجهود لمواجهة التهديد الإسلامي المشترك. لم تصل أوروبا ولا الولايات المتحدة، للحظة وضع كافة تيارات الإسلامي في سلة واحدة، ما زال التمييز قائماً بين إسلام معتدل وآخر راديكالي أو إرهابي ... لكن الجديد في نظرة الغرب هذه المرة، أن أصابع الاتهام، بدأت تتجه لجماعة الإخوان بصفتها بيئة منتجة “للإسلام الراديكالي”، وهذا أمر يفتح الباب على مصراعيه، أمام شتى السيناريوهات والاحتمالات. بعض هذه التغييرات في المواقف الأمريكية، إنما يعود لفشل “الإخوان المسلمين” في تظهير مواقفهم الفكرية والسياسية المناهضة للإرهاب، وميلهم الدائم في “تفسيره” و”تبريره” من خلال إلقاء اللائمة باستمرار على “الأسباب” و”المسببين” ... لكن المراقب عن كثب لتحولات المواقف الغربية، لا يستطيع أن يتجاهل الأثر الذي أحدثته ضغوط عواصم عربية كبري، في إحداث هذا التغيير ... فثمة عمليات ضغط، منهجية ومنتظمة لم تنقطع منذ اندلاع ثورات الربيع العربي. وفي ظني أن التيار الإخواني بشكل خاص، مطالب اليوم، بتدارك ما يمكن إدراكه ...وعدم الاكتفاء بالنظر لهذه التحولات من زاوية أنها “لن تقدم أو تؤخر” ... آن أوان “تظهير” الخطاب وتبديد ما تشوبه من “مساحات رمادية” سواء في النظر لأتباع الديانات الأخرى والأقليات والنساء، أو ما اتصل منها بعلاقاتها مع الجماعات الجهادية، واستئصال أية فكرة أو محاولة، لتوظيف هذه الجماعات، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لتحقيق أغراض سياسية ... ما يجري في مصر، أعطى صورة سلبية جداً، ليس عن الجماعات التكفيرية فحسب، بل وعن أداء جماعة الإخوان كذلك. "نقلًا عن جريدة الدستور الأردنية"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرب إذ يشيح بنظره عن «الإخوان» الغرب إذ يشيح بنظره عن «الإخوان»



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon