توقيت القاهرة المحلي 02:56:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جرائم في حق الطفولة

  مصر اليوم -

جرائم في حق الطفولة

بقلم : مصطفى الفقي

تتعرض الطفولة البريئة فى بلدنا أحيانًا لنوعية من الجرائم غير المسبوقة، فتلفظ الطفلة أنفاسها بيد أبيها، ويُلقى آخر بأطفاله الثلاثة فى النهر، ويقوم ثالث بتعذيب أولاده على نحو غير مسبوق فى تاريخ العنف الأسرى. ولا تقتصر الجريمة على ما يفعله الآباء، بل إن الأمهات أصبحن شريكات فى هذه النوعية من الجرائم وكأنما الأمومة وهم ذهب مع الريح، والذين يستغلون عجز الأطفال فى الدفاع عن أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم الطاهرة تجاه العدوان السافر عليهم جسديًا ومعنويًا؛ إن هذا العجز لا يبرر أبدًا استمرار هذه الجرائم وتواترها على النحو الذى نشهده فى السنوات الأخيرة، لذلك فإننى أطالب بعدد من الإجراءات التشريعية والتنفيذية، بل القضائية التى تضع حدًا لهذه النوعية من الجرائم التى تهز الضمائر وتتركنا تحت وطأة المشاعر القاسية التى نشعر بها عندما تصل إلى مسامعنا تلك النوعية من الجرائم الوحشية التى يأتى معظمها نتيجة تفسخ الأسر والصراع بين الأبوين والانتقام المتبادل بينهما، والذى تكون ضحيته الأولى هم الأطفال الأبرياء الذين لا يفقدون فقط حنان الأبوين ولكنهم يتلقون منهم أشد أنواع التعذيب وأكثر حالات الكراهية، لذلك فإننى أطرح المطالب التالية:

أولًا: يجب تغليظ العقوبة فى كل الجرائم ضد الأطفال، سواء صدرت من أسرهم أو من أطراف أخرى خارج الكيان العائلى، ويجب أن تكون العقوبات رادعة والأحكام عاجلة حتى نضع حدًا لهذه النوعية من الجرائم التى تطيح بالقيم الموروثة للأبوة والأمومة وتجعلنا أمام نمط بشع من الممارسات اللاأخلاقية التى لم نشهد لها من قبل مثيلًا، ولذلك فإننى أطالب المشرع بإعادة النظر فى العقوبات واجبة النفاذ على من يعتدون على الطفولة أو ينتهكون حُرمتها، فالأطفال الأبرياء أحباب الله وهم ملائكة يمشون على الأرض، ولا ذنب لهم فى كل ما يحيط بهم، لذلك يتوجب علينا كمجتمع مدنى ودولة عصرية أن نواجه ذلك الطوفان من الجرائم بقوة وصرامة ودون تردد أو تراجع.

ثانيًا: لقد جاء الوقت الذى يتعين علينا فيه النظر فى النسبة المتزايدة من حالات الطلاق والانفصال العائلى بين الزوجين، خصوصًا فى السنوات الأولى لتكوين الأسرة، ولقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسى على حق عندما لفت النظر إلى هذه الظاهرة الخطيرة فى خطاب عام، حيث دعا إلى أن يكون الطلاق محكومًا بالقانون، ولو وصل الأمر إلى منصة القضاء وفى حضور سدنة العدالة وحملة اللواء الشريف لتطبيق القانون العادل فى محاكم الأسرة أو غيرها.. ولكن الأمر الذى يدعو إلى الأسى هو أن مبادرة الرئيس لم تجد استجابة ودعمًا من المؤسسات الدينية فى مصر، رغم أن للأمر سوابق فى دول إسلامية وعربية، فهل ديننا يختلف عنهم؟! ولماذا يبدو التحجر أحيانًا معاديًا لحركة التاريخ وظروف البشر ومؤديًا إلى تفكك الأسرة وعذابات الطفولة؟!.

ثالثًا: لقد دعا أحد المتصوفة ربه ذات يوم قائلًا: «اللهم اكلأنا كلاءة الوليد الذى لا يدرى ما يراد به وما يريد»، فالطفل يبدو كالملاك الأخرس غير القادر على التعبير عما يختزنه من معاناة وآلام، ويظل أسيرًا لأمور معقدة وحزن ذاتى دفين لا تبدو نتائجه إلا بعد مضى الأوان وفوات السنين.. إننى أطالب أساتذة الدراسات النفسية بأن ينضموا إلى محاكم الأسرة كطرف مباشر جنبًا إلى جنب مع القضاة العظام باعتبارهم بديلًا لخبراء وزارة العدل فى تلك الحالات المتصلة بتماسك الأسر ورعاية الطفولة.. وأدعو إلى التوقف تمامًا عن الادعاء المستمر بأن الآباء أو الأمهات الضالعين والضالعات فى جرائم الطفولة هم من مختلى العقل والمرضى النفسيين، فذلك مهرب فى حالات كثيرة من التوصيف الحقيقى للجريمة، ومخرج من نطاق العقوبة الرادعة.

إننا ندق ناقوس الخطر بالدعوة الملحة إلى توفير الحماية الكاملة للأطفال فى بلادنا، ناهيك عن ضرورة التوقف عن التعذيب الممنهج فى بعض الملاجئ ودور رعاية الأطفال والمصحات النفسية، فالفارق واسع بين المسميات البراقة والحقائق المؤلمة، كما أن عجز الطفولة عن التعبير والإفصاح يؤدى إلى انتهاك حرمتها والعدوان عليها جسديًا ونفسيًا.. أيها السادة إن الطفولة وديعة إلهية فى أيدينا، فلنحافظ عليها ونَرْعَ الله والوطن فيها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرائم في حق الطفولة جرائم في حق الطفولة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon