توقيت القاهرة المحلي 02:34:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبر المصالحة وورقها

  مصر اليوم -

حبر المصالحة وورقها

عريب الرنتاوي

لم يرغب الدكتور محمود الزهار الحديث عن المصالحة الوطنية أمام وفد من الاتحاد الدولي للصحفيين زار غزة مؤخراً، فالمصالحة تراوح مكانها، وهي ليست أكثر من حبرٍ على ورق على حد تعبيره ... الزهار لم يكتف بالتعبير عن هذا الموقف المتشائم حيال فرص نجاح “تفاهمات الدوحة” الأخيرة، القيادي الحمساوي الأكثر صراحة من بين زملائه، كان أشد وضوحاً وصراحة في تفسير موقفه: لن نسلم غزة إلى أبو مازن وأجهزته الأمنية، ولن تكون هناك انتخابات قبل أن تحكم حماس غزة والضفة معاً، بموجب التفويض الذي استحصلت عليه في انتخابات 2006 ... نقطة أول السطر.

لم يكشف الزهار جديداً في مواقف حماس ومقارباتها لقضية المصالحة، نحن نعرف ذلك، ولطالما قلنا إن إصرار حماس على الاستمساك بنفوذها المهيمن والمتفرد في قطاع غزة، هو أحد أهم وأبرز العراقيل على طريق المصالحة والوحدة، لكن قلما تجد مسؤولاً في حماس، خصوصاً من أولئك الذين امتهنوا العزف على مختلف الأوتار وبيع كل عاصمة البضاعة التي تحتاجها، ينطق بهذه اللغة الصريحة والمباشرة، ويجرؤ على وضع الأصبع على مكمن الداء.

ولن تفاجئنا كذلك، حكاية “حكم الضفة وغزة” التي باح بها الزهار، ففي هذه الزاوية بالذات، تحدثنا أكثر من مرة، عن مشاريع “تهدئة مستدامة”، وعن جهود قطرية – تركية، يراد بها “تأهيل” حماس في غزة، لتعميم حكمها على الضفة، وعن أدوار ومبادرات لطوني بلير، موفداً عن هذا المحور وليس بوصفه ممثلاً للرباعية الدولية، وهي مشاريع ليست ابنة لحظتها، بل تعود إلى بدايات الربيع العربي، والطفرة التي طرأت على مكانة الإسلام السياسي (الإخواني) في العالم العربي، قبل أن يعود للانتكاس، بدءاً من مصر... ويبدو أن مخيلة حماس، لم تعد تنتج ما يتجاوز السعي لوراثة فتح والاستيلاء على تركتها.

الزهار كشف عن نشاط “القناة التركية” لإتمام صفقة “الميناء العائم مقابل الهدوء الدائم” ... ليأتي من بعده عزام الأحمد، موضحاً: أننا لا نتحدث عن ميناء بل عن رصيف أو “عوامة”، على شواطئ الشطر التركي من جزيرة قبرص، متعهداً بالطبع ببذل كل مسعى مطلوب، لإحباطه... حماس تبدو متهالكة بحثاً عن أي مخرج لأزمتها في القطاع المحاصر، والميناء حتى بالمواصفات التركية، يبدو مخرجاً مناسباً، سيساعدها في إطالة أمد حكمها وسلطتها ... وفتح مستعدة لفعل أي شيء، لضمان سد أية ثغرة، يمكن أن تتنفس منها الحركة في القطاع ... وفي “صراع الضواري” هذا، تبدو كل الوسائل مشروعة تماماً، بما فيها الاستقواء بالخارج على الداخل.

والغريب في الأمر، أن كلا الجانبين، يسوّغ موقفه ويسوقه بشعارات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ... الزهار لا يتلعثم عند الحديث عن المقاومة وتحرير كل فلسطين، والأحمد لا يرف له جفن، وهو يضفي قدراً من القداسة على مساعي إحباط الميناء، بوصفها خدمة جليلة لوحدة الشعب والقضية والمستقبل، مع أن كل طفل في غزة والضفة، يدرك أتم الإدراك، أننا أمام صراع فصائلي سافر ومفضوح على السلطة والنفوذ.

 لن يكتب لحوارات المصالحة النجاح طالما أن سلوك كل فريق من الفريقين المنقسمين يقوم على قاعدة “ما لنا، لنا لوحدنا، وما لكم، لنا ولكم” ... السلطة تريد مزاحمة حماس في غزة، من دون أن تشركها في حكم الضفة أو تفتح لها أبواب التمثيل المناسب في المنظمة ... وحماس تريد حكومة مصالحة، لا وظيفة لها تتخطى وظيفة “الصراف الآليATM - “، للتخلص من الضائقة الاقتصادية والمالية التي تعتصرها، وبالذات للخلاص من عبء الرواتب المتراكمة لجيوش الموظفين، والذي بدأ يتحول إلى قضية تمس أمن القطاع واستقراره، بل وتطاول مستقبل حكم الحركة وسلطانها. 

يجري ذلك كله، فيما إسرائيل ماضية من دون تردد، في ابتلاع الأرض والحقوق، وزرع المستوطنات والمستوطنين، وقضم القدس و”أسرلتها” وتهويدها، وقتل الشبان والفتيات في رابعة النهار، بشهبة حيازة سكين مطبخ أو اقتناء مقص؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبر المصالحة وورقها حبر المصالحة وورقها



GMT 20:18 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 00:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل نحتاج حزبا جديدا؟

GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon