توقيت القاهرة المحلي 02:18:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات (14) (المرأة فى حياتى)

  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات 14 المرأة فى حياتى

بقلم - مصطفي الفقي

معقدة هى العلاقة بين المرأة والرجل! وواهم من يتصور أنه قد فهم أسرارها وأدرك مراميها، ففلسفة الكون تقوم على العلاقة بين الذكر والأنثى فى كافة المخلوقات، بل والكائنات كلها، ومصدر التعقيد فى العلاقة هو تبادل الأدوار، فالمرأة أحيانًا هى الأم أو الأخت أو الزوجة أو الابنة، كما أن الرجل بدوره يمكن أن يكون هو الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن، وفى كل واحدة من هذه التقسيمات الإنسانية يختلف دور الطرفين وفقًا للمعادلة القائمة بينهما، وأنا شخصيًا ابن أسرة مترابطة لعبت فيها الأم دور المرأة الواعية شديدة المراس قوية الشخصية، بينما كان الأب هو ذلك الإنسان الطيب الذى يقطر سماحة ورضا، وعندما ارتبطت بزوجتى عام 1970 كان اختيارى متمركزًا على حسن الخلق واستقامة الشخصية على النحو الذى كان يفكر به أبناء جيلى بحثًا عن الاستقرار وتطلعًا إلى الدفء العائلى، ويقيس الزوج دائمًا حياته على منوال حياة أمه معه، فيحب طعامها، وينحاز إلى أساليب تفكيرها، ويظل العمر كله رهينة لذلك

ويستمد من ماضيه معها أسلوب التعامل فى المستقبل مع الشريكة الجديدة، خصوصًا أن الاثنين معًا- الرجل والمرأة- يحبان التملك مع السيطرة على رفيق العمر، فالرجل يبحث عن حنان المرأة، والمرأة تتطلع إلى أمان الرجل، لذلك فالزواج شراكة فريدة يعطى فيها الرجل أحاسيس الأمان ومظاهره، وتسعى المرأة من جانبها للحصول على ذلك الأمان المفقود، ولا يغيب عنا أن المرأة إذا طالت عشرتها برجل معين، فإنها تبدو أكثر تمسكًا به وحبًا له وتعلقًا بالأيام الخوالى فى بدايات العلاقة، بينما قد يصيب الرجل نوع من الملل ويدفعه الفضول إلى اختبار رجولته من خلال المضى فى بعض المغامرات أو النزوات التى قد يستنكرها المجتمع علنًا، لكنه يستغرق فيها سرًا، والفارق بين الشرق والغرب يكمن فى مكانة المرأة وقدرتها على الندية مع الرجل، فالشرق مجتمع ذكورى فى معظمه والغرب مجتمع منفتح فى مجمله، بل إن ضربات متلاحقة أصابت المجتمعات الغربية بعد طول تقدم، ومن مؤشرات ذلك كوارث «المثلية» والتحول النوعى وغيرها مما نشهده اليوم فى عالمنا المعاصر، وهو ما يكاد يطيح بالتقسيم الإلهى للأنواع ويدفع بأفكار مستحدثة تصيب الأسرة فى مقتل وتضرب المجتمع فى الصميم، أعود فاعترف بأننى بشر مثل غيرى يستهويه الجمال وتشده سمات خاصة فى الناس، خصوصًا إذا اختلطت دماؤهم بالأصول وتمازجت أعراقهم فى البداية، فأصبح بعضهن نموذجًا للتزاوج الثقافى الذى لا يخلو من فلسفة ولا يبرأ من تأمل.. إن الرجل الشرقى فى حيرة من أمره، فالمجتمع لا يطلق العنان أمامه فى التعددية- فى أغلب الأحيان- كما أنه مجتمع متحفظ لا يسمح بتجاوزات بعيدة عن روح الشرق وأساليب التفكير فى المجتمعات المحافظة، وهنا يصبح الرجل أمام معضلة أدت فى العقود الأخيرة إلى انتشار الزواج العرفى، كما أدت إلى انهيار كثير من الأسر وهدم كيان عائلات مستقرة، والأمر فى ظنى يستوجب المواجهة الشجاعة، إذ يكفى أن نكتشف أن 50% من حالات الزواج تنتهى بالطلاق فى السنوات السبع الأولى، وهو ما يعنى أن الاختيارات مندفعة، وأن الارتباطات هشة، نتيجة انعدام البيئة الصحية لإقامة العلاقات السوية بين الجنسين، وأنا أدعو صادقًا إلى ضرورة البحث فى طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة فى بلادنا والتركيز على التوعية السليمة لنواكب الأجيال الجديدة على مسرح الحياة الزوجية، بحيث لا يقود الاختيار المبدئى انبهارا مؤقتا لا يلبث أن تزول دوافعه وتغيب مظاهره، بل أدعو إلى تشجيع ثقافة الحياة الأسرية وألغازها الغائبة، وفى مقدمتها الحب والجنس واحترام الآخر.. هذه زفرات من خلاصة العمر وتجاربه، وأنا أتذكر هنا كيف أن منعطفات الحياة وتحولات العمر كانت نسبية دائمًا تتعلق بنوازع بشرية تقوم على عشق الجمال النفسى والذكاء الاجتماعى والشخصية المتميزة، وليفكر كل منا فى رحلة عمره وعلاقته بالمرأة أمًا وزوجة، زميلة أو صديقة، ليدرك أن الأمر فى غاية التعقيد وأنه لا بد من العودة إلى طبيعة النفس البشرية والتعامل الأمين معها دون شعارات زائفة أو أفكار جامدة تبدو عصية على التطبيق فى الحياة البشرية العادية، فالإنسان عاشق الجمال بطبعه يميل إلى الألفة بتكوينه، وليتذكر الجميع أن النبى محمدًا صل الله عليه وسلم قد خاطب ربه قائلًا- فى معرض التمييز بين زوجاته- اللهم هذه قسمتى فيما أملك، فلا تؤاخذنى فيما تملك ولا أملك، وقد تمضى العاطفة أحيانًا فى تيار معاكس للعقل وتكون النتيجة بالغة التعقيد غاية فى الصعوبة، وتكمن المأساة فى الشائعات الكاذبة والادعاءات الزائفة التى يدفع ثمنها الرجل دائمًا وأسرته أحيانًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 14 المرأة فى حياتى اعترافات ومراجعات 14 المرأة فى حياتى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon