توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقل الكلام

  مصر اليوم -

أقل الكلام

عريب الرنتاوي

العلاقات الإيرانية – السعودية، ستكون في قلب جدول الأعمال الحافل لزيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الأولى منذ توليه مهام منصبه لإيران، إلى جانب العديد من الملفات الثنائية والإقليمية ... والمرجح أن “المساعي الكويتية”، إلى جانب جهود الوساطة العُمانية، ستؤتي أوكلها، وستسهم في “تطبيع” العلاقات على ضفتي الخليج العربي/ الفارسي.
لا مشكلة بين إيران وأربعة من دول الخليج الست ... علاقات طهران جيدة بكل من مسقط والكويت والدوحة وأبو ظبي، برغم قضية الجزر التي تخص الإمارات، فالتبادل التجاري على أشده، والعلاقات السياسية نشطة في شتى الاتجاهات ... إيران تحتفظ بعلاقات متوترة مع السعودية على خلفية “التنازع على النفوذ إقليمياً”، فيما البحرين تشكو من تدخل إيراني في شؤونها.
وإذ لعبت مسقط دوراً مبادراً في احتضان أولى محاولات التقارب الأمريكي – الإيراني، فقد أتبعت ذلك بمحاولة لتجسير فجوات المواقف والسياسات التي تباعد ما بين الرياض وطهران، لكن المصادر المختلفة، تؤكد أن الرياض تبدي ارتياحاً أكبر للوساطة الكويتية المنسّقة معها، فيما مشاعر “العتب” ما زالت تعتمل داخل مؤسسة صنع القرار السعودي على السلطنة، التي لم تضع الرياض في صورة وساطتها بين واشنطن وطهران، إلى أن أنجزت الوساطة أغراضها، وخرجت إلى العلن، عن طريق تسريبات أمريكية بالأساس، وليست عُمانية بكل تأكيد.
اليوم، ثمة آمال كبيرة على زيارة الأمير الكويتي لإيران، ليس لأن ملف العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران هام بذاته فحسب، بل بالنظر لما سيحدثه أي تقارب إيراني – سعودي من أثر، على مختلف ملفات المنطقة وأزماتها، بدءً بالبحرين واليمن، مروراً بالعراق وانتهاء بسوريا ولبنان ... والمؤكد أن الخبرات التي “تكتنزها” الدبلوماسية الكويتية، في الوساطة والمساعي الحميدة، والتي تعود بجذورها إلى سبعينيات القرن الفائت وثمانيناته، ستساعد الأمير في مساعيه الحميدة.
لقد لعبت الكويت دوراً مبادراً لاحتواء النزاع الخليجي – الخليجي، وتحديداً بين الدوحة من جهة وكل من الرياض وأبو ظبي من جهة أخرى ... صحيح أن المياه لم تعد إلى مجاريها بعد إلى المنظومة الخليجية، لكن من دون الوساطة العمانية – الكويتية، لربما كان مجلس التعاون الخليجي برمته اليوم، صفحة في كتاب التاريخ.
والدور الكويتي الحالي، يستند إلى إرثٍ كبير لطالما لعبته الدبلوماسية الكويتية قبل غزو العراق للكويت، فقد كان وزير خارجيتها المخضرم، أميرها الحالي، حاضراً في مختلف الصراعات والنزاعات العربية البينية: تدخل لرأب الصدع بين الأردن ومنظمة التحرير، تدخل للوساطة في الحرب الأهلية اللبنانية ... لعب أدوراً هامة في تعزيز العمل العربي المشترك، ولطالما تصدر اسمه صفحات الجرائد نشرات الأخبار ... لكن دبلوماسية “رجل المطافئ” الكويتية النشطة، تعرضت لانكفاءة وانتكاسة، بعد احتلال الكويت ... وها هي بعد أربعة عشر عاماً على الغزو، تستعيد بعضاً من لياقتها القديمة، وتقتحم بعض ملفات التأزم والتأزيم المقفلة.
ليست المهمة سهلة بالطبع، فما بين البلدين الخليجيين الكبيرين، ثمة صراع على النفوذ والقيادة في المنطقة والعالم الإسلامي، تغذيه إيديولوجيات متنافرة، وتطيل في أمده، أزمة ثقة عميقة بين الجانبين، وتحقنه محاولات متكررة لرأب الصدع، باءت جميعها بالفشل، أو توقفت عند حدود معينة.
انتعاش القوة الإيرانية، الذي بلغ ضفافاً غير مسبوقة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، واغتيال الحريري وحرب تموز في لبنان العام 2006 ونجاح حماس في الانتخابات الفلسطينية في العام نفسه، أثار قلقاً ومخاوف سعودية وخليجية وعربية واسعة وعميقة ... وساعد على إذكائها، توجه أمريكي – أوروبي، وضع في صدارة أولوياته، احتواء إيران ومنعها من التمدد وامتلاك عناصر القوة والاقتدار ... وهذا ما أفضى إلى استدامة الكثير من الأزمات الإقليمية وإخفاق محاولات إيجاد حلول سياسية وتفاوضية لها.
في المقابل، تنظر طهران بعين الريبة والاتهام، لدور المملكة في تدعيم الحلف المناهض لها ولحلفائها،  في مختلف ساحات انتشار النفوذ الإيراني من دون استثناء.
اليوم، يبدو المشهد مغايراً ... الغرب يتجه للمصالحة مع إيران، وواشنطن تحث الرياض على “تطبيع” علاقاتها بطهران، بعد أن باءت معظم إن لم يكن جميع محاولات “قصقصة” أجنحة طهران بالفشل ... لكن الخلافات بين الجانبين ما زالت عميقة، وهبوط الرياض عن شجرة مطالبها، عالية السقوف، ليس بالمهمة السهلة، في بلد اعتاد التحرك والاستدارة ببطء شديد ... لكن مع ذلك، فإن فرص نجاح المساعي الكويتية تبدو كبيرة، بل وكبيرة جداً في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية، وفي ظني أن الأمير صباح ما كان ليجازف بتحمل هذا العبء، لولا ثقته العالية بارتفاع حظوظ النجاح لمسعاه ووساطته.
"الدستور"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقل الكلام أقل الكلام



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon