توقيت القاهرة المحلي 04:24:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية

  مصر اليوم -

زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية

بقلم : مصطفي الفقي

تلقيت بوصفى – مدير مكتبة الإسكندرية – دعوة من هيئة ثقافية برتغالية لزيارة «لشبونة» والالتقاء بها والحوار معها حول القضايا الثقافية ذات الاهتمام المشترك بينها وبين «مكتبة الإسكندرية» باعتبارها حارس التراث الذى يطل على البحر الأبيض المتوسط، علمًا بأن البرتغاليين يحرصون على انتمائهم لذلك البحر حتى ولو بشكل غير مباشر، وقد وصلت إلى ذلك البلد الرائع لأجد أن الصورة قد تغيرت وأن الحياة قد تبدلت فقد كانت آخر زيارة لى لدولة «البرتغال» منذ أكثر من ثمانية وعشرين عامًا عندما كنت فى الوفد المرافق للرئيس الأسبق «مبارك»، ويومها لم تبهرنى المدينة ولم ألحظ فيها ما يدعو إلى الإحساس بالتألق أو حتى بالتميز، أما هذه المرة فإننى وجدت بلدًا آخر تمامًا حيث المدينة تضاهى أجمل المدن الأوروبية، فمستوى المعيشة قد تقدم كثيرًا، فضلًا عن مظاهر النهضة والعمران فى كل مكان مع الأخذ بتقنيات الحياة الحديثة ومظاهرها الجديدة، ولقد تضمن برنامج زيارتى محاضرة حول موضوع (الإسلام.. التحديات ومحاولات التشويه) وزيارة للمركز الإسلامى الكبير الذى ساهم فى الإعداد له وترتيب مراحل بنائه سفيرنا الأسبق فى «البرتغال» «سعد الشاذلى» ذلك القائد العسكرى المرموق الذى جرى نقله من «لندن» - حيث كنت أعمل معه - إلى لشبونة التى قضى فيها عامين تقريبًا قبل أن يعلن رسميًا رفضه لسياسات الرئيس الراحل «السادات» ويتجه للإقامة فى «الجزائر»، وقد رأيت صورًا له مع القيادات الإسلامية فى البرتغال وهم يتفقدون موقع المركز عند إنشائه فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، وكانت المفاجأة لى أن وجدت فى برنامج زيارتى استقبال رئيس «جمهورية البرتغال» لمدير مكتبة الإسكندرية اعتزازًا بها وتقديرًا لمكانتها، ولقد بهرنى الرجل حقًا بسعة أفقه وثراء إطلاعه وذكائه الحاد، فضلًا عن مرحه وحلاوة حديثه وعمق أفكاره، ولقد تبادلنا الكتب فأهديته كتابًا حول تاريخ «القاهرة» من مطبوعات مكتبة الإسكندرية وأبدى لى رغبته الشديدة فى زيارة المكتبة، وقال إنه وجه الدعوة للرئيس «السيسى» الذى زار «البرتغال» منذ أكثر من عامين وكان البعض يقول له تريث حتى تستقر الأوضاع فى «مصر» والمنطقة، ولكنه قال لهم إنه يثق فى صلابة «مصر» ورشد قادتها، وقد رد له رئيس «البرتغال» الزيارة فى إبريل 2018، وأضاف أن التفاهم بينه وبين الرئيس المصرى كان واضحًا منذ أول لقاء، وانتهزت الفرصة وبدأت أتحدث معه حول الدور التاريخى الضخم للبرتغال فى حركة الكشوف الجغرافية والوصول إلى العالم الجديد، وقلت له: إذا كنت تحب مكتبة الإسكندرية لهذه الدرجة فإننى أطمع فى نسخ من الخرائط الأولى للرحلات الاستكشافية التى قام بها «فاسكو دى جاما» ورفاقه، كما أبديت اهتمامًا برحلات «ماجلان» و«كريستوفر كولومبوس» وقلت له: إن «بريطانيا» و«فرنسا» احتلتا نصف العالم أما أنتم فقد أضفتم إليه نصفًا آخر باكتشاف الأمريكتين! وقد طاب الحديث بيننا والرجل يلبس قبعة العالم المثقف وليس قبعة الصولجان والحكم فكان تواضعه مثار دهشتى كما كانت أفكاره سببًا للتأمل ومبررًا للاعتزاز ورأى أن يلتقط معى صورًا مختلفة وكان كل تصرف نبيل يبدأ بمبادرة منه، وبعد خروجنا من القصر الجمهورى قمنا بجولة رأينا فيها المبنى الجديد للسفارة المصرية وطفنا بالشاطئ الرائع على المحيط ورأينا الأسوار العالية لبوابات «لشبونة» من خلال فتحات السور العظيم الذى يحيط بتلك المدينة التاريخية الرائعة،

ولقد أيقنت أن صورة «مصر» فى الخارج أفضل بكثير مما يصورها الحاقدون والمغرضون، ولقد قال لى الرجل وهو يودعنى: إن بلاد العالم تتباهى بمئات السنين فى تاريخها، أما أنتم فمن حقكم أن تفخروا بآلاف السنين منذ ميلاد الحضارة الفرعونية الملهمة فى فجر التاريخ.. لقد كانت زيارة حافلة، ولقاءات مثمرة، وانطباعات إيجابية لعلاقات وثيقة بين بلدين تجمعهما أواصر تاريخية بعيدة، ولقد حدثنى الرئيس البرتغالى عن الرحلة الملكية التى قامت بها ملكة البرتغال عام 1905 لمصر واتفقنا على أن نقيم لهذه الزيارة معرضًا للصور فى مكتبة الإسكندرية فى أقرب مناسبة.. لقد كانت رحلة مفيدة لدولة ناهضة وشعب صديق.

نقلاً عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon