الأولى إلى الدكتور «هانى الملقى»، رئيس وزراء الأردن:
أيها الصديق العزيز، لقد كنتَ وزيرًا للخارجية الأردنية، وتوليتَ مواقع وزارية أخرى، وكنتَ قريبًا من الملك الراحل «الحسين بن طلال»، وابنه جلالة الملك «عبدالله بن الحسين»، كما أنك ابن «فوزى الملقى»، أول رئيس وزراء فى عهد الملك «الحسين»، وأول سفير له فى «القاهرة»، لقد عرفتك صديقًا عزيزًا وإنسانًا حرًا، ولا أنسى زياراتك لى فى منزلى عندما كنت أنت سفيرًا فى «القاهرة» وداهمتنى وعكة صحية تجاوزتها برعاية الأطباء ومحبة الأصدقاء، وأنا أذكر لك أيضًا حبك الشديد لوطنك الثانى «مصر»، وأدرك حجم مشاعرك القومية، وأتمنى عليك أن تواصل عطاءك فى خدمة «الأردن» الشقيق، وقد تندهش أننى قمت بتغيير عنوان وظيفتك، بعد أن كنت قد أعددت هذا المقال للنشر، ففى المساء التقيت بالصديق «بشر الخصاونة»، سفير «الأردن» فى «القاهرة»، الذى بادرنى قائلًا: هل هنأت صديقك؟ فقلت له: ماذا تقصد؟ فقال لى: إن جلالة الملك قد كلف الدكتور «هانى الملقى»، اليوم، بتشكيل حكومة أردنية جديدة، عند ذلك تساءلت عن توارد الخواطر، وعدت إلى مقالى لأعدل فيه، وتذكرت أننى اتصلت بك منذ أيام فقط لتحيتك أنت وأسرتك، حيث كنت مسؤولًا اقتصاديًا عن إقليم «العقبة»، امتدادًا لمسيرة العطاء التى قطعتها من أجل وطنك وأمتك.
الثانية إلى الأستاذ الدكتور «يحيى الجمل»:
أدعو الله لك بالشفاء العاجل من وعكتك الصحية، وأن تتجاوزها معافى فى أقرب وقت، فأنا أعرفك منذ عام 1962 عنما حضرت مناقشة رسالتك للدكتوراه، وكنت أنا طالبًا مستجدًا فى «جامعة القاهرة»، حيث بهرتنى تقاليد مناقشة الدكتوراه فى جلسة علنية يحتشد فيها الباحثون والطلاب ويزهو الأساتذة بالأرواب الجامعية، وتبدو التقاليد شيئًا رائعًا يرتبط بتلك المناسبة التى يعتز بها صاحبها وتظل فى ذاكرته إلى الأبد، لقد كان على منصة المناقشة يومها الثلاثة الكبار «حامد سلطان» و«على صادق أبوهيف» و«محمد حافظ غانم»، وكان عرضك لموضوعك متميزًا، وظللت طوال الساعات الثلاث أعيش أجواء الدهشة والسعادة، وأستوعب كل ما أراه بكافة جوارحى، ولقد تبوأت أنت منصب الوزارة شابًا، ثم سعى إليك منصب رئيس الوزراء بعد ثورة 25 يناير 2011 وظل إسهامك فى مسيرة وطنك ملموسًا، ولا أنسى جلسات «الصالون الثقافى العربى» الذى أنت رئيسه، وكيف تطرقنا دائمًا إلى القضايا العامة فى حياد وموضوعية والتزام.. تحية لك فى فراش المرض، أعادك الله إلى أصدقائك ومحبيك فى أقرب وقت.
الثالثة إلى الشاعر الأستاذ «فاروق شوشة»:
أهدانى الأستاذ الدكتور «كمال الجنزورى»، رئيس الوزراء الأسبق، حلقات مسجلة من «حديث الأربعاء» لعميد الأدب العربى الدكتور «طه حسين»، وكنتَ أنتَ مَن قدم هذا التراث فى برنامجك الذى لا ننساه «لغتنا الجميلة»، ولقد أذهلتنى الحلقة الخاصة بالخليفة الراشد «عمر بن الخطاب»، و«طه حسين» يقدمه كما لم يقدمه أحد عبر القرون، وأنتَ مَن توليت نشر هذا التراث بمقدمة منك فى رصانة وهدوء، وأنتَ أيها «الدرعمى» المتألق خرجت من قرية الشعراء لتكون شاعرًا يسعد به الناس ويمضى وراءه المعجبون، وسوف يظل عطاؤك متصلًا سواء باعتبارك الأمين العام للمجمع اللغوى أو بتاريخك كنجم إعلامى لا يغيب عن ذاكرة الناس.
الرابعة إلى الفنان «فاروق حسنى»:
يعبر الفنان بموهبته كل «المطبات» السياسية، لأنه تألق باسمه الفنى وقيمته الأدبية، ولن أنسى لك أيها الفنان الكبير أنك كنت دائمًا معى أخًا مخلصًا وصديقًا عزيزًا فى السراء والضراء، ولقد شهدت بعينى طوابير من أبناء الشعب النمساوى فى الساعات الباكرة من الصباح، وفى ظل جو شديد البرودة ووسط الثلوج المتساقطة أمام باب المتحف الكبير فى «فيينا»، الذى خصص لأعمال «فاروق حسنى» أسبوعًا كاملًا، احترامًا لقيمتك الفنية، فهم يعرفونك فنانًا تشكيليًا عالميًا، ولا يعنيهم وقتها أنك كنتَ وزير الثقافة فى مصر، وبعد ثورة 25 يناير، برئت ساحتك وتواصل عطاؤك وظلت «معارضك» ملء السمع والبصر، وعندما فقدت منصب مدير عام «اليونسكو» بفارق صوت واحد مضيتَ فى طريقك، فالفنان كان فى داخلك أقوى من بريق الوظيفة الدولية أمامك.
الخامسة إلى الأستاذ الدكتور «عمرو سلامة»:
الوزير ابن الوزير، والإنسان مستقيم الخلق الجاد فى العمل، تبوأت المنصب الوزارى قبل ثورة 2011 وبعدها، وسبقتهما برئاسة جامعة تتمتع بالحيوية الأكاديمية والتطبيقية، وهى «جامعة حلوان»، وأصبحت ممثلًا للحكومة المصرية فى «الجامعة الأمريكية» التى تحتفل بمئويتها بعد ثلاث سنوات من الآن، إننى أحيى فيك نزاهتك وحكمتك وهدوءك واحترامك لذاتك وخدمتك لوطنك، وأتمنى عليك الاستمرار نشطًا على مسرح الحياة العامة فى «مصر».
السادسة إلى السفير «محمد سعد العلمى»، سفير المغرب:
أيها الرجل المهذب والإعلامى القدير والدبلوماسى المتمكن، ابن «المملكة المغربية» الشقيقة، الذى ارتبط بـ«مصر» منذ أن وصل إليها أول مرة عام 1969، مؤمنًا بالعلاقات القوية بين «مصر» و«المغرب»، إنك ترحل فى ختام مدة عملك بـ«القاهرة»، ولكنك تترك لنا أولياء الله القادمين من «المغرب»، بدءًا من سيدى «المرسى أبوالعباس» مرورًا بسيدى «جابر» وسيدى «الشاطبى» حتى وصولًا إلى «أبوحصيرة» فى «دمنهور»!.. إن تراثنا الثقافى قُدم إلينا فى معظمه من أشقائنا فى الشمال الأفريقى العربى.
السابعة إلى السفير «نذير العرباوى»، سفير الجزائر:
لم أرَ سفيرًا جزائريًا فى فصاحتك باللغة العربية وفهمك لدروب السياسة ودهاليز الدبلوماسية وإيمانك العميق بأهمية العلاقات المصرية- الجزائرية، باعتبارها ركيزة للعمل العربى والأفريقى المشترك بين الدولتين المهمتين، كما أننى أذكر لك ذكاءك الحاد فى فهم التركيبة السياسية المصرية وإدراك أبعاد السياسة الخارجية للبلد الذى تعمل فيه، وأنت صاحب تاريخ فى البطولات الرياضية والمواقع الدبلوماسية، لقد سعدنا بالحفل الرشيق الذى أقمتَه ترحيبًا بكتاب «صقر الصحراء الأمير عبدالقادر الجزائرى»، والذى شاركت أنا شخصيًا- ممثلًا للشباب المصرى- فى احتفالية نقل رفاته من «دمشق» إلى «الجزائر»، وكان ذلك فى شهر يونيو عام 1966، وتشرفت بلقاء الزعيم الراحل «بومدين» وقتها، وهو الذى تذكر له «مصر» موقفه القومى الرائع بعد نكسة 1967، كما أن الرئيس الحالى «عبدالعزيز بوتفليقة» هو صديق تاريخى لـ«مصر» والمصريين.. عاشت العلاقات الوثيقة بين بلدينا، حتى ولو كره لاعبو كرة القدم فى البلدين الشقيقين!.
الثامنة إلى الأستاذ «محمد الخولى»، الإعلامى الدولى:
أيها الناصرى القابض على أفكاره، المحافظ على مواقفه، الذى يضع قدمًا فى الداخل وأخرى فى الخارج حتى أصبح لديه منظور شامل يرى السياسة والأدب والفن من خلاله، لن أنسى سعادتك الطفولية عندما امتدح «منصف المرزوقى»، رئيس «تونس»، الرئيس الراحل «عبدالناصر» ونحن فى زيارته بالقصر الجمهورى منذ ثلاثة أعوام، إنك جزء من ضمير «مصر» وروحها القومية، كاتبًا، وأديبًا ومترجمًا، وفنانًا.
التاسعة إلى الأستاذ «أحمد الجمال»:
صوت ناصرى آخر، ولكنه جهورى قوى يمثل مزيجًا لا يبدأ من «محمود السعدنى» ولا ينتهى بـ«محمد حسنين هيكل» فى مساحة عريضة من الإيمان بسنوات المد القومى والحلم العربى، تشدنى مقالاتك بعمقها والتحضير الوافى لها، فأنت تنتقل من مرحلة تاريخية إلى أخرى فى سلاسة الكاتب وأمانة المؤرخ وروعة الحَكَّاء.
العاشرة إلى الأستاذ «محمد بدران»، رئيس حزب «مستقبل وطن»:
تحيرنى أيها الشاب الواعد، لم أعد أفهمك، رغم حماسى لك، هل أنت مفرط فى التفاؤل شديد الثقة فى المستقبل؟ إننى أرى فيك صورة الغد، وأرجو ألا تحبطنا ذات يوم، وأعلم أن الخطوات الثابتة هى الأكثر هدوءًا وليست الأكثر انتشارًا، أتمنى أن أراك كما تمنيت لك فى البداية!.