توقيت القاهرة المحلي 02:40:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جائزة الشيخ زايد للكتاب والنشر

  مصر اليوم -

جائزة الشيخ زايد للكتاب والنشر

بقلم - مصطفي الفقي

أكتب هذه السطور وأنا أتهيأ للسفر إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة لحضور احتفال تسليم جائزة الشيخ زايد لهذا العام، والتى حصلت عليها مكتبة الإسكندرية التي أتشرف برئاستها، وذلك في مجال الكتاب والنشر. وللشيخ زايد مكانة خاصة في قلوب المصريين، فقد كان بحق حكيم العرب ونصيرًا للشعب المصرى في السراء والضراء.

لذلك فإن جائزته لا تُحسب بقيمتها المادية ولكن تُقدر بمكانتها المعنوية، وتربطنى بدولة الإمارات العربية علاقة متواصلة ارتكزت على دعامتين، الأولى هي علاقتى بالأستاذ أحمد خليفة السويدى، زميل دراستى في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في ستينيات القرن الماضى، والذى شغل بعد تخرجه منصب رئيس الديوان الأميرى في إمارة أبوظبى قبيل إعلان اتحاد الإمارات، الذي لعبت فيه حكمة الشيخ زايد دورًا تاريخيًّا معروفًا، وقد تدرج زميلى، الأستاذ أحمد خليفة السويدى، بكفاءته العالية وخلقه الرفيع سلم المناصب، حتى أصبح وزيرًا لخارجية دولة الإمارات العربية، ثم مستشارًا للشيخ زايد، حتى تقاعد وتفرغ حاليًا للنشاط الثقافى الحر، حيث يقضى معظم وقته في منطقة العين.

وكلما زرت الإمارات سعيت لمقابلته والسلام عليه والاطمئنان على صحته، فهو صديق عزيز، وعروبىٌّ خالص، وفاهم للإسلام دينًا ودنيا، ويحمل للكنانة محبة متأصلةً في أعماقه مثل معظم الإماراتيين، أما الدعامة الثانية في علاقتى بدولة الإمارات فهى معرفتى بالشيخ سلطان القاسمى، أمير الشارقة، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، وهو عاشق مصر، التي درس فيها وأدرك جوانب الحياة على أرضها وتعمق بشدة في أحوالها وظل صديقًا وفيًّا لها على نحو لا نكاد نجد له نظيرًا، وقد كنت ضيفًا في بعض السنوات على معرض الكتاب بالشارقة مع لقاءات مكثفة بالشيخ سلطان القاسمى، أطال الله في عمره، وكنت أتزامل في تلك الزيارات مع وزيرى الثقافة السابقين، الدكتور محمد صابر عرب والدكتور عبدالواحد النبوى.

وكنا نسعد بأحاديث الشيخ وذكرياته في مصر وغيرها، فهو الذي أحال إمارته إلى قلعة ثقافية مؤثرة لا في منطقة الخليج وحدها، لكن في المنطقة العربية كلها، لهذه الأسباب أتطلع لزيارة تلك الدولة الشقيقة، ولى فيها أصدقاء كثر في مختلف جوانب الحياة السياسية والثقافية على نحو أعتز به وأحرص عليه، أما رئيس الدولة الجديد، سمو الشيخ محمد بن زايد، الذي خلف أخاه الراحل الشيخ خليفة، فأنا أتذكر حين كان يدرس في الأكاديمية العسكرية بمصر، وكان الرئيس مبارك، رحمه الله، يطمئن عليه من حين لآخر، وكنت وقتها سكرتير الرئيس الراحل للمعلومات، وقد تنبأ الجميع للشيخ محمد بالمستقبل الواعد، وقد كان.

إن هذه الدوحة العربية من أبناء الشيخ زايد تمثل عنصر توازن في اتحاد الإمارات العربية، ويقف معهم دائمًا على نفس الخط الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، رئيس الوزراء بالإمارات، من خلال تجربة وحدوية رائعة تستحق الإعجاب والتقدير، وها أنا أتجه إلى أبوظبى العاصمة لتسلم تلك الجائزة، التي حصلت عليها أكبر مؤسسة ثقافية عربية، وهى مكتبة الإسكندرية، التي تحتفل هذا العام بمرور عشرين عامًا على إحيائها بعد انقطاع استمر عشرين قرنًا منذ احتراقها على أيدٍ مجهولة عبثت بذلك التراث الإنسانى العظيم في لحظة حزينة من تاريخ الحكم اليونانى للإسكندرية، عروس «المتوسط»، ملتقى حضاراته الفرعونية والإغريقية والرومانية.

والتى كانت حتى عقودٍ قريبة مضت بوتقة بشرية رائعة تضم إلى جانب المصريين بالطبع عشرات الآلاف من اليونانيين والطليان والأرمن واليهود والشوام وغيرهم من شعوب الأرض، ولابد أن تستعيد الإسكندرية أمجادها ولو بعد حين، فهى نقطة الانطلاق لبناء إمبراطورية شرقية حلم بها الإسكندر، ثم واصل خلفاؤه رسالته من بعده لكى تصبح مصر في النهاية سبيكة حضارية فريدة وملتقى الثقافات والديانات للعالم كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة الشيخ زايد للكتاب والنشر جائزة الشيخ زايد للكتاب والنشر



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon