توقيت القاهرة المحلي 08:51:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحمد زويل المفترى عليه

  مصر اليوم -

أحمد زويل المفترى عليه

بقلم : مصطفي الفقي

اختلف ناشر «المصرى اليوم» مع «أحمد زويل» فى حياته ولكن ذكره بالخير بعد مماته، ولا أزعم هنا أن «أحمد زويل» كان ملاكًا له جناحان هبط علينا من السماء، ولكننى أدّعى أنه كان ومضة ضوء فى حياتنا القاتمة، إذ فاز عالم مصرى الأصل والمولد بجائزة «نوبل» فى العلوم، وتلك الجائزة قفزة كبيرة ينال منها التعليم المصرى والبحث العلمى معًا، خصوصًا أن الجائزة فى الفرع الذى حصل فيه «زويل» هى جائزة مستحقة بكل المعانى لا تخضع لاعتبارات سياسية ولا أهواء قومية، فلابد أن يأتى العالم الذى يحصل على «نوبل» فى العلوم بجديد يخدم البشرية ويمثل قفزة لها إلى الأمام، فهى ليست مثل «نوبل» فى الأدب التى تخضع للتوزيع الجغرافى بين الحضارات المختلفة، وليست هى جائزة «نوبل» فى السلام التى تخضع للمواقف السياسية ولا تبرأ من شبهة الانحياز عند الاختيار، وعندما جاء «زويل» إلى «مصر» بالجائزة عام 1999 انتصبت قاماتنا وارتفعت هاماتنا وسارعنا إلى الاحتفاء به بل والمبالغة فى تكريمه، ثم انقلبنا عليه وفتشنا فى أخطائه (ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر) ونسينا قيمته الحقيقية وانزلقنا معه وانزلق هو الآخر إلى صراعات على أرض جامعته فاختلفت الآراء وتباينت الرؤى، كما اتهمناه بأنه لم يقدم لوطنه شيئًا رغم أنه دق الناقوس وحرك المياه الراكدة ووضع «مصر» المستقبل على خريطة البحث العلمى الجاد ولكن يبدو أنه (لا كرامة لنبى فى وطنه) و(أن شاعر الحى لا يطربه) فانهال عليه الهجوم فى المقالات والتطاول فى التليفزيونات والعبث بقيمة لها قدرها فى تاريخنا العلمى والأكاديمى، ولأنه كان زميل دراسة لى أعرفه حق قدره وأدرك جهاده العلمى ونضاله البحثى فقد كنت أشفق عليه، خصوصًا أننى رأيت كيف يكرمه العالم فى كل مناسبة، وأتذكر أنه دعانى لحضور محاضرة حاشدة له فى العاصمة الألمانية «برلين» وفى القاعة الكبرى لكبرى جامعاتها وبهرنى العدد الضخم لأكثر من ألف عالم من أنحاء العالم تقاطروا على العاصمة الألمانية لحضور محاضرة «د. أحمد زويل» وقد كان موضوعها على ما أتذكر عن «ابن الهيثم وعلم البصريات» وشهدت كيف كان التقدير له والاحتفاء بمكانته، وقد قال لى «د. خير الدين عبداللطيف»، سفيرنا الأسبق فى «الهند»، إنه حضر مناسبة مماثلة للعالم المصرى الكبير احتشد له فيها الآلاف من العلماء الهنود من أنحاء شبه القارة ليستمعوا إلى ذلك العالم الكبير الذى اكتفت بلاده بتحويله فقط إلى مادة إعلامية دائمة بالإطراء الزائد أحيانًا أو النقد الظالم غالبًا حتى تركته الدولة لسنوات طويلة مصطدمًا بالروتين العتيق ومحاربًا للبيروقراطية الحمقاء، ولقد قرأت عمود صديقنا المشترك الشاعر «فاروق جويدة» فى صحيفة «الأهرام» عن قرار يجرى اتخاذه لرفع اسم «زويل» من مسمى جامعته والاكتفاء بأن يكون ذلك تسمية فرعية بحيث تحمل الجامعة اسم «مصر» فى محاولة لتخويف كل من يعترض وإحراج كل من يرفض، وأنا أقول لذلك العبقرى الذى يتبنى هذا الاتجاه: إن هذا ظلم بين وعدوان على الرجل فى مماته دون مبرر والأولى بنا أن نكرم ذكراه وأن نحتفى به وهو فى مثواه، ولقد أسعدنى أن تلقيت اتصالًا هاتفيًا منذ أسابيع من قرينة العالم الراحل السيدة «ديما الفحام» تبلغنى فيه بقرار الأسرة إهداء مكتبة «زويل» إلى «مكتبة الإسكندرية» وهو أمر اعتبرته وسامًا على صدر المكتبة، خصوصًا أنه قد جاء فى ذات الأسبوع الذى طلبت منا فيه أسرة الكاتب الكبير الراحل «محمد حسنين هيكل» قبول مكتبته الثرية ضمن مقتنيات «مكتبة الإسكندرية»، وبهذه المناسبة فإننا نؤكد حرصنا على استقبال كل ما يمكن اعتباره إضافة إيجابية لـ«مكتبة الإسكندرية» التى بدأت منذ أكثر من ألفى عام وها هى تواصل رسالتها لكى تحتضن رموز العلم والفكر والفن وإبداعهم الذى لا ينتهى.. تحية لـ«زويل» ودعوة صادقة إلى الكف عن العبث باسمه أو التلاعب بتاريخه، فهو قامة سامقة تعتز بها «مصر» ويفتخر بها شعبها وتزهو بذكراه الأمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد زويل المفترى عليه أحمد زويل المفترى عليه



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon