توقيت القاهرة المحلي 22:41:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات (46) شريف عمر ونادية عابد

  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد

بقلم - مصطفي الفقي

إننا فى شهر رمضان وفى ظل ظروف إقليمية صعبة يحسن الخروج من الحالة النفسية السائدة إلى بعض النوادر والحكاوى القصيرة تسلية لليوم وبعدًا عن الأحزان ورغبة فى التغيير، وأتذكر عندما جرى تعيينى فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى سكرتيرًا للرئيس الراحل محمد حسنى مبارك لشؤون المعلومات والمتابعة، فمع الأيام الأولى لعملى تزاملت مع شخصية تقترب منى فى العمر وتتسم بأنها لإنسان ظريف للغاية يشد الانتباه ويلفت النظر.

وأعنى به العقيد شريف عمر، مدير أمن مقر الرئيس حينذاك، حيث كنا نشترك فى سيارة واحدة أثناء تحركات ركاب الرئيس داخل القاهرة وخارجها فى المناسبات المختلفة، وقد كان ذلك الضابط الشاب قريبًا من الرئيس الراحل لأنه خدم معه فى القوات الجوية قبل أن يصبح الرئيس مبارك نائبًا لرئيس الجمهورية عام ١٩٧٥، وقد التقيت بالزميل الجديد فى إطار صداقة قوية، فنحن فى المكاتب معًا وفى تحركات السيارة معًا أيضًا، وبعد أيام قليلة قال لى إنه يريد منى خدمة صغيرة، فهو يقرأ مجلة صباح الخير بانتظام ومعجب جدًا بشخصية (نادية عابد) التى تكتب الصفحة الأخيرة فى كل عدد.

وهو يفهم المرأة جيدًا من خلال كتابات السيدة الفاضلة التى تحمل هذا الاسم فى مقالها الأسبوعى، وأضاف أنه حريص جدًا على الالتقاء بها والحوار معها حول ما كتبته عبر السنين الماضية، فأيدته فيما يقول، وأكدت له أنه سوف يراها قريبًا، ولم يكن يعرف أن ذلك اسم مستعار يستخدمه الكاتب الراحل مفيد فوزى فى مقاله الأسبوعى حينذاك، وذات صباح كان الرئيس يلتقى رؤساء تحرير الصحف فى مقر الرئاسة فنقلت إلى شريف عمر بشرى مهمة، وهى أنه سوف يرى نادية عابد اليوم وتهيأ شريف بظرفه وذكائه للقاء كاتبته المفضلة، وأثناء الاجتماع دعوت زميلى شريف للقاء نادية عابد، وكانت صدمته الكبيرة عندما اكتشف أن نادية عابد التى رسم لها أجمل الصور فى خياله ليست إلا الأستاذ مفيد فوزى، رئيس تحرير جريدة صباح الخير، وتلميذ إحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين، ولم يكن مصدقًا أبدًا أن رجلًا يستطيع، مهما كان حجمه الأدبى ومكانته الروائية، أن يتقمص شخصية امرأة بمشاعرها وانفعالاتها على النحو الذى عرفه فى المقالات التى قرأها لنادية عابد عبر السنين، ولو أنه كان يعرف أن ذلك هو قلم مفيد فوزى مباشرة لاختلف طعم الكلمات ومذاق السطور وطبيعة الانفعالات، ومازالت هذه الطرفة تداعب خيالى كلما التقيت بصديقى العزيز، اللواء شريف عمر، فيما بعد، والذى يذكرنى دائمًا بذلك ونضحك معًا مع سنوات ذلك الزمن، وهو الذى يذكرنى أيضًا بما جرى لى فى الأسابيع الأولى لانتدابى فى مؤسسة الرئاسة عندما كنا معًا ضمن الوفد المصرى المرافق للرئيس الراحل مبارك، حيث فوجئت بأن الركاب الرسمى يتضمن سيارة فخمة وراء سيارات الحراسة مباشرة، وهى مخصصة لى كمسؤول للمعلومات، فتوهمت أن ذلك تقديرًا لى نتيجة اختيارى لمنصبى الجديد، وجلست أنظر حولى داخل السيارة، الثلاجة الصغيرة، وشاشات للتليفزيون، ومظاهر الراحة فى تلك السيارة الأمريكية الفارهة، وعند انتهاء المهمة ذهبت إلى صديقى وقلت له: إن مكانتى كبيرة لديكم..

لقد كانت سيارتى أكبر وأهم سيارة فى الركاب كله، فضحك كثيرًا وقال لى: سوف أشرح لك فيما بعد ماذا حدث، وعند عودتنا إلى القاهرة عرفت منه أن السيارة التى كنت أستعملها أثناء زيارة نيويورك هى سيارة خدعة بديلة لسيارة الرئيس يتم استخدامها للتمويه إذا تعرض موكب الرئيس لسوء، فهى الهدف الأول الذى يمكن التضحية به إذا جرى مكروه للركاب الرسمى، بحيث تكون السيارة التى كنت أركبها هى الفداء الطبيعى لسيارة الرئيس نتيجة التمويه والخداع الذى تتطلبه مقتضيات الأمن أحيانًا، وكم كنت مندهشًا لهذا التفسير إذ أدركت يومها أننى سوف أتعلم الكثير فى موقعى الجديد، وهذا ما حدث بالفعل، لذلك فالشكر موصول لصديقى الرائع شريف عمر بدءًا من قصة نادية عابد وصولًا إلى سيارة الخداع الرئيسية فى موكب الرئيس.. تحية لصديقى وزميلى، أطال الله فى عمره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد اعترافات ومراجعات 46 شريف عمر ونادية عابد



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon