توقيت القاهرة المحلي 04:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حب مصر.. صالح كامل نموذجًا!

  مصر اليوم -

حب مصر صالح كامل نموذجًا

بقلم : مصطفى الفقي

من بين الشعوب العربية نرى أن أبناء الخليج عمومًا تستهويهم الحياة فى مصر ويأتنسون بأهلها، ويتميز السعوديون تحديدًا بوضوح هذه الظاهرة لديهم، ولقد عرفنا عائلات سعودية اختار بعض أبنائها مصر وطنًا ثانيًا بسبب طيبة أهلها واعتدال جوها وتنوع المناطق السياحية فيها مع نجاح الاستثمارات فى أنحائها فجاءوا بأموالهم ومشروعاتهم وامتزجوا بالشعب المصرى مع ولائهم بالطبع لبلدهم الأصلى المملكة العربية السعودية، ولقد عرفت شخصيًا أصدقاء قريبين من بيوت «الشبكشى» و«الشربتلى» و«صالح كامل» وغيرهم، ولكن الأخير استأثر بحب زائد لمصر واندمج فى الحياة العامة فيها واستثمر جزءًا كبيرًا من أمواله فى مشروعاتها، وأنا أتذكر أن الرئيس الراحل «مبارك» قد استقبله ذات يوم فى ثمانينيات القرن الماضى ودعانى إلى حضور اللقاء؛ باعتبارى سكرتيره للمعلومات، ونظر للشيخ صالح كامل وقال له: «إذا كان لديك شىء عاجل، فاتصل بهذا المسؤول؛ فهو يعرف كيف يوصل المعلومة لدىّ فورًا»، ومنذ ذلك اليوم توثقت علاقتى بالشيخ صالح كامل وأعجبت بثقافته الإسلامية الغزيرة وتعززت علاقتنا بالعضوية المشتركة فى مؤسسة الفكر العربى التى أسسها صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل، وأشهد الله أننى رأيت الشيخ صالح كامل مثل أقرانه من السعوديين مهمومًا دائمًا بأوضاع مصر الاقتصادية وأحوالها العامة رغم معاناته أحيانًا من البيروقراطية المتجذرة، وعندما نعى الناعى رحيل الشيخ صالح كامل شعرت أن فصلًا من فصول العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصرى والسعودى قد تغير، وأن صفحة ناصعة من العلاقات الطيبة بينهما قد طويت، وأتذكر آخر لقاء بيننا فى عشاء أقامه بمنزله احتفالًا بسفير المملكة الصديق معالى أسامة نقلى، وجلست ليلتها بجانب الشيخ وظل يتحدث إلىَّ فى ود هامسًا عن أوضاعنا العربية ولم أكن أعلم أنه سوف يكون اللقاء الأخير، وقد تميز الراحل بالبشاشة والابتسام الدائم وحسن الخلق، وقد كان على مائدته فى ذلك اليوم بعض الوزراء الحاليين وكبار المسؤولين وصديقه القريب أستاذ الإعلام المعروف الدكتور سامى عبدالعزيز، وكانت قرينة الشيخ صالح السيدة صفاء أبو السعود ترحب بزوجاتنا بود خالص ومحبة زائدة، وبالمناسبة فهى حفيدة عالم دينى كبير، فلقد كان الشيخ أبوالسعود من أهل العلم والدين فى محافظة المنوفية، وتولى أبناؤه أرفع المناصب؛ فكان حسن أبوالسعود هو وكيل وزارة الإرشاد عند إنشائها بعد ثورة يوليو عام 1952، وكان محمود أبوالسعود أستاذًا دوليًا للاقتصاد وصاحب انتماء سياسى فى عصره، وكان جلال أبو السعود ضابطًا مرموقًا يتقن العبرية ويهوى إصلاح السيارات! وقد عرفت معظم أفراد العائلة فى مناسبات مختلفة، وكان الدكتور محمود أبوالسعود يتردد علىَّ وأنا قنصل لمصر فى لندن مع بداية سبعينيات القرن الماضى. رحم الله الجميع.

بقيت نقطة هامة أود إبرازها وهى أن صالح كامل كان مسلمًا صادقًا لا تتلون عقيدته برداء سياسى أو جماعة معينة كما كان واحدًا من رواد الإعلام فى مصر والمنطقة العربية عندما أنشأ مبكرًا- منذ عدة عقود- فضائيات ART واستقدم لها الخبرات والكفاءات من كل مكان، كما كان معنيًا بالاقتصاد الإسلامى شغوفًا بدراسته؛ ولذلك كان هو رئيس غرفة التجارة وهو أيضًا رئيس مجلس الأعمال المصرى السعودى، ربما لم تجمعنى ظروف كثيرة بالشيخ الراحل فى السنوات الأخيرة ولكن حبال الود لم تنقطع أبدًا؛ فقد دعانى منذ عدة أعوام لحفل زفاف إحدى بناته ورأيته فرحًا مبتسمًا مرحبًا بضيوفه قبل أن يتمكن المرض منه وأن ترافقه الأدوية وزيارات الأطباء ويحتاج إلى معاونة مساعديه.

إن المصريين بطبيعتهم شعب لا ينسى من أحبهم ولا يجهل أيضًا من أساء إليهم، خصوصًا وأننا فى وقت نتلقى فيه من بعض أشقائنا العرب كلمات صادمة وافتراءات ظالمة وعبارات لا تليق بنا وبحضارتنا وتاريخنا؛ لذلك فإن نموذج صالح كامل يبدو كالضوء المبهر فى بحر الظلمات، رحمه الله؛ فقد أسمى البنك الذى أنشأه باسم يرتبط بشخصه فقد كان صالح كامل تعبيرًا عن البركة، والطيبة، والنقاء.. رحمه الله

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب مصر صالح كامل نموذجًا حب مصر صالح كامل نموذجًا



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon