توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي

  مصر اليوم -

المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي

عريب الرنتاوي


المحاور المصطرعة في المنطقة، المختلفة على كل شيء تقريبا، تكاد تلتقي حول حالة “عدم الارتياح” من مواقف المجتمع الدولي من أزمات المنطقة ... الاجتماعات الأخيرة لدول التحالف حول سوريا والعراق، نظرت إليها دول المنطقة بعيون مختلفة: محور طهران  - دمشق عدّها “محاولة ابتزاز” مكشوفة هدفها انتزاع تنازلات من الدكتور حيدر العبادي وحكومته في الشأن الداخلي العراقي وإمعاناً في تضييق الخناق على نظام الأسد ... في المقابل رأت دول التحالف التركي - السعودي - القطري في المقررات الختامية للاجتماعات، استمراراً في سياسة المماطلة وموقف “اللاموقف”. لكن التفكير ملياً في المشهدين المعقدين في كلٍ من سوريا والعراق يفضي لا محالة، إلى استنتاج مغاير، ذلك أن أي توسع أو توسيع لعمليات التحالف الدولي أو حلف شمال الأطلسي ضد تنظيم الدولة ومن يؤازره من فصائل على صورته وطرازه، ومن دون أن تتوفر للعراق حكومة ومؤسسات أمنية وعسكرية ممثلة “للكل” العراقي، فإن الحلف والتحالف سيظهران بوصفهما “ميليشيا مذهبية” مصطفة إلى جانب ميليشيا “الحشد الشعبي” المثيرة للخلاف والانقسام ... وهذا أمرٌ لن تقبل بها أي من القوى الفاعلة إقليمياً ودولياً ... جذر الخلل الذي يعرقل فرص تدخل دولي فاعل إنما يكمن في “خلل النظام” بنيةً وتركيبةً ومؤسسات. والمؤكد أنه  لا أحد يرغب بأن يكون المدافع عن نظام الأسد في مواجهة خصومه الكثر ... ولو أن هذا النظام “سهّل فرص بناء توافقات وطنية عريضة، ونجح في استقطاب أو تحييد فصائل وشخصيات عديدة من المعارضة الوطنية المستقلة، لكان من السهل عليه وعلى حلفائه، النجاح في استجرار مساعدة دولية أنجع في التصدي لإرهاب داعش وأخواتها ... لكنه لم يفعل، حتى أن صدره ضاق برجاء الناصر ولؤي حسين وَعَبَد العزيز الخير. على المقلب الآخر لخريطة المحاور والتحالفات، تبدو الصورة معكوسة تماماً ... أجندات خصوم النظام السوري و”كارهي” النظام العراقي، تجعل مهمة الحلف والتحالف صعبة للغاية، وتبقيه على مسافة واضحة من هذه الدول ... ليس لإنهما على وئام مع بغداد ومشق، بل لأنهما يدركان أتم الإدراك، أن مواقف هذا “الثالوث” الإقليمي محكومة بنزعات مذهبية، وأن اجندته    المشتركة تنهض على قاعدة “التغيير وإن على يد الشيطان”، وأن أدواته للتغيير في البلدين المذكورين تشتمل على “القاعدة” و”النصرة” ولا تستبعد “داعش” أو تسقطها من المعادلة. ومن دون أن تتقدم هذه الدول الثلاث بتصورات ورؤى واقعية لمستقبل البلدين (سوريا والعراق)، يضع في صدارة أولوياته الحرب على الإرهاب، فليس من المحتمل جسر الفجوات وبناء قاعدة من التوافق تضع مواقف الإقليم والمجتمع الدولي على سكة الانسجام والتناغم، بدل الاستمرار في تبادل الشكوك والاتهامات والملامة. والحقيقة أن الفجوة بين الحلف والتحالف من جهة وبقية محاور المنطقة وأحلافها من جهة ثانية، ما زالت على اتساعها ... بل ويمكن القول أنها تظهر في اليمن كذلك، وبصورة لا تقل فداحةً ... واشنطن ومعها مجموعة وازنة من الدول، أيدت وتؤيد “التهدئة” و”الحل السياسي”، وبصورةٍ أغضبت وتغضب السعودية وتحالف “عاصفة الحزم” ... في المقابل تبدي طهران وحلفاؤها ميلاً واضحاً لاتهام واشنطن بالضلوع في الحرب السعودية على اليمن... أما الخلاصة، فلا أحد راضٍ على أداء المجتمع الدولي الذي يقف مشلولاً أمام هول الكوارث السياسية والأمنية والسياسية آلتي تعصف بهذه الأقطار.     من دون عملية ونظام سياسيين متوازنين في العراق .... من دون عملية انتقال في سوريا توسع دائرة المشاركة والتمثيل .... من دون الاحتكام للمبادرة الأممية في اليمن، ليس من المتوقع، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع، بأن يكون هناك تغيير في استراتيجيات الحلف “الأطلسي” والتحالف “الدولي” حيال مختلف أزمات المنطقة، من اليمن إلى ليبيا مروراً بسوريا والعراق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon