توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد نوح

  مصر اليوم -

محمد نوح

مصطفي الفقي

فنان راحل يختلف عن سواه، موسيقار مثقف موسوعى المعرفة متعدد المواهب، ظل حتى الرمق الأخير فى حياته يعيش الحياة السياسية ويتابع ما يجرى فى وطنه، إنه محمد نوح، الذى نتذكره كلما قلنا (مدد مدد.. شدى حيلك يا بلد)، فهو فنان لا يغنى ولكنه يؤدى، ارتبط بحرب أكتوبر 1973، واقترب من الرئيس السادات كثيراً، وهو الذى قاد موكب الغناء من مطار القاهرة يوم عودة الرئيس الراحل من زيارة القدس الشهيرة عام 1977، كذلك يوم عودته بعد توقيع اتفاقيات «كامب ديفيد»، ثم اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية، وقد انخرط فى الحياة السياسية بعد ذلك وأصبح مسؤول لجنة الثقافة لحزب الوفد الجديد، كما كان مخلصاً لقضية الوحدة الوطنية، وهو مجدد الألحان الفرعونية والأنغام القبطية فى يوم احتفال الكنيسة المصرية التاريخى على ضفاف نيل المعادى بحضور البابا الراحل شنودة الثالث والقيادات الرسمية والشعبية حينذاك، ولمحمد نوح تاريخ طويل لفتى صغير عشق الفن الذى بدأه بالتمثيل هاوياً فى نادى مدرسة دمنهور، حيث كنا ندرس معاً وإن كان يسبقنى بعدة سنوات دراسية إلا أنه كان فى الإجازة الصيفية يشعل عاصمة البحيرة نشاطاً فنياً بغير حدود ويقود مسرح الدراويش فى أداء فكاهى ممتع، وقد تبناه محافظ الإقليم الذى يعتبر مجدد الحياة على أرض تلك المحافظة وهو الراحل وجيه أباظة الذى جعل من محمد نوح مسؤولاً عن فرقة البحيرة للفنون الشعبية، وبعدها غزا محمد نوح العاصمة المصرية واقتحم أبواب المسرح والسينما وكان دوره فى فيلم «الزوجة الثانية» شقيق العمدة صلاح منصور بمثابة نقطة تحول فى حياته، فقد لفت الأنظار بموهبته الواضحة وأدائه المتميز، ومنذ ذلك الحين وهو يمخر عباب بحر الثقافة المصرية فى كل الاتجاهات إلى أن استأجر مسرح التليفزيون فى مقره بالمبنى الملحق بالكلية الحربية المصرية، وقدم فيه سلسلة من المسرحيات كانت أشهرها مسرحية «سحلب»، حيث قام بإخراج عدد من الأعمال الفنية اشترك فيها فنانون كبار فى نهاية ثمانينيات وبدايات تسعينيات القرن الماضى، وكان من أبطاله أسماء مثل ليلى علوى ونيللى... وغيرهما من نجوم الدرجة الأولى، وقد كان محمد نوح يملك مساحة عريضة من فهم الفنون المختلفة والغوص فى علوم الموسيقى وأنغام الشعر المعاصر، خصوصاً أنه صقل موهبته بالدراسة المتخصصة فى الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان موهوباً فى تقليد الشخصيات السياسية، ولا أنسى قدرته على تقمص شخصية الرئيس الأسبق «مبارك» أو الوزير الأسبق حسب الله الكفراوى عندما كنا نلتقى بعد صلاة الجمعة كل أسبوع فى صالون الدكتور عبد المنعم عثمان، أمد الله فى عمره، وقد امتلك محمد نوح استوديو النهار الذى قام بأعمال موسيقية كبيرة كان من بينها وضع الموسيقى التصويرية لبعض أفلام المخرج العالمى يوسف شاهين، وقد ربطتنى صداقة وثيقة بذلك الفنان الموهوب والموسيقار الكبير طوال رحلة العمر، وكان قريباً منى فى معظم مراحل حياتى، وهو ما كان دائماً مصدر اعتزاز ومودة، وقد كان محمد نوح معروفاً على المستوى العربى ومحل تقدير الأوساط الفنية فى كل مكان، كما كان متحدثاً لبقاً تعينه خلفية ثقافية عريضة وفهم عميق للبيئة السياسية التى يعيش فيها والظروف المحيطة على المستويين الوطنى والشخصى، لذلك فإن اسمه سوف يظل فريداً فى عالم الموسيقى والتمثيل، فقد كان خبيراً فى درجات السلم الموسيقى وموهوباً فى تقمص الأدوار الفنية ملماً بمقامات الشعر وبحوره وأوزانه، له حديث ممتع يشد إليه مستمعيه بما يحكيه من نوادر، رحمه الله رحمة واسعة فناناً وطنياً وإنساناً موهوباً وصديقاً عزيزاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد نوح محمد نوح



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon