توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من كهوف صعدة إلى فضاءات المجتمع الدولي

  مصر اليوم -

من كهوف صعدة إلى فضاءات المجتمع الدولي

عريب الرنتاوي

الحوثيون في مسقط، لحوار مع الولايات المتحدة بوساطة عمانية ... أنصار الله ينفون، ليس لأن الحوار والوساطة لم يقعا، ولكن لغايات حفظ “الصدقية”، فلا يعقل أن تتظاهر في صعدة تحت شعار “الموت لأمريكا” وأن تحاورها في العاصمة الجارة ... الخلاصة، واشطن لم تأخذ بقراءة حلفائها من المعتدلين لملف الأزمة اليمنية، وهي قررت شق “طريق التفافي” للتواصل مع الحوثيين والتحاور معهم ... هي بلا شك، لطمة سياسية جديدة تسددها واشنطن لحلفائها، جرياً على عادتها.

هنا، لا يبدو أن التصريحات الصادرة عن حكومة عبد ربه منصور هادي “الشرعية” تساوي الحبر الذي كتبت فيه، وهي أقرب ما تكون لنوبة من نوبات “فشة الخلق”، المعبر عنها بـ “الحرد”، كما أنها على الأرجح، صوت رعاة هذه الحكومة وداعميها، الذين يتعذر عليهم توجيه سهام النقد مباشرة للحليف الاستراتيجي، فيعرضون على حلفائهم القيام بهذه الأدوار.

الحوثيون إلى موسكو وفي توقيت متزامن تقريباً، هذه المرة بدعوة من وزارة الخارجية الروسية، والهدف من الزيارة، إجراء حوارات مع القيادة الروسية لإغلاق ملف الأزمة اليمنية، وعلى قاعدة الخشية المشتركة لدى الطرفين، من تمدد داعش والقاعدة وتفشي الإرهاب وانتعاشه على وقع الانقسام المذهبي... تطور غير مسبوق في علاقات موسكو مع هذا المكون اليمني.

الحوثيون في الأمم المتحدة، هم مكون رئيس من مكونات مؤتمر جنيف، ومشاركون رسميون بدعوة من الأمم المتحدة، والموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ، يجول في صنعاء متنقلاً بين حزب المؤتمر (حزب المخلوع) وأنصار الله الذين قال عنهم علي عبد الله صالح أنهم أصحاب القرار السياسي في اليمن اليوم... من يريد حلاً لليمن، عليه أن يذهب إلى صنعاء كذلك، فالصورة لا تكتمل من دون إدماج عناصرها الرئيسة.

قبل “عاصفة الحزم”، لم تسجل أية اتصالات نوعية بين واشنطن والحوثيين، أما علاقاتهم مع روسيا فظلت في أدنى الحدود والمستويات ... بعد “العاصفة” التي قيل في “نجاحاتها” ما قيل، يتحول الحوثي من لاعب قبلي – مذهبي -محلي معزول في قمم الجبال والكهوف، إلى لاعب أساسي، تنشده “الشرعية الدولية” وعواصم القرار الدولي ... في ظني أن الحوثيين سيكثرون من الابتهال إلى الله باستمرار هذه “النجاحات” وتعاظمها.

بعد شهرين (وأسبوع) على اندلاعها، يبدو أن عاصفة الحزم دخلت مرحلة “انقلاب الصورة” ... جهود “شيطنة” الحوثيين وإقصائهم، لم تنجح في تحقيق أيٍ من مراميها فحسب، بل جاءت بنقيضها ... وأحسب أن هذه التطورات، ستترك بصمات ثقيلة على طبيعة “الحل السياسي” الذي تتطلع أطراف إقليمية ودولية لإنجازه في اليمن، بدءاً باتفاق وقف إطلاق أو “تهدئة طويلة الأمد” يعمل الموفد الأممي على إنجازه في القريب العاجل.

والحقيقة أن العمليات العسكرية قد استنفذت أغراضها منذ أيامها الأولى، بشهادة مختلف المراقبين السياسيين والعسكريين، فبنك المعلومات استنفد، والهدف الواحد تعرض للقصف والتدمير مرات ومرات ...والكلفة الإنسانية للحرب في ارتفاع مستمر، مشعلةً موجة عارمة من الغضب الدولي، والنيران الكثيفة باتت ترتد بشراراتها وشظاياها الحارقة على مطلقيها كذلك ... والسيناريو الذي كان يخشاه المراقبون في أسوأ كوابيسهم، قد بدأ يطل برأسه الكريهة على المملكة العربية، فالمدن والمناطق الحدودية السعودية باتت ساحة للمعارك والقتال، فيما يد الإرهاب ضربت المملكة مرتين في أسبوع واحد، على خلفية الاحتقان المذهبي وتفشي خطاب الكراهية والتحريض والفتنة.

لا حل عسكرياً لليمن، مهما بلغت المكابرة بأصحابها ... الحل سياسي بامتياز، ومن مصلحة الأطراف، جميع الأطراف، المعتدية والمعتدى عليها، أن تتوجه إليه اليوم، قبل الغد، فلن يكون هناك رابح في هذا الحرب بعد كل هذا الخراب، وبعد “الشرخ العميق” الذي انغرس في جسد العلاقات بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين.

واشنطن تتصرف على هذا النحو، وقد كشف وزير الخارجية الأسبق كولن بأول، عن بعض أوجه الاتصالات الخفية بين الرياض وواشنطن، كما كشف عن قراءات وتقييمات لما جرى ويجري، تعزز قول القائلين منذ اليوم الأول لهذه الحرب، بأن اليمن “مقبرة الغزاة” عبر التاريخ، وأنه مستنقع يتعين بكل السبل، تفادي السقوط فيه، بدلالة تجارب الماضي القديم والحديث ودروسه.

بعد شهرين وأسبوع من الحرب، لم تأت العاصفة على الحوثيين وحلفائهم، ولم يستعد اليمنيون الأمل والرجاء بأمن الراهن وازدهار المستقبل ... وقد آن أوان طي هذا الملف، وتركه لأهله يتدبرون شؤونهم بأنفسهم ... ومن لديه حساب مفتوح مع الآخر، عليه أن يوجه فوهات بنادقه ومدافعه إليه مباشرة، بدل تدفيع العديد من دول المنطقة وشعوبها، الأثمان الباهظة لحروب الوكالة، تستوي في ذلك المملكة السعودية مع الجمهورية الإسلامية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من كهوف صعدة إلى فضاءات المجتمع الدولي من كهوف صعدة إلى فضاءات المجتمع الدولي



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon