توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية

  مصر اليوم -

زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية

بقلم : مصطفي الفقي

تلقيت بوصفى – مدير مكتبة الإسكندرية – دعوة من هيئة ثقافية برتغالية لزيارة «لشبونة» والالتقاء بها والحوار معها حول القضايا الثقافية ذات الاهتمام المشترك بينها وبين «مكتبة الإسكندرية» باعتبارها حارس التراث الذى يطل على البحر الأبيض المتوسط، علمًا بأن البرتغاليين يحرصون على انتمائهم لذلك البحر حتى ولو بشكل غير مباشر، وقد وصلت إلى ذلك البلد الرائع لأجد أن الصورة قد تغيرت وأن الحياة قد تبدلت فقد كانت آخر زيارة لى لدولة «البرتغال» منذ أكثر من ثمانية وعشرين عامًا عندما كنت فى الوفد المرافق للرئيس الأسبق «مبارك»، ويومها لم تبهرنى المدينة ولم ألحظ فيها ما يدعو إلى الإحساس بالتألق أو حتى بالتميز، أما هذه المرة فإننى وجدت بلدًا آخر تمامًا حيث المدينة تضاهى أجمل المدن الأوروبية، فمستوى المعيشة قد تقدم كثيرًا، فضلًا عن مظاهر النهضة والعمران فى كل مكان مع الأخذ بتقنيات الحياة الحديثة ومظاهرها الجديدة، ولقد تضمن برنامج زيارتى محاضرة حول موضوع (الإسلام.. التحديات ومحاولات التشويه) وزيارة للمركز الإسلامى الكبير الذى ساهم فى الإعداد له وترتيب مراحل بنائه سفيرنا الأسبق فى «البرتغال» «سعد الشاذلى» ذلك القائد العسكرى المرموق الذى جرى نقله من «لندن» - حيث كنت أعمل معه - إلى لشبونة التى قضى فيها عامين تقريبًا قبل أن يعلن رسميًا رفضه لسياسات الرئيس الراحل «السادات» ويتجه للإقامة فى «الجزائر»، وقد رأيت صورًا له مع القيادات الإسلامية فى البرتغال وهم يتفقدون موقع المركز عند إنشائه فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، وكانت المفاجأة لى أن وجدت فى برنامج زيارتى استقبال رئيس «جمهورية البرتغال» لمدير مكتبة الإسكندرية اعتزازًا بها وتقديرًا لمكانتها، ولقد بهرنى الرجل حقًا بسعة أفقه وثراء إطلاعه وذكائه الحاد، فضلًا عن مرحه وحلاوة حديثه وعمق أفكاره، ولقد تبادلنا الكتب فأهديته كتابًا حول تاريخ «القاهرة» من مطبوعات مكتبة الإسكندرية وأبدى لى رغبته الشديدة فى زيارة المكتبة، وقال إنه وجه الدعوة للرئيس «السيسى» الذى زار «البرتغال» منذ أكثر من عامين وكان البعض يقول له تريث حتى تستقر الأوضاع فى «مصر» والمنطقة، ولكنه قال لهم إنه يثق فى صلابة «مصر» ورشد قادتها، وقد رد له رئيس «البرتغال» الزيارة فى إبريل 2018، وأضاف أن التفاهم بينه وبين الرئيس المصرى كان واضحًا منذ أول لقاء، وانتهزت الفرصة وبدأت أتحدث معه حول الدور التاريخى الضخم للبرتغال فى حركة الكشوف الجغرافية والوصول إلى العالم الجديد، وقلت له: إذا كنت تحب مكتبة الإسكندرية لهذه الدرجة فإننى أطمع فى نسخ من الخرائط الأولى للرحلات الاستكشافية التى قام بها «فاسكو دى جاما» ورفاقه، كما أبديت اهتمامًا برحلات «ماجلان» و«كريستوفر كولومبوس» وقلت له: إن «بريطانيا» و«فرنسا» احتلتا نصف العالم أما أنتم فقد أضفتم إليه نصفًا آخر باكتشاف الأمريكتين! وقد طاب الحديث بيننا والرجل يلبس قبعة العالم المثقف وليس قبعة الصولجان والحكم فكان تواضعه مثار دهشتى كما كانت أفكاره سببًا للتأمل ومبررًا للاعتزاز ورأى أن يلتقط معى صورًا مختلفة وكان كل تصرف نبيل يبدأ بمبادرة منه، وبعد خروجنا من القصر الجمهورى قمنا بجولة رأينا فيها المبنى الجديد للسفارة المصرية وطفنا بالشاطئ الرائع على المحيط ورأينا الأسوار العالية لبوابات «لشبونة» من خلال فتحات السور العظيم الذى يحيط بتلك المدينة التاريخية الرائعة،

ولقد أيقنت أن صورة «مصر» فى الخارج أفضل بكثير مما يصورها الحاقدون والمغرضون، ولقد قال لى الرجل وهو يودعنى: إن بلاد العالم تتباهى بمئات السنين فى تاريخها، أما أنتم فمن حقكم أن تفخروا بآلاف السنين منذ ميلاد الحضارة الفرعونية الملهمة فى فجر التاريخ.. لقد كانت زيارة حافلة، ولقاءات مثمرة، وانطباعات إيجابية لعلاقات وثيقة بين بلدين تجمعهما أواصر تاريخية بعيدة، ولقد حدثنى الرئيس البرتغالى عن الرحلة الملكية التى قامت بها ملكة البرتغال عام 1905 لمصر واتفقنا على أن نقيم لهذه الزيارة معرضًا للصور فى مكتبة الإسكندرية فى أقرب مناسبة.. لقد كانت رحلة مفيدة لدولة ناهضة وشعب صديق.

نقلاً عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية زيارة بلد الاكتشافات الجغرافية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon